منذ أن بدأت أمانة عمان في تناول الملف الثقافي على عاتقها ومن خلال العديد من المؤسسات التابعة لها استبشرنا خيرا أن هناك من يشارك الجميع في حمل هم الثقافة والمثقفين من مؤسسات الوطن الرائدة والقادرة على النهوض بهذا الموضوع جنبا إلى جنب مع باقي مؤسسات العمل الثقافي من القطاعين العام والخاص.وبدأت مسيرة العمل في أكثر من اتجاه لكننا وللأسف ولغاية الآن لم نشهد لأمانة عمان أي عمل ثقافي له علاقة بصاحبة الاسم (عمان) قد يثرينا بما تملكه عمان من تاريخ وما ارتبط بها من معاني واسعة وأيضا لم يأخذ الأردن ومسيرته العصماء وتاريخه المشرف الناصع مساحة مقنعة في شتى نشاطات الأمانة الثقافية سواء على مستوى الندوات والمحاضرات أو على مستوى النشاط الثقافي المطبوع.

أين أنت يا أمانة عمان من سرد لتلك الأجيال التي ساهمت في بناء عمان وبناء الدولة الأردنية سوى في تسمية بعض الدخلات والممرات الضيقة لتحمل أسماءهم الخالدة، وأين أنت يا أمانة عمان من الكم الهائل للموروث الثقافي لأبناء عمان من كافة الأصول والمنابت ، وأين أنت يا أمانة عمان من تلك الأماكن الخالدة في ذاكرة عمان والتي سجل لها تاريخا ارتبط بأسماء عظيمة ساهمت في بناء عمان والتي يجب أن تبقى متاحفا واماكن عامة يرتادها الناس لكي تحكي عن ذاتها سيرة مجد وعزة وفخار . بدلا من الشروع في هدمها او تغيير ملامحها او تحويلها إلى مشاريع مقترحة وفاشلة.

ما زلنا نرقب ذلك الكم الهائل من الانشطة الثقافية التي تستهلك طاقات وامكانيات ، ولكنها في الحقيقة لا تطرح إلى مواضيعا ليست لها علاقة بما نحلم به كأردنيين وعمانيين وأصحاب ثقافة غنية ومليئة بدسم الماضي المشرف شواهدا بذلك الكم الهائل من الموروث المكتوب والمخطوط الذي يمتلكه الكثير من أبناء عمان ولكنهم للاسف معزولين عن المشاركة في أي عمل ثقافي يخص عمان، وتلك الاماكن الشامخة التي تحكي عن نفسها انها عرين أبطال وحجارة عز واباء احتضنت سيرا لقادة ومثقفين وعلماء للاسف اقتلعت حجارتها وأغلقت أبوابها وتغيرت معالمها على امل ان يصبح مكانها اندية ليلية ودورا للعرض السينمائي لا يدخلها إلا القادرين على دفع التذكرة.

آه يا عمان يا حبيبة الماضي والحاضر كم احببت ان تكوني في غير ما وصلتي اليه وكم هو الحلم ان يحمل همك من يعلم جيدا من تكوني وما هو تاريخك المشرف وكيف وصلتي إلى ما وصلت اليه.

* الكاتب باحث وكاتب اردني
mohanadmaj@hotmail.com