الانتخابات في الكرك .. لغة الكلام ولغة الأرقام
22-01-2013 02:34 PM
عمون - محمد الخوالدة - أقل من أربع وعشرين ساعة وتصمت لغة الكلام لتنطق صناديق الاقتراع بلغة الأرقام التي ستضع حداً لأيام كانت مليئة بالصخب والاستحياء وتطييب الخواطر قال فيها المترشحون كلاماً كثيراً وهم يعلمون أن ما سيفعله من يصل إلى كرسي النيابة سيكون أقل من القليل، فالخطب الرنانة والشعارات الفضفاضة ستصبح ذكرى من ماضٍ لا يود الفائزون ولا حتى الفاشلون تذكرها أو أن يستعيدوا تفاصيلها المؤلمة لما فيها من تذلل ربما وصل ذات لحظة من وقت حدّ الاستجداء.
ستنجلي غبار المعركة بعد يوم أربعاء متّقد الأجواء ليتحول الفائز بالمقعد النيابي من نهج المناشد والمترجي- بعد أن أصبحت يده العليا ويد من انتخبوه السفلى- إلى نهج الصلف والكبرياء وتغيير رقم الهاتف المحمول وربما تغيير مكان السكن والعنوان كي لا يتعب نفسه لخدمة صاحب حاجة قصده من ناخبيه، وسيكون شعار نائبنا العتيد انه فاز بالغنيمة وان على من استودعه صوته واغراه بالوعود أن يكتفي بالإياب.
واذا ما تحدثنا بخصوصية عن محافظة الكرك فانها ستعيش الاربعاء نهارا صاخبا بالنسبة للمترشحين ومناصريهم لتعقبه ليلة ستتقاذفهم كموج بحر، ففي ظل دكانة المشهد الانتخابي وتفرق الكلمة الانتخابية في المحافظة فان ايا منهم لا يعرف أين ستذهب به تلك الموجة، إلى شاطىء الامان ستأخذه ام ستطيحه في غيابة الجب.
في محافظة الكرك 71 مترشحا سيتنافسون على عشرة مقاعد نيابية - اذا ما استثنينا المقعد المخصص للكوتا النسائية -، واحد سبعون مترشحا في ست دوائر انتخابية ليسوا على قدر متساو من الثقة بالنتيجة، فبصيص النور في اخر النفق هو اكثر قربا للبعض من البعض الآخر، فيما لا يرى اخرون هذا البصيص ورغم ذلك فانهم سادرون في غيهم ولكل منهم اجندته الخاصة في هذا الاطار، المناكفة، الحنق على العشيرة التي لم تدعمه، محاولة قطع الطريق على مترشح آخر يحاول الدخول إلى المجلس النيابي في نسخة ثانية او ثالثة او رابعة او ربما اكثر، ثم ان لاخرين من هؤلاء حسبتهم الخاصة فتفرق العشائر الاكثر تاثيرا على الساحة الانتخابية - لغياب العمل الحزبي الناجز في المحافظة - يدفع بهؤلاء للافراط بالتفاؤل، يحفزهم لذلك ما يعتبرونه اجماعات هشة من قبل عشائرهم على مترشحين معينين، هي اذا قسمة للاصوات كما يعتقدون قد يطالهم جانب منها، ثم بحركة هنا وطمع في اقرب المقربين وادنى الادنين ووعد قد لا يتحقق هناك فان هذا في تصورهم سيفعل شيئا.
وبالعودة للمترشحين الواحد والسبعين – ونحن هنا نتحدث عن المترشحين عن المقاعد المخصصة للمسلمين والمقاعد المخصصة للمسيحيين وعن المقعد المخصص للكوتا النسائية - فان الفرصة متاحة لثمانية عشر مترشحا ومترشحة فقط، هم خمسة في الدائرة الانتخابية الاولى / لواء قصبة الكرك واربعة في الدائرة الانتخابية الثانية/ لواء القصر ومترشحان في الدائرة الانتخابية الثالثة /لواء المزار الجنوبي ومترشحان ايضا في لواء الاغوار الجنوبية/الدائرة الاربعة ومترشحان اخران في لواء عي / الدائرة الانتخابية الخامسة وثلاثة مترشحين في لواء فقوع / الدائرة الانتخابية السادسة.
وثمة سؤال ينبغي الاجابة عليه وهو ما نسبة من سيقترعون من العدد الاجمالي لناخبي المحافظة البالغ عدده 122 الفا و897 ناخبا وناخبة؟، المعطيات القائمة تجيب ان هناك من يقول بان النسبة ستطاول ما كان عليه الحال في الدورات الانتخابية السابقة أي ما بين 60الى 70 بالمئة، فيما يطيح البعض بهذه النسبة ليعتقدوا انها لن تتجاوز الـ50 بالمئة في احسن حال، لكل من اصحاب الرأيين حسابه فمن يقولون بالرأي الاول يستندون إلى ان عدم تحقق اجماعات عشائرية بالمعنى المطلق لهذه الكلمة ما سيدفع بكل مترشح حتى من العشيرة الواحدة لاستجلاب كل قاعدته الانتخابية ومن وعدوه بالصوت من المقربين والاصدقاء إلى الصناديق، اضافة إلى اعتماد الاخذين بهذا الراي لزخم الحضور المشاهد في اكثر المقار الانتخابية، اما متبنو الرأي الثاني الذي يقول بمحدودية المشاركة في الاقتراع فانهم يستدلون على رايهم من عدم وجود حماس في الشارع الانتخابي للذهاب لصناديق الاقتراع لجهة عدم قناعة الاكثرية باداء المجالس النيابية المتعاقبة، ثم لان اكثر نواب المحافظة وعبر العديد من المجالس النيابية المتتالية هم في قناعة الناخبين "نواب المرة الواحدة"، اي انها المرة الاولى والاخيرة التي سيكون فيها بحكم التركيبة العشائرية التي تعمل بطريقة المحاصصة بين افخاذ ومكونات العشائر نائبا بكل امتيازا ت هذا الموقع المادية والمعنوية لذا فان ما سيعني هذا النائب هو كيف يؤسس لنفسة ويجني لها ما يستطيع من فوائد، لذلك فلا ضير عليه ان قلب ظهر المجن حتى لاقرب مقربيه، ويضيف الاخذون بفرضية محدودية الاقبال على صناديق الاقتراع إلى فرضيتهم هذه ايضا الموقف المتخذ من قبل العديد من نشطاء الحراك الاصلاحي والاحزاب السياسية بمقاطعة الانتخابات، فيما لايعول هؤلاء على مايشاهد من زخم للحضور في المقار الانتخابية معتبرين ان غالبية من يحضرون ليسوا على قلب رجل واحد، وهم يتدافعون في المقار الانتخابية اما من باب المخاجلة او من باب المثل الشعبي القائل " عيناك ومانا عندك" أي بمعنى انهم يظهرون شيئا ويضمرون شيئا اخر، خاصة ان كانوا من المؤلفة قلوبهم أي الذين لارابط بينهم وبين المترشح الذين يتواجدون في مقره سوى المعرفة او العلاقات العابرة.
وفيما يتعلق بالكوتا النسائية والمقاعد المخصصة للعشائر المسيحية في الكرك، فللعشائر المسيحية مقعدان في كل من دائرة قصبة الكرك ودائرة لواء القصر الانتخابيتين، فعن المقعد المسيحي في لواء القصر ثمة مترشح هو الاقوى من بين اربعة مترشحين،اما في لواء قصبة الكرك فهناك ثلاثة متنافسين حقيقيين على هذا المقعد من بين خمسة مترشحين. ثم بخصوص مقعد الكوتا النسائية فمن بين ثلاث عشرة مترشحة فان مترشحة واحده تبدو وفق مؤشرات رقمية للقواعد الانتخابية الاوفر حظا.
ولاكمال المشهد فلنتحدث عن الصندوق المخصص للدائرة المحلية وعن الصندوق المخصص للقوائم الوطنية اذ ثمة خلاف هنا في محافظة الكرك في الحماس للصندوقين، وعليه يتوقع ان تكون نسبة الاقتراع لصندوق الدائرة اعلى منها بكثير لصندوق القائمة، فالاهتمام بالقوائم الوطنية في المحافظة محدود، فجلى القوائم لم يسمع بها اغلب اهل الكرك وبعض من سمعوا بهم من اعضائها لم يقتنعوهم، يقولون "لا نعول على النواب الذين نخرجهم من اوساطنا، فهل نعول على "غريب".
وفيما يلي الارقام التوضيحية عن دوائر محافظة الكرك الانتخابية الست:
ففي دائرة قصبة الكرك يبلغ عدد الناخبين والناخبات 38 الفا و409 سيختارون مترشحين مسلمين اثنين ومترشحاً مسيحياً من بين 22 مترشحا وذلك من خلال 37 مركز اقتراع، وفي دائرة لواء القصر الانتخابية فهناك 16 الفا و068 ناخبا وناخبه سيختارون مترشح للمقعد الاسلامي ومترشح اخرللمقعد المسيحي من بين 10 مترشحين ومن خلال 20مركز اقتراع، اما في دائرة لواء المزار الجنوبي فعدد الناخبين والناخبات 31 الفا و386 وسيختارون مترشحين اثنين من بين 14 مترشحا ومن خلال 33 مركز اقتراع، وفي دائرة لواء الاغوار الجنوبية فعدد الناخبين والناخبات 19 الفا و233 سيختارون مترشحا واحدا من بين 8 مترشحين وذلك من خلال 20 مركز اقتراع، وفي دائرة لواء عي فعدد الناخبين والناخبات يبلغ 10 الاف و404 ينتخبون مترشحا واحدا من بين 9 مترشحين ومن خلال 8 مراكز اقتراع، واخيرا في دائرة لواء فقوع فهناك 7 الاف و397 ناخبا وناخبة سيختارون مترشحا واحدا من بين 7 مترشحين ومن خلال 8 مراكز اقتراع.