وصلنا في المضمار الى الجولة الاخيرة من الانتخابات، ونمضي الى الساعات الاخيرة قبل فتح الصناديق، محملين بجرعة من الثقة بعد الاجراءات الاخيرة في محاسبة متهمين بالتعامل بالمال الفاسد، لتخريب العملية الانتخابية، ومنح من لا يستحق حق تمثيلنا، بفضل امواله، لا بفضل كفاءته.
جرعة الثقة التي وصلت الى قلوب الاردنيين، تفرض على الجميع عدم التفكير لحظة بالمشاركة في الانتخابات، بل بالحماس لايصال مجلس نواب نفتخر به، ونطمئن أن المستقبل في أيدٍ أمينة، لا فاسدة.
المهم الان المشاركة، ولا يحق لاحد ان يحجب صوته، تحت حجة أنه ليس بالامكان افضل مما كان، وان المجلس المقبل لن يختلف عن المجلس السابق، في هذه اللحظة يأتي دورنا في اختيار الافضل والمؤتمن على تمثيلنا خير تمثيل.
بامكاننا انتخاب 30 نائبا موثوقا وذوي خلفية سياسية وديمقراطية، ولهم امتدادات شعبية لا يمكن الاستهانة بها، اذا جدّ وقت الضغط الشعبي، وهؤلاء قادرون على توجيه المجلس نحو البوصلة الوطنية والديمقراطية، وأخذ يد البلاد نحو الاصلاح الحقيقي.
لا تجربوا المجرَّب، وخاصة من كان في المجلس السابق سلبيا وصوته معروض للمفاوضة والبيع في اي موقف او قرار، تعرفونهم جيدا من صوتوا في يوم منحوس لحكومة سقطت شعبيا بعد 40 يوما، وكانت قد حصلت على مكافأة نواب المجلس وبثقة وصلت الى 111 صوتا.
تعرفونهم جيدا من يدعون الان في شعاراتهم انهم سوف يحاربون الفساد، وهم من حصّنوا من تحت القبة ملفات الفساد كلها، وصوتوا ضد فتح ملف الفوسفات، والان وبعد ان طفح كيل فساد الفوسفات الى مئات ملايين الدنانير التي نهبت من خرينة الدولة، وانكشف رجالاتها، وكل المستفيدين منها، يمثلون امام ناخبيهم بأثر رجعي ، وأنهم سوف يحاربون الفساد.
معظم اصحاب الضمائر الحية لم يحددوا حتى الان من سيحصل على أصواتهم، والساعات المتبقية حاسمة في اختيار المستقبل للاردن، فالصوت ليس مزحة، وهو الذي سيقرر مصير الوطن.
لا تلتفتوا للمراهقات السياسية، ولا للحرد والغنج الذي تمارسه بعض القوى، فهي تعرف جيدا أن قرار المقاطعة ليس له علاقة بالموقف السياسي، ولا رفضا لقانون الانتخاب، الذي لن يغيَّر الا بالطرق الدستورية، ومن تحت القبة، لكن انعدام الشجاعة لا يسمح لهم بالاعتراف بان قرارهم مقاطعة الانتخابات جاء حماية لاطرهم الحزبية التي كانت تطمح بالمشاركة بالانتخابات ترشيحا، لكن اوضاعهم داخل احزابهم لا تسمح بذلك، فاشتروا وحدة الحزب والبقاء على هامش العملية السياسية، بدلا من خوض معركة الانتخابات، وهي التي لا يستطيع خوضها سوى الشجعان.
لا احد يستهين بصوته، ومدى تأثيره في تغيير صورة مجلس النواب المقبل، ونحن امام امتحان ارادة في التغيير، فهل ننجح في هذا الامتحان، ام نترك المجال للقوى الرجعية والعدمية وللشعارات الخشبية في أن ترسم مستقبلنا
osama.rantesi@alarabalyawm.net
العرب اليوم