أمريكا تغزو بلاد المغرب الإسلامي عن طريق القاعدة
اسعد العزوني
21-01-2013 01:51 PM
حصان طروادة... هذا هو أدق وصف يمكن أن نطلقه على تنظيم القاعدة،الذي ما إن تطأ أقدام عناصره أرضا ما ،حتى نرى الوجود العسكري الأمريكي وقد تكثف،ودق له أوتادا في تلك المنطقة والأمثلة على ذلك كثيرة.
آخر برهان على ذلك هو ما يجري حاليا في شمال أفريقيا وتحديدا في مالي والجزائرحيث التدخل العسكري الفرنسي في مالي ،وإختطاف رهائن أجانب في الجزائر في منطقة عين أميناس.
قد يقول قائل أن الحديث يدور عن أمريكا فلماذا البدء بفرنسا في مالي؟الجواب على ذلك سهل وهو أن فرنسا بادرت مغامرة في التدخل العسكري في مالي لأنها فهمت اللعبة الأمريكية ،التي تقضي بتطهير القارة الأفريقية من الوجود الفرنسي وهذه معركة طويلة أرادت أمريكا حسمها عن طريق القاعدة.
فجأة فتح الإعلام الغربي وفي مقدمته الأمريكي ملف القاعدة في الصحراء الإفريقية وخاصة تلك المرتبطة بالمغرب الإسلامي،وبدأ هذا الإعلام يضخ أخبارا كيفما إتفق ،في حين كان الإعلام العربي الغبي التابع، يتلقى هذه الأخبار ويبرزها على صفحاته الأولى وفي مقدمة نشراته .
هكذا أصبح تواجد القاعدة في هذه المنطقة ماثلا للعيان،وبالتالي فإن الجزء الثاني من المسرحية بات ضروريا ،وكانت مالي هي الهدف تبعتها الجزائر.
كما أسلفت فإن ما يجري في مالي إنما هو صراع فرنسي –أمريكي لا نعلم كيف سيتم حله بالتراضي ،لأن فرنسا لن تقبل الخروج من قارة أفريقيا خالية الوفاض أو "من المولد بدون حمص"كما يقول المثل العربي المعروف.
أما ما حصل في الجزائر فإنه بحاجة إلى تمعن أكثر وتركيز أشد على صفحات هذا الملف عند تقليبه ،فالجزائر ومنذ العام 1992 ،وهي تعاني من الصراع الداخلي بسبب إلغاء الإنتخابات في ذلك العام.ولا أحد ينكر أن الجزائر دفعت ثمنا باهظا وعلى كافة المستويات بسبب هذا الصراع الذي إرتقى إلى سفك دماء الأبرياء.
الأمر هنا لا يحتاج لكبير عناء،فالقاعدة التي إختطفت رهائن عين أميناس ،إنما سهلت على امريكا الدخول إلى المنطقة ،وتحت ذريعة السهل الممتنع " الإرهاب"،هذا البعبع الذي نعاني منه منذ تفجيرات البرجين في الحادي عشر من سبتمبر 2001 ،وباركها شيخ القاعدة آنذاك أسامة بن لادن،مع أن يهود واليمين الأمريكي هم الذين نفذوها ،إيذانا ببدء حرب صراع الحضارات ،التي غلفت بشعار "الحرب على الإرهاب".
إختطاف الرهائن جريمة ،والتعامل مع الخاطفين بتلك الطريقة خطأ لكن لا بد من إرتكابه لحسم الأمور بناء على ما يدور في البلاد منذ العام 1992.وستدفع الجزائر ثمنا باهظا لما فرض عليها في عين اميناس.وهذا هو المطلوب بالنسبة لمن رسم وخطط ونفذ.
هذا يقودنا إلى ما يطلق عليه زورا وبهتانا " الربيع العربي" الذي التهمت رياح خماسينه كل المقدرات العربية قبل أن تنال بعض الشيء من المستهدفين المفترضين.بمعنى أن هذا العام سيكون عام إنجاح الإنقسام في الجزائر وفق مخطط" الشرق الأوسط الكبير أو الجديد لا فرق.لذلك يتردد إسم الطوارق كثيرا هذه الأيام وما اكثر مطالبهم.
هناك بعض التناقضات التي تبدو غامضة في المشهد ،فقد قيل أن المجموعة التي إختطفت رهائن عين ميناس إنما هي منشقة عن تنظيم القاعدة ،ولا أظن أن عقلا سويا يقبل مثل هذا الإدعاء.كما أن مغامرة فرنسا في مالي ستكبد باريس خسائر فادحة وستتورط في مالي ضمن حرب عصابات تشنها عليها القاعدة تنفيذا للأمر الأمريكي لمعاقبة فرنسا التي خالفت الرغبة الأمركية.
تسير الأمور في منطقة الشمال الإفريقي وخاصة بلدان المغرب الإسلامي وفق الخطة المرسومة سلفا،وهذا ما نلمسه مشعا في التصريحات والأخبار وتعليقات الصحف الغربية الكبرى بخصوص دور امريكا العسكري في شمال أفريقيا ،بمعنى انه يجري التمهيد عبر وسائل الإعلام للتدخل الأمريكي السافر عسكريا في هذه المنطقة التي تقبع على محيط من النفط والغاز وغير ذلك من وسائل الإنعاش للإقتصاد الأمريكي خصوصا