الرئيس وتلفزيون الغد وعقدة الحل
د.مهند مبيضين
20-01-2013 04:18 AM
لم يخفِ رئيس الحكومة لدى سؤالي له عن مصير تلفزيون الغد، قائلا: «ثق أن كل الملفات العالقة جيء بها وتم فتحها» وهو لم يشأ أن يتستر وراء الوعود، مبيناً أنه لا يملك الحل لكنه يملك الدور، وهو دور الوسيط بين الأطراف والشركاء الذين بينهم الخلافات.
على ما يبدو لن تكون نتائج اللجنة التي شكلها رئيس الحكومة مشجعة بشكل كبير لمالك الغد الرئيس، الذي يستمر بحملته الإعلانية في سبيل تحقيق كسب ما باتجاه الحل وتأييد شعبي، لأنه يرى انه غبن وهو صاحب حق فيما يظنه ويحس به، ثم تابعت الأمر مع مصادر قريبة من اللجنة التي شكلت لقراءة ملف الغد، وتبين أنها قرأت الملف الطويل والمعقد، وأنها عقدت نحو 3-4 اجتماعات، وهي بصدد كتابة تقريرها، وكان هذا الحديث الأسبوع الماضي.
مما رشح لي من معلومات فيما بعد، أن العقدة تكمن في تقدير الخسارة التي تحقق لمالك الغد الرئيس، وأن ثمة خلافا بينه وبين شريك معه، وهو شركة العجائب التي تملك نسبة 15%، وفي الحديث مع مصدر عليم بعمل اللجنة تبين أن الفوائد البنكية التي تحققت على المالك الرئيس كبيرة، وأن من بين المطالب وقف استحقاق الفوائد عند حد معين، والحكومة من طرف المصدر المطلع، لا تملك أن تجبر البنوك على ذلك، ولكنها قد تتدخل بشكل وسيط خالي الشهوة كما يقال.
مجمل ما يمكن أن يحصل عليه الطرف الرئيس المالك للغد، مبلغ من الإعفاءات، لكي تخرج القناة التي أسست من الأصل في شكل مال مشبوه، قبل دخول المالك الحالي، وهي مشروع بدأ أعرج من حيث صاحبها الفعلي وظل مؤسسه غامضا أشبه بمسلسل «ليالي الحلمية» ينتهي دون معرفة البطل، وهو ما يحتاج لإفصاح ومحاسبة لكل من لوث يده به، لأنه أدى بالنهاية إلى تدمير حياة زملاء إعلاميين وصحفيين وشتت جمعهم وبدد رزقهم، وكل ذلك كي يلعب الهواة بمصير البلد عندما اطل المشروع الأمريكي على المنطقة بشكل جديد عام 2004.
الرئيس النسور، سيعمل ما عليه، وصاحب القناة حين سألته قال أن الحكومة تأخرت بالرد على طلبه الذي قدمه منذ شهر، والحكومة من الطبيعي أنها تتأخر في هكذا ملف ولا تنهيه في غضون شهر وقد عجز كثير من الرؤساء عن حله. وانصح المالك الرئيس الذي تورط وأوهم أنه بشرائه للمشروع قد يخرج رابحا، أن يهدأ قليلا وان يرشد حملته الإعلامية التي هي من حقه طبعا، لكنه عليه أن يعرف أن الإثارة تؤخر الحل أحيانا، وثمة جهات مستفيدة ما دام التأخر واقعا.
اعرف أن مالك الغد الرئيس غـُبِن، وظـُلِم وأُرهِق ماليا ونفسيا، وهو يدفع عجز رؤساء حكومات سابقين، جزء منهم كان شريكاً بالأزمة أصلا، ولعل الله يحمل الفرج مع الحكومة الحالية، وتخرج الغد مشروعا إعلاميا أردنيا رائدا بعد كل ما اعتور طريقها من عثرات، وبعدما أصبح لها مالك معروف من أبناء البلد وموجود فيزيائيا وليس وهمياً.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور