معط ترشيحي لأبو موزة واللي بالقدر اتطلعه المغرافة !!!
ممدوح ابودلهوم
19-01-2013 11:08 PM
يحضرني، ابتداءً، وأنا على وشك اقتراف جريمة تدبيج هذه المقالة المدانة منذ الآن وحتى إشعار آخر!، مثالاً على ما يتحفنا به السادة المرشحون هذه الأيام من شعارات عنقائية المبتدأ اسطورية الخبر، وهو بالمناسبة مثال ما زالت الذاكرة تحتفظ به منذ أربعة عقود تقريباً، حين جاء ممثل الشعب في المسرحية الكويتية الشهيرة المعنونة بنفس الاسم (ممثل الشعب)، طالباً من مدير حملته الدعائية أن يضعه في صورة الأسئلة المتوقعة في المؤتمر الصحفي وماذا ستكون إجاباته عليها، فراح مدير حملته الجهبذ ومن فوره يهطل عليه بمطر الأسئلة المتوقعة وإجاباته الفذة عليها، قائلاً – أقتبس:(يسألونك عن فلسطين قلهم من هالرقبة وشرط كلها من البحر إلى النهر(!) أو يسألونك عن لواء الأسكندرون قلهم تاخدوه من هالشوارب(!) وحتى لو سألوك عن الأندلس قلهم من العين هاذي قبل العين هاذي و..وسلامة تطولك)!
كنت أعتقد وحتى عهدٍ قريب وأكاد أجزم بأن كثيرين يشاركوني هذا الإعتقاد، بأنه قد ولى إلى غير رجعة ذلك الزمان العصملّي حيث العتم والرجعة وما شئت من تلاوين التخلف، الذي كانت تنطلي فيه علينا تلكم السلسلة العجيبة من الأكاذيب الكبرى إذ لم يكن آنذاك من مكانٍ للأكاذيب الصغرى، غير أن تلك الأكاذيب الكبرى إذا ما قيست ولا قياس مع أكاذيب مرشحيّ هذه الأيام حتى الصغرى منها، فإنها ستنقلب على أعقابها خاسرةً مدحورةً كما جيري يبحث عن ملاذٍ آمنٍ هرباً من توم في السلسلة التلفزيونية الشهيرة!
سؤال ومقارنة كانا في ماراثون سباق عناصر المركب الذي ستكونه هذه المقالة المتواضعة، أما السؤال والذي وصل مرتاحاً إذ بدا أنه أخذ بحكمة السلحفاة في مقابل غرور الأرنب في الحكاية القديمة المعروفة، فهو ما الذي يجعل مرشحاً (دائريا) أكان أم (قائمياً) يقطع على نفسه وعوداً، هو يعلم علم اليقين أنه من الصعب حتى لا نقول المستحيل تحقيق واحد منها أو بعضها أو كلها، هذا إن فرضنا جدلاً أنه سيكون نائباً صادقاً رائداً لا يكذب أهله(!) إذ هو سيكون واحداً من 150 نائباً وصوتاً من 27صوتاً هذا في حال إن مان ثانياً على قائمته وأولاً إن وصلت قائمته إلى القبة(!) فهم آنذاك 27نائباً من أصل 150 نائباً هم مجموع أعضاء المجلس المحترمين.
كيف للتدليل لا للحصر أو التمثيل سيعيد الأمن والاستقرار إلى العراق؟ ما الميكانيزمات- بالقفز عن أي سيناريوهات!-والتي هي طوع بنانه- هكذا يقول وعده!- أو التي سيفرض على الدولة الأردنية أن تتوفر عليها لتحقيق هذا المطلب؟ ما هي المعجزة الخارقة لكل عاديّ العابرة للحدود الأردنية السورية الملتهبة(!) التي سيوقف بها شلال الدم وبالتالي حل الدايلما الموتية في القطر السوري؟ كيف وكيف وكيف..وما شئت من عشرات الكيفات والبماذات وأخواتهن العصيات فيما نعلم أمام أي إجابات؟!
أما المقارنة فقد بائت أرنبياً بالفشل الذريع في السباق آنفاً!، إذ أيّ مقارنةٍ ظالمة أيامنا هذه بين كل الوعود الكاذبة للذوات المرشحين في الشارع الانتخابي، وبين الوعود المصيرية الكبرى التي كان يقطعها مرشحو أيام زمان على أنفسهم أمام ناخبيهم، ومهما يكن، خلوصاً– واللي بالقدر (ترشيحاً) اتطلعه المغرافة (نيابياًَ)!، فنحن مأمورون بالتفاؤل تيمناً بالحديث الشريف لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم (تفاءلوا بالخير تجدوه)، لكنه تفاؤل سيبقى مصحوباً بالدعاء إلى الله وكذلك الرجاء من الذوات المرشحين، أن يتواضعوا قليلاً وأن يتقوا الله فينا بأن لا يستخفوا بعقولنا إذ نحن نعبر العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وإلى الملتقى في أربعاء الديمقراطية القادم في الثالث والعشرين منه أمام صناديق الاقتراع و.. كل عام وأنتم والوطن/ الملك والملك/ الوطن بألف خير.