جاء في التراث الأربدي أن إحدى الفتيات من بنات الأجاويد( شرواكم)، كانت على قدر كبير من الغنى و الجاهه و الجمال. و قد كانت محط أنظار شباب القرية من نظرائها في الغنى و الجاهه للاقتران بها. للأسف كانت ترفضهم جميعا على مبدأ " ما بحبوش يا بابا" كما نرى بالأفلام هذه الأيام.
و ذات يوم صُعقت القرية عندما سمعت بنبأ خطبتها لمن لا يساويها بالقدر و الجاه و لا الغنى، لا بل أنه من أراذل القوم الذي لا يأبه لحضورهم أحد. فأنكر أهل القرية ذلك و لاموا أباها على ذلك فلم ينبس ببنت شفه لحيرته و حرجه أمام القرية. فاحتار الناس بأمر هذا الزواج. و تقول الرواية أن هناك حواراً قد تم بين البنت و أمها لتقنعها برفض هذا الزواج لما فيه من إحراج لأبيها و العائلة كلها مع عِلية القوم. فأصرت البنت على هذا الزوج. نقلت الأم رفض البنت لأبيها قائلة " هاي بدها نقى عينها" إشارة لاختيارها الذي لا يأبه لنصيحة و لا يأخذ مصلحة عائلتها بعين الاعتبار. و اقتنعت العائلة بأن تترك البنت و نقى عينها، بعد أن جهزتها جهازاً يليق بسمعة العائلة و ليس العريس.
و بعد فترة قصيرة من الزواج ظهر الزوج على حقيقته و أصبحت حياة الزوجة جحيماً. و كان الزوج "الردي" يضربها باستمرار بعد أن باع ذهباتها و أثاث بيتها؛ و كان يستولي على كل ما يأتيها من مساعدات من عائلتهاً. و بعد أن طفح الكيل لجأت لأهلها غاضبة (زعلانه) كما تفعل باقي البنات، فردّها أهلها الى زوجها قائلين " هاذا نقى عينك".
لم تحاول الفتاة اللجوء لأهلها مرة أخرى، و لكن قال من جاورهم أنهم سمعوا الزوجة تقول لزوجها وهي تبكي عندما كان يضربها " إذرب يا نقى عيني، إذرب".
هذه الأيام قال الإخوة في الانتخابات ما قالوا بين مؤيد و معارض، و قد أصبحت أمراً واقعاً. و إذا كانت المجالس السابقة هي نقى عين الحكومات المتعاقبة ، فكل الدلائل الظاهرة تشير أن هذا المجلس هو نقى عين الناخبين أنفسهم؛ و لهذا فالأمر معلقٌ بالناخب ليقول كلمته الحقّة أمام الله. لقد قال الدكتور محمد نوح القضاة جزاه الله خيراً :" إن صوت الناخب يقع بيد يدي الله عندما يقع بصندوق الانتخاب". لهذا يجب الانتباه و الحرص لأننا إذا اخترنا الخطأ فأننا سنصيح عندما لا ينفع الصياح و سنقول لأنفسنا قبل أن يلومنا من قاطع الانتخابات ويقول " هذا نقى عينكم".
أرجو أن لا نجد أنفسنا نقول للنائب الذي انتخبناه إذا رأيناه يبيع ويشتري و يتهم و يمنح صكوك البراءة و الغفران " إذرب يا نقى عينّا، إذرب".
و كل عام و الوطن بخير
alkhatatbeh@hotmail.com