"التيار الوطني" في السلط: لنا ملاحظات على الواقع
18-01-2013 08:28 PM
عمون - أكد رئيس حزب التيار الوطني المهندس عبد الهادي المجالي أن على الأمة العربية أن تعي أن "الأردن الآمن المستقر، صمام أمنكم وأمانكم، وأن الأردن القوي الصلب، مدخل استقراركم وثباتكم.. وأن الأردن المزدهر بوابة قوتكم ونصركم والمهتز بوابة ضعفكم وهزيمتكم.. اختاروا أي الطريقين تريدون وتحملوا كلفته".
وقال في مهرجان انتخابي لقائمة حزب التيار الوطني في السلط: "نشهد مواقف عربية غير مفهومة، ونعي تزايد حجم الضغوطات التي تمارس، على بلدنا ، بأشكال وأنواع متعددة.. لجرّه إلى مواقف لا يدفع كفلتها سواه".
وأوضح المجالي أن "التيار الوطني" قرر المشاركةَ في الانتخابات النيابية، على القائمة الوطنيّة والدوائر الفردية، تقديرا للضرورات الوطنية برغم ملاحظاته على الواقع السياسيّ والتشريعيّ.. وإيمانا منه أن التغيير مكانه الطبيعي البرلمان.
وقدم المجالي شرحا لملامح برنامج الحزب الانتخابي، قائلا أن من مصلحة الجميع أن ينتخب القائمة التي لديها برنامج عمل وخطة لإحداث إصلاحات سياسية واقتصادية تنعكس على حياة الناس على المستويين، مستوى الحريات العامة، والمستوى المعيشي.
وأكد المتحدثون في المهرجان أن الناخب الواعي لمصالح وطنه ومصالحه الشخصية ينحاوز للبرنامج الذي يشعر أنه يلبي طموحه، كما أن الأصل انتخاب القائمة التي لها مرجعية حزبية يمكن محاسبتها على هذا البرنامج.
بسم الله الرحمن الرحيم
ونحمدُ اللهَ حمدَ الشاكرينَ على نعمائهِ، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدنا محمدٍ وآله الطيبينَ الطاهرينَ وصحبِهِ الغرِّ الميامين
الإخوةُ والأصدقاءُ الأكارم...
للبلقاءِ، مدينتِها وقراها، وأهلِها الأولينَ وأهلِها الحاضرينَ، ولتاريخِها المشرِّف الناصعِ التحيةُ الخالصةُ.. في البلقاءِ رجالٌ ما ساوموا على الوطنِ، ضّحوا لأجلِه وحرسوا عاصمتهُ، صَدّوا الغزاةَ من فوقِ جبالِها وروابيها..
إنها بلقاءُ معركةِ الكرامةِ، كرامةِ الوطن، عنهُ ذُدتُم ولطُهرِ أرضهِ فاضتْ أرواحُ الشهَّداءِ من ابنائِكم، أبناءِ الوطن.. هي البلقاءُ ما بدَّلتْ الهوى ولا نقلتِ الفوائدَ، بقيتْ على عهدِها للأردنِ، نقيةً طاهرةً لا تأخذُها في حقِ الوطنِ لومةُ لائم..
وهنا، في البلقاءِ، في السلطِ، نبوحُ بوحاً مختلفاً ومنسجماً متماسكاً، نقولُ في العمقِ كلاماً للوطنِ، صريحاً لا لُبسَ فيه، جادٌ دقيقٌ، لا يقبلُ التأويلَ أو تعددَ التفسيرِ.. نقولُ كلاماً صريحاً لوطنٍ يتحضرُ لانتخاباتٍ نيابيةٍ في ظرفٍ صعبٍ وحساس.
الأخوةُ والأخواتُ...
يشهدُ إقليمُنا، حجماً هائلاً من الأزماتِ المركبة، أنشأتْ بدورِها تعقيداتٍ وتداخلاتٍ سياسيةً وأمنيةً غيرَ مسبوقةٍ، وَضعتْ دولَ المنطقةِ كلَّها في حال اشتباكٍ دائم، متعددِ الجبهات، فارتهنَ مصيرُها ومستقبلُها، بمآلِ أزماتِ الداخلِ ومآل أزماتِ الخارج..
المنطقةُ على مفترقِِ طرقٍ، والمستقبلُ مفتوحٌ على احتمالاتٍ كثيرةٍ عديدةٍ، يتأثرُ وطننا بكلِّ تداعيٍ تنتجهُ، ويجدُ نفسَه، كلّ يومٍ، أمام استحقاقاتٍ سياسيةٍ وأمنية، تثيرُ الخشيةَ، وتستوجبُ الحيطةَ، وتستدعي العملَ لاتقاءِ الشرورِ وتجاوز الأخطارِِ باستجاباتٍ إصلاحيةٍ حقيقيةٍ تسدُّ الطريقَ أمام طوفانِ فوضى تُغرق المنطقةََ وتهزُ الإقليمَ.
نقلقُ من الحالِ الذي بلغتهُ الشقيقةُ سوريا، الدماءُ تسفكُ، انهيارٌ سياسيٌ وأمنيٌ، القى بحممِه أولَ ما ألقى إلى لبنان، ولا تظنُ دولٌ عربيةٌ وصديقةٌ أنها بمنأى من التداعياتِ الخطيرةِ للواقعِ السوري.
والملفُ السوريُّ الذي طال أمدهُ، أخطرُ ملفاتِ المنطقةِ وأصعبُها، يحاطُ بصراعٍ دوليٍ.. الولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ ودولٌ أوروبيةٌ وتركيا والكيانُ الصهيونيُّ الغاصبُ ودولٌ في الخليجِ العربيِّ في طرفٍ تناوئُ النظامَ السوريَّ، وروسيا والصينُ وإيرانُ ودولٌ عربيةٌ أخرى في طرفٍ تُساندُ النظام..
وفي لحظةٍ ما، لا قدَّرَ اللهُ، قد تشهدُ منطقتُنا حرباً كبرى، إذا ما غامرَ النظامُ السوريُّ واشعلَ المنطقةَ ليخرجَ من مأزقِ الدّمِ..
وإذا ما نظرنا إلى العراقِ نرى مخاطرَ وتحدياتٍ واحتمالاتِ دخولِه مُربعَ الربيعِ العربيِّ، تضافُ إلى ما يواجهُهُ من خللٍ أمنيٍّ وسياسيٍّ.. ومصرُ في أزمةِ صراعٍ على الحكمِ، وليبيا لم تستقرَّ بعدُ ولا أفقَ يعطي أملاً.. وتونسُ تواجهُ إشكالاتٍ كبرى وإن كانت سياسيةً أكثرَ منها أمنيةً لكن أوراقَها قد تُخلطُ في أيةِ لحظةٍ.
والسودانُ قسّم إلى شمالٍ وجنوبٍ، والقسمةُ لم تنتهِ فيه بعدُ.. واليمنُ ليس أفضلَ حالاً، خلافاتُ الحكمِ تتعاظمُ وجنوبُه قد ينفصلُ عن شمالِه.. وملفُ إيرانَ النوويُّ على الطاولةِ، وتركيا تريدُ استعادةَ نفوذَهَا الغابرَ في المنطقةِ.
نحنُ، أيهُّا الإخوةُ، أمةٌ ساحتُها تشتعلُ من الداخلِ، يتربصُ بها الخارجُ.. أكبرُ خساراتِنا فيها القضيةُ الفلسطينيةُ، وأمرٌ واقعٌ يخلقهُ الكيانُ العنصريُّ المحتلُ لتستحيلَ إقامةُ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلةِ.
أمرٌ واقعٌ.. قُطّعت به أوصالُ الأرضِ المحتلةِ بين الجدارِ والمستوطناتِ، ومؤامراتٍ سياسيةٍ تدعمُ حقائقَ الارضِ لتمنعَ إقامةِ الدولةِ والاكتفاءِ بدويلةٍ في الضفةِ الغربيةِ ترتهنُ بالأردنِّ ودويلةٍ في غزةَ تلتحقُ بمصرَ..
وحقُّ العودةِ،عندها، لا بواكي له والمياهُ والحدودُ والقدسُ في مهبِّ الريحِ.. وشرعيةٌ دوليةٌ فاشلةٌ عاجزةٌ مؤسساتُها تأتمرُ بأمرِ البيت الأبيضِ ودولةِ الاحتلال..
باختصار.. إن لم تنهض الأمةُ من أزماتِها وتقوى بربيعها وتهبُّ لنصرةِ فلسطينَ سنكونُ وتكون ُقضيتُنا الأولى في حالٍ صعبٍ.. نهضتُنا وحدَها الكفيلةُ ببثِ روحِ العزمِ والعزيمةِ لنصرةِ القضيةِ وصدِّ كل مؤامرةٍ تُضيّع حقَّ الشعبِ الفلسطينيِّ بتقريرِ مصيرهِ وإقامةِ دولتهِ وعاصمتِها القدسِ الشريف..
الإخوةُ والأخواتُ..
إننا في حزبِ التيارِ الوطني، ننظرُ بقلقٍ بالغٍ لواقعِ الأمة، ونستشعرُ الأخطارَ الداهمة، ونعي بيقينٍ ثابت، أن انشغالَ كلَ دولةٍ عربيةٍ بشؤونِها الخاصة، فيه عزلٌ لنفسِها عن جيرانها..
وهو، باعتقادنا، انعزالٌ قاصرٌ عن فهمِ حقيقةِ أن الانكفاء على الذاتِ أسرعُ وصفةٍ للزوالِ والاندثار.
انكفاءٌ صارَ مقلقا وخطيرا أكثرَ من أي وقتٍ مضى، يُقلقُ الأردن.. ويحذِّر منه لأنه يمهدُ الطريقَ للأعداء ليفعلوا ما يشاءون في المنطقة..
من هنا، ومن هنا فقط، نقولُ للأمةِ العربية، أن الأردنَ الآمنَ المستقر، صمامُ أمنِكُم وأمانِكُم، وأن الأردنَ القويَ الصلب، مدخلُ استقرارِكم وثباتِكم..
وأن الأردنَ المزدهرَ بوابةُ قوتِكم وضعفِكم ونصرِكم وهزيمتِكم.. اختاروا أي الطريقين تريدون وتحملوا كلفتَه..
نقول ذلك، ونحن نشهدُ مواقفَ عربيةً غيرَ مفهومة، ونعي تزايدَ حجمِ الضغوطاتِ التي تمارَس، على بلدنا ، بأشكالٍ وأنواعٍ متعددة.. لجرّه إلى مواقف لا يدفع كفلتها سواه.
وليعلم الجميع أن الأردنَ عامودُ استقرارِ المنطقةِ وأمنِها.. وأن المسَّ به وبمصالحِه لَعِبٌ بالنار ومغامرةٌ غيرُ محسوبةٍ يدفعُ ثمنَها الجميع...
الأخوة والأخوات..
هذا فهمنا لظروفِ المنطقةِ والإقليمِ، وعلى أساسِ هذا الفهم صمَّمنا مواقفَنا ورؤيتنا الحزبية وبرنامجَنا للانتخاباتِ النيابيةِ القريبة..
بالقدرِ ذاته الذي نفهمُ فيه واقعَ المنطقةِ والإقليمِ نفهمُ واقعنا الوطنيَّ المرتبكَ.. لأسبابٍ موضوعيةٍ فرضتها ظروفُ المنطقةِ وأسبابٍ ذاتيةٍ هي نتاجُ سياساتِنا الداخلية.
وقررنا المشاركةَ في الانتخاباتِ النيابيةِ، على القائمةِ الوطنيّةِ والدوائرِ الفرديةِ، تقديرا للضروراتِ الوطنيةِ َبرغم ملاحظاتِنا على الواقعِ السياسيِّ والتشريعيِّ.. وإيمانا منا أن التغييرَ مكانهُ الطبيعيُ البرلمانَ.
وندركُ أن التوافقَ على طبيعةِ التغييراتِ والإصلاحاتِ ضرورةٌ وطنيةٌ لا تقبلُ التراخيَ أو التجاهلَ، وأن بناءَ الوطنِ المدنيِّ التعدديِّ وتجاوزِ أزماتِه، يحتاجُ مشاركةََ الجميع.
ونحنُ نخوضُ الانتخاباتِ على أساسِ برنامجٍ حددَ أوجهَ الخللِ واقترحَ حلولاً لها.. حلولاً إبداعيةً قابلةً للتنفيذِ لها إنعكاسٌ مباشرٌ على حياةِ الناسِ ومعيشتِهم..
نؤمن بإعادةِ هيكلة الاقتصاد الوطني والسياسات المالية وإعادة النظرِ في امتحانِ التوجيهي، وبإعانةٍ مادية للعاطلينَ عن العملِ، وبمعالجةِ الفقرِ وإعادة بناءَ الطبقةِ الوسطى.
ونؤمن أن للفقيرِ حقَّ الدراسةِ المجانيةِ، وضرورةَ تكاملِ القطاعاتِ الصحيةِ وتوفيرِها للمحتاجِ بلا مقابلَ.. وأن تُضبطَ الأسعارِ ويحدُّ من الاحتكارِ، وان تُهيكلَ الرواتبُ لجهةِ زيادتِها وأن يوقف التهرّبِ الضريبي.
نطالبُ وسنسعى لصياغةِ قانون من أين لك هذا؟ ونعبتره مسألة جوهرية في محاربةِ الفسادِ، ونريدُ قانونَ ضريبةٍ تصاعدي، وقانوناً عادلاً للمالكينَ والمستأجرينَ، ومراجعةَ ملفّ الخصخصةِ، وبناءَ شبكة تأميناتٍ اجتماعيةٍ نافعةٍ وإصلاحَ قطاعِ الرعايةِ الاجتماعيةِ، ورقابةً حازمةً على ماليةِ الدولة.
ونريدُ قانونَ انتخاب تقتصرُ فيه القائمةُ الوطنيةُ على الأحزابِ ورفع نسبتها إلى 50% وأن يمنحَ الناخبُ في الدوائرِ الفرديةِ صوتين لا صوتاً واحداً.. ونريدُ قانونَ أحزابٍ يُحفزُ على الانخراطِ بالأحزابِ لتأخذَ مكانَها ودورَها.. ونريدُ إعلاماً حراً ومسؤولاً، إعلاماً وطنياً مفتوحاً لكلِّ الآراء لا يقصي ولا يهمش.
هذا برنامجُنا نضعهُ بين أيديكُم، آملين أن يجدَ منكم القبولَ والدعمَ وأن تكونوا عوناً لنا، وانتم أهل للعون والفزعة وفيكم النخوة، لنحملَ هذا البرنامج إلى البرلمانِ المقبل والحكومات المقبلة ونشكلُ نحنُ وانتم رافعةً لإنفاذِه وجعلِه واقعاً معاشاً يحدثُ فرقاً في حرياتكم ومعيشتكم وفي كلِّ الشؤونِ الوطنية..
إن الوقتَ، أيها الأخوةُ، وقتُ تنظيمِ الصفوف، وقتُ القفزِ عن أجنداتٍ متناقضةٍ تخلخِلُ الجدارَ الوطنيَ.. ونعتقدُ جازمين أن تردي الحال العربي، يفرضُ علينا أن نتحاورَ حوارَ عقلاءٍ وحكماءْ، نتفاهمُ على إصلاح بلدنا.. نتحاورُ حوارا مسؤولا يبني ولا يهدم .. يُعظَّم ولا يُقزِّم.. يجيبُ القلقينَ على أسئلتهم..
الإخوة والأخوات..
أملنا بكُم وبدعمكُم لا يحده حد .. فنحنُ نحملُ لمجلسِ النوابِ همكم ونسعى في خدمتيِّ طموحاتِكم وآمالِكم.. عليكم من بعد الله نتكل وفيكم الرجاء..
السلام على الأردنِ الساكنِ فينا..
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..أخوةٌ زهوتُ بلقائِهِم..
دمتم.. برعاية الله وحفظِه
صفحة التيار الوطني الإعلانية