بعد ( الثلجة ) .. المتضررون يدبّون الصوت .. !!
عودة عودة
17-01-2013 10:29 PM
ذاب الثلج .. و كشف المستور .. و المستور هذا أفرز غضباً أردنياً لا مثيل له , و " الغضبة الكبرى " كانت من مالكي السيارات الغارقة في المياه و الأوحال أثناء و بعد هذه " الثلجة الكبيرة " ، و هذه السيارات الغارقة كانت بالمئات وفق تصريح سابق لمدير السير ..، إضافة الى مواطنين آخرين طيبين جداً غرقت بيوتهم و حدائقهم ليس بالأمطار فقط و إنما بمياه المجاري في " حي الأقصى " الذي لا يعرف معالي وزير المياه و الري و المجاري أين يقع ..؟!
صمتُ الحكومة الحالية على الكارثة هذه .. و غير المسبوقة غير مستغرب ، فالشمس لا تُغطى بغربال إلا عند حكوماتنا الحالية و السابقة فأي مأساة تقفز أمامها تطفؤها " بالتطنيش " و الإنحناء أمامها حتى تمر و ينساها الجميع .. و هل ينسوها ..؟!
لكن الغريب .. و العجيب أن أحزابنا .. كل أحزابنا و بلا إستثناء كانت و كأنها في كوكب آخر لم تقترب و لو قيراط واحد من هذه القضية المطلبية حتى كتابة هذه السطور ..، و كأن ما جرى هو من الأمور العادية جداً ، و كأن هؤلاء المواطنين أصحاب السيارات .. و البيوت الغارقة في المياه و الأوحال و مياه القاذورات و المجاري ليسوا من طينة هذا الشعب الصابر ، و هم كما أعلم أطباء و ممرضون و مهندسون و معملون و عمال مهرة و غيرهم يخدمون وطنهم و على مدار الساعة ..!!
كما يقولون : البرد القارص الشديد .. و الثلج أيضاً يكشف الأجسام القوية من الضعيفة من البشر و القطط و الحيوانات الأخرى أيضاً , أما من هم في " أرذل العمر " فمساكنهم في مقبرة سحاب و المقابر الأخرى الكثيرة في مدننا و قرانا المنتشرة في بلادنا في مثل هذه الأحداث ، و هنا يجب أن نقولها و بالفم الملآن لكل حكوماتنا السابقة و الحالية : " إنها قصرّت كثيراً مع أنها لا تعترف بأي تقصير إزاء هذه القضية المطلبية الوطنية ... فالإستعدادات " للثلجة " المنتظرة و المتوقعة لم تكن كافية ، فعدد كبير من المناهل و الأنفاق لتصريف المياه كانت مغلقة و فوق ذلك كانت الصالحة منها كأنها ورقية أو كرتونية و ليس من الحديد أو الإسمنت المسلح على الرغم انها كلفتنا الكثير من ملايين الدنانير و من جيوب مواطنينا ..
"كشاهد عيان" على هذه " الثلجة الكبيرة " و الأمطار الغزيرة التي سبقتها أتساءل و يتساءل مي الكثيرون : لماذا كانت الإنسدادات في هذه المناهل و الأنفاق حول الجامعة الأردنية على الأغلب و قريباً من " مشروع الباص السريع " الموؤد ؟! و أين ذهبت المناهل التي كانت تحته و هل عملت بكفاءة و إقتدار " إن وجدت " أثناء الحدث ، و هل جرى إعادة تأهليها بعد توقف المشروع ..؟! و لماذا غرقت ساحات الجامعة الأردنية و المركز الوطني للسكري و الشوراع الأخرى حولها بالمياه و الأوحال و تحولت الى برك عميقة غرقت فيها السيارات مع ركابها و هم مواطنون صالحون و طيبون كما أعلم .. كما شاهدت مثل هذه البرك في الساحة الهاشمية و أمام المدرج الروماني التي حرقت أموال كثيرة لتحسين هذه الساحة المتنفس للناس جميعاً لتتحول الى مثل هذه الحالة البائسة .. و المؤلمة ..!!
كيف نصدق قول مسؤول كبير في الأمانة : أن الأمانة صرفت نحو 60 مليون دينار ( هذا العام ) على صيانة هذه المناهل و الأنفاق التي بدت أمام الجميع ورقية و كرتونية في مواجهة هذه العاصفة الثلجية و المطرية العادية علماً أن هذه الأموال هي من جيوب المواطنين الذين يدفعون الضرائب للأمانة قبل قيامهم بشراء الحليب لأطفالهم !!
الذي هزّني أكثر كصحفي : أن " السلطة الرابعة " أي الصحافة الأردنية و العربية و الأجنبية المكتوبة و المسموعة و المرئية كانت غائبة ( كلّها ) عن اعتصام كان حضارياً و بإمتياز مساء السبت الماضي أمام مبنى أمانة عمان الكبرى حمل فيه المتضررون من " الثلجة " يافطات و أُلقيت فيه كلمات كانت من الشعر أكثر من النثر ..، و هزّني أكثر أن معالي أمين عمان .. و نوابه لم يأبهوا بهذا الإعتصام الحضاري فلم يخرج حتى واحد منهم ليطيب خاطرهم و يقول لهم : العوض على الله وحده .. و معلناً استقالته ..!!
ما فهمته من المتضررين و في المقدمة أصحاب السيارات المتضررة : أنهم بصدد إنشاء " جمعية الحقيقة السوداء " كما سيقومون و في وقت قريب برفع دعوى على الأمانة مطالبينها بإصلاح سياراتهم و بيوتهم الخربة أو دفع التعويضات المالية لهم و لم لا .. فالحكومات السابقة كانت تقوم بتعويض المزارعيين ( و معظمهم من كبار المسؤولين ) بسبب الحر الشديد أو البرد القارص فلماذا لا تعوض الحكومة مواطنيين عاديين خرّبت الأمطار و الثلوج بيوتهم .. و سياراتهم ..؟!
Odeha_odeha@yahoo.com