د.فيصل غرايبه

تشكل الفترة السابقة ليوم الاقتراع لاختيار نواب الشعب من أبناء الشعب لتمثيل الشعب في مجلس النواب، أياما حاسمة ومعركة حامية وأوقاتا تتراكض الساعات فيها والدقائق ليس على المترشحين فحسب وإنما على الناخبين أجمعين، لأن الصناديق العزيزة ستحسم السباق بنتائج غير معروفة وغير محسوبة وغير خاضعة للاستقصاء، وكثيرون هم الذين يضعون أياديهم على قلوبهم ترقبا للنتيجة وخشية من المفاجأة وتخوفا من تداعيات الفشل وأسباب السقوط، بينما يضع الكثيرون من المترشحين وأنصار المترشحين في حسابانهم حتمية النجاح واحتمالية الفوز، بعضهم لشعورهم بأن شعبيتهم ستقودهم إلى الفوز وبعضهم لظنه بأن الوعود المبذولة من قبل من تحدثوا إليهم قد وجدوا لديهم المناصرة والتأييد، وبعض آخر ظن أن الابتسامة وحسن الضيافة ومد يد العون أو المساعدة بمختلف الصور سوف تؤتي أكلها بالأصوات التي ستلقى في صناديق الاقتراع.

أما الشباب، فان الحسم بأيديهم، وعبر أصواتهم التي سوف يكتبونها على أوراق الترشيح ويلقونها بمحض اختيارهم وبعيدا عن أعين الآخرين وبعيدا عن أي مؤثر آني، لا يحاسبهم فيه إلا الله سبحانه وتعالى وضمائرهم الحية، وأصواتهم تلك هي التي ستشكل شخوص أعضاء المجلس النيابي القادم الذي طالما انتظرناه، وتشوقنا أن يكون في خصائص أعضائه وقدراتهم وسيرة كل واحد منهم، كل صفات النقاء والصفاء والنظافة والطهر، وكل مقومات المواطنة المخلصة والأبية والمجبولة على البذل والعطاء والتضحية من أجل الوطن، الذي يحق له أن نبادله جميعنا كمواطنين وفاء بوفاء وعطاء بعطاء.

فتنبهوا أيها الشباب لحقيقة دوركم الكبير في هذه المعركة الانتخابية وإلى جلاء حقكم في ممارسة التصويت وإلى طبيعة واجبكم في المشاركة في اختيار نواب البلدة والمحافظة والمملكة، و لتدركوا بأن اختياركم هو الذي يحدد تلك الملامح الرائعة والصفات الجذابة والخصائص الايجابية لأعضاء المؤسسة التشريعية الأولى في البلاد والهيئة الرقابية الأعلى في المملكة. هذا ما يحدوكم معشر الشباب ويحدونا جميعا ، أن نتوجه إلى صناديق الاقتراع وقد امتلأت أذهاننا قناعة ونفوسنا محبة وجوارحنا استعدادا وضمائرنا صفاء ونوايانا محبة لنختار من هو يستحق الاختيار وننتخب من هو جدير بالانتخاب، بكل موضوعية وتجرد ونزاهة، و أن ذلك الاختيار سيحاسبنا به الله، والذي هدانا سبحانه وتعالى أن نختار القوي الأمين،القوي بطرحه للأفكار والقوي بفعل الخير للجميع والأمين على المصلحة العامة، وأمين على مستقبل الشباب والأجيال الصاعدة.

إن المشاركة الواعية والواسعة ستشكل زخما كبيرا وستقدم ضمانة أكيدة لدور الشباب في صنع مستقبل المجتمع ، مثلما ستكون إطارا واضحا لجهد المجتمع في تأمين مستقبل الشباب على أرضه. هذه الجدلية التي إذا اتبعها الشباب لن يضلوا وإذا حافظ عليها المجتمع لن يخيب ولن يخبو.

وها هو الملك الشاب سيد البلاد، يجدد التأكيد في كل حين أن الانتخابات النيابية ذات النزاهة والشفافية والمشاركة العريضة الواسعة فيها، تشكل أهم بوابة للإصلاح الوطني الشامل المتكامل والذي عزمت القيادة الهاشمية أن توصله الى المستقبل المنشود بهمة الشباب والصراحة والمكاشفة والحوار الهادئ البناء من مختلف الأطياف، فنعم الربع الأردني الآمن ونعم الغد المأمول بسواعد الشباب فرسان التغيير.