تجارة الأردن تتقدم بمشروع لانشاء معهد عربي للاقتصاد المعرفي
16-01-2013 03:23 PM
عمون - قدمت غرفة تجارة الأردن إلى قمة الرياض الاقتصادية المقبلة مشروعا لانشاء معهد عربي متخصص بالاقتصاد المعرفي وتنمية الابتكار والإبداع في قطاعات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتعددة.
وتم ادراج المشروع ضمن عدة مشروعات استثمارية رفعت إلى القمة خلال "منتدى القطاع الخاص العربي التحضيري للدورة الثالثة للقمة العربية التنموية" الذي عقد اخيرا بالرياض ونظمه الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، ومجلس الغرف السعودية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقال النائب الأول لرئيس غرفة تجارة الأردن عيسى حيدر مراد في عرضه للمشروع امام المنتدى: ان المطلوب من القمة دراسة إنشاء المعهد المعني بالاقتصاد المعرفي وتفرعاته وتطبيقاته المتعددة،ليكون له مقر رئيس في إحدى الدول العربية، وفروع تخصصية في عدد من الدول العربية الأخرى مرتبطة ببعضها بعضا.
وحسب مراد الذي كان متحدثا رئيسيا بالمنتدى: سيكون من مهام المعهد إنشاء شبكات معرفية عربية للتصفح ذات صلة بالمجتمعات العربية وأصالتها وقيمها ومنفتحة على الحضارة العالمية، وتكون مرجعا للباحث العربي والأجنبي، وباللغات الرئيسية المتداولة في العالم.
وقال ان الدول العربية لديها إمكانات مادية وبشرية تكفي للبدء بهذا المشروع فورا اذا توافرت النية الصادقة لذلك، مشيرا الى ان في هذا المشروع خير كثير لمستقبل هذه الأمة.
وأشار مراد إلى ان التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الماضية أثرت بشكل ملموس على مستقبل العديد من الدول العربية مما يستوجب الوقوف امام العوامل المسببة مشيرا الى ان جيل الشباب فرض هذا التغير بالثورة المعلوماتية والتكنولوجية الهائلة التي تجتاح عالمنا.
وقال: ان الشباب العربي الذي يتعامل مع شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي يتعرض لأفكار وثقافة غربية بات بعضهم يمارسها ويقتنع فيها مما يهدد اهتمامهم تدريجيا بقضايا العربية والإسلامية، ويزعزع انتماءهم لدينهم وعروبتهم.
واضاف ان هذا يتيح للثقافة الغربية بمكوناتها السلبية تحديدا لتصبح مرتعا خصبا لنمو وترعرع الأفكار الغريبة عن مجتمعاتنا وعلى حساب الاستقرار في الوطن العربي، مؤكدا ان هذا يتطلب من الدول العربية التوجه نحو اقتصاد المعرفة.
وتابع مراد ان اقتصاد المعرفة والبحث العلمي يعد من اهم المجالات التي يجب على الدول العربية ان تستثمر فيه،مبينا ان ما تنفقه الدول العربية قاطبة على البحث العلمي الذي هو جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية لا يتجاوز ثلاثة بالألف من الناتج المحلي الاجمالي مقابل 1ر2 بالمئة عالميا.
وبين ان اقتصاد المعرفة الذي يقوم اساسا على الابتكار والتعليم وثورة تكنولوجيا المعلومات يستطيع تحسين نوعية الحياة بجميع مجالاتها وأنشطتها حيث أصبحت المعرفة المحرك الرئيسي للانتاج والنمو الاقتصادي في العالم لاسيما في ظل نظام العولمة الذي نعيشه والذي يستوجب منا توحيد كل قدراتنا وامكانياتنا لتكون لنا كلمة في الاقتصاد العالمي.
وتابع مراد ان بناء شبكات معرفية تقودها مجموعة الدول العربية ووضعها في متناول الشباب العربي يشكل حماية ثقافية للأجيال المقبلة كون التطور التكنولوجي في تسارع غير عادي للتأثير على الروح الابداعية والوطنية وقبل ذلك للتأثير السلبي على روح الانتماء للعرب والإسلام.
وذكر ان المعرفة اليوم هي العامل الأكثر أهمية للانتقال من مجتمع استهلاكي الى مجتمع انتاجي ومن الفقر الى الغنى، مشيرا الى ان الدولة التي لا تدرك ذلك ستجد نفسها حتما على هامش مسيرة التقدم ولتنضم في نهاية المطاف الى الدول النامية و المستهلكة للمعارف التي يضعها الغرب وليس للدول المنتجة للمعارف والمؤثرة على الغير.
وأكد مراد أن القطاع التجاري الأردني يتطلع لتحقيق ما نسعى اليه لخدمة اقتصادنا العربي وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره حلم الوحدة،وحلم التكامل الاقتصادي الذي نبحث عنه منذ عقود مضت.