عمون - قال رئيس حزب التيار الوطني المهندس عبد الهادي المجالي أن الحزب يتفق مع المعارضة في أن قانون الانتخاب عللا وخللا، ونواقص وثغرات، ليس أقلها أن استبدلت القائمة الحزبية بقائمة عامة ما ضرب مفهوم القائمة في الصميم.
وقال خلال رعايته، مساء اليوم، في محافظة أربد احتفال نادي الحسين الرياضي بصعودة إلى الدرجة الممتازة "كان الأصل أن تقتصر القائمة الوطنية على الأحزاب فقط، لأن ذلك يقويها ويحفزها على الانخراط بين الناس وفي كل المحافظات، ويجعلها ساحة من يؤمن بالعمل السياسي العام.. ومن يؤمن بالبرامج الجادة والمنطقية للنهوض بالوطن والمواطن".
وأتت رعاية المجالي لاحتفال نادي الحسين في ختام يوم عمل طويل في محافظة أربد التقى المجالي وقيادات في "التيار الوطني" بجموع من المواطنين في عدد من الدواوين العشائرية والجميعات الأهلية عرض خلالها البرنامج الذي يخوض على أساسه الحزب الانتخابات النيابية على مستوى القائمة الوطنية والدوائر الفردية.
وأكد المجالي: "أن الانتخابات تأتي، هذه المرة، في ظروف إقليمية ووطنية صعبة، في ثناياها الكثير من التعقيدات والتشابكات، وفي طياتها أخطار واستحقاقات تستوجب منا المسؤولية أكبرها ..والحرص اشده، لنجنب بلدنا نتائجها وأثارها ونمر من تداعياتها بأقل الكلف".
وبين أن " ما يجري في سوريا مقلق، ولن أقول مرعب، وتداعياته على المنطقة لم تكتمل بعد، والعراق مهتز أمنه، وغائب استقراره ويتحضر لربيعه، والخليج يخشى الربيع، ويقلق من اشتعال الملف الإيراني، ومن مصر إلى الجزائر منطقة تمور بالفوضى.. واليمن والسودان ليستا أفضل حالا".
وشدد المجالي على أن "هذا كله، نذير فوضى وأفق مسدود... التي إن طال أمدها وانشغل العرب بذاتهم ولذاتهم سيكون لذلك إنعكاسات سلبية على القضية الفلسطينية، وسيترك للكيان الغاصب كامل الفرصة ليقضم أرضها، ويقطع أوصالها بين الجدار والمستوطنات، وينهي الأمل بالدولة المستقلة ذات السيادة؟.
وقال ليس بمقدورنا التحكم بمسار فوضى الإقليم، ولكن بمقدورنا أن نرقب بحرص ما يجري وأن نبدع سياسات تمكن الوطن من مرور آمن يمنع عنا دفع ثمن هذه الفوضى.
تاليا نص كلمة المجالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن

الإخوة والأخوات.. الحضور الكريم المحترم
مجلس وإدارة ولاعبي وأنصار نادي الحسين الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدء، أهنئ ناديكم بإنجازه وصعوده إلى مرحلة مميزة أخرى، وأهنئكم، إدارة ولاعبين، على إصراركم وثباتكم وسعيكم الدؤوب لتحقيق التفوق تلو التفوق والإنجاز تلو الآخر.. تفوق جديرون به وإنجاز تستحقونه.

الإخوة والأخوات,،
نحتفل بهذا الصعود المشرف، وبحضور هذا النخبة المميزة من الاصدقاء، في ظلال انتخابات نيابية وشيكة تأتي، هذه المرة، في ظروف إقليمية ووطنية صعبة، في ثناياها الكثير من التعقيدات والتشابكات، وفي طياتها أخطار واستحقاقات تستوجب منا المسؤولية أكبرها ..والحرص اشده، لنجنب بلدنا نتائجها وأثارها ونمر من تداعياتها بأقل الكلف.
ذلك ليس تخويفا وإثارة للقلق، وإنما إقرار بواقع مستعص وتحذير من قادم، لا ينكره إلاّ قصير نظر، وضحل تفكير، ومحدود عقل..
فما يجري في سوريا مقلق، ولن أقول مرعب، وتداعياته على المنطقة لم تكتمل بعد، والعراق مهتز أمنه، وغائب استقراره ويتحضر لربيعه، والخليج يخشى الربيع، ويقلق من اشتعال الملف الإيراني، ومن مصر إلى الجزائر منطقة تمور بالفوضى.. واليمن والسودان ليستا أفضل حالا.
هذا كله، نذير فوضى وأفق مسدود... التي إن طال أمدها وانشغل العرب بذاتهم ولذاتهم سيكون لذلك إنعكاسات سلبية على القضية الفلسطينية، وسيترك للكيان الغاصب كامل الفرصة ليقضم أرضها، ويقطع أوصالها بين الجدار والمستوطنات، وينهي الأمل بالدولة المستقلة ذات السيادة.
ولا أظن أن أيا منا، بمقدوره أن يقرأ المستقبل واحتمالاته، ولا أظن بالمقدور أن نتحكم بمسار فوضى الإقليم، ولكن بمقدورنا أن نرقب بحرص ما يجري وأن نبدع سياسات تمكن الوطن من مرور آمن يمنع عنا دفع ثمن هذه الفوضى.

الأعزاء الكرام،،
إن الانتخابات النيابية محطة في مسار الإصلاح الوطني، وكنا نأمل من كل القوى أن تشارك فيها وأن تخوض غمارها، وأن تعتبرها خطوة يمكن البناء عليها لتطوير التشريعات وتجويد السياسات..
تشريعات وسياسات لنا عليها، كما لهم، ملاحظات، ولدينا، كما لديهم، حولها وجهات نظر وآراء، لكننا نؤمن أن المكان المناسب لتطويرها وتجويدها وتغيير بعضها من أساسه هو مجلس النواب، سلطة الرقابة وسلطة التشريع.
ونحن، في حزب التيار الوطني، نتفق مع المعارضة أن في قانون الانتخاب عللا وخللا، ونواقص وثغرات، ليس أقلها أن استبدلت القائمة الحزبية بقائمة عامة ما ضرب مفهوم القائمة في الصميم.
وكان الأصل أن تقتصر القائمة الوطنية على الأحزاب فقط، لأن ذلك يقويها ويحفزها على الانخراط بين الناس وفي كل المحافظات، ويجعلها ساحة من يؤمن بالعمل السياسي العام.. ومن يؤمن بالبرامج الجادة والمنطقية للنهوض بالوطن والمواطن.
ويكفي أن الأحزاب ستكون مرجعية قوائمها ونوابها.. والأحزاب حالة مستمرة وإن تغيرت البرلمانات، لكن ماهي مرجعية قوائم تشكلت من أشخاص التقوا كيفما اتفق.. وشكلوا قوائم لا تعرف من بعضها غير متصدرها.. ولا برنامج لها ولا رؤية.
نعم، لقد أضر قانون الانتخاب بصيغته الحالية بفكرة ومفهوم القوائم، وحرم الوطن من فرصة زيادة الوجود الحزبي والسياسي..
وأنا هنا أتمنى عليكم، وأدعو كل الأردنيين من خلالكم، أن تمنحوا صوتكم للقوائم الحزبية التي تتفق مع آرائكم وتوجهاتكم.. فانتم، ببساطة شديدة، تصوتون لحزب له عنوان ووجود واستمرارية إن أحسن أعادتموه إلى البرلمان وإن خذلكم.. فلكم أن لا تعيدوه..
الحضور الكريم،
إن حزب التيار الوطني، الذي يخوض الانتخابات على القائمة الوطنية والدوائر الفردية يضع نصب عينيه تغييرات جوهرية في قانون الانتخاب.. نريد تخصيص القائمة الوطنية للأحزاب وزيادة المخصص لها من المقاعد ليقترب من نصف عدد أعضاء المجلس، ونريد صوتين للدائرة الفردية.
لأن بذلك فقط، نعظم قيمة الرقابة والتشريع، ونعظم من قيمة الحكومات البرلمانية التي يطمح إليها جلالة الملك.. والحكومات البرلمانية حتى تكون ذات قيمة تحتاج إلى أحزاب تأتلف مع غيرها لتكون أغلبية تحمل برنامجا تسعى إلى إنفاذه.
هذا فهمنا ويقيننا، وهذا ما ينص عليه برنامجنا، فنحن نخوض الانتخابات ببرنامج طموح لا ينتقد السياسات والتشريعات من غير أن يضع بدائل موضوعية وواقعية لها..
برنامج يحدد الخلل، ويقترح المعالجة في كل شأن من الشؤون الوطنية.. يدرك أن الخلل الاقتصادي يوازي في أهميته الخلل السياسي إن لم يزد عليه.
فلا بد من معالجات جذرية لقضايا الفقر، والبطالة، والتعليم، والصحة، وقضايا الزراعة والمياه والحكم المحالي .. وكلها أعددنا لها خطط تتضمن بدائل إبداعية قابلة للتطبيق لا خيال فيها، تعيد صياغة واقع هذه القطاعات، وتعيد تشكيلها بصورة ترفع من سوية معيشة الناس.
ومن بين ما نرى أن للفقيرِ حقَّ الدراسةِ المجانيةِ، وضرورةَ تكاملِ القطاعاتِ الصحيةِ وتوفيرِها للمحتاجِ بلا مقابلَ.. وأن تُضبطَ الأسعارِ ويحدُّ من الاحتكارِ، وان تُهيكلَ الرواتبُ لجهةِ زيادتِها ووقفِ التهرّبِ الضريبي.
نسعى إلى صياغةِ قانون من أين لك هذا؟، ونراه جوهرَ محاربةِ الفسادِ والإفسادِ، ونريدُ قانونَ ضريبةٍ تصاعدي، وقانوناً عادلاً للمالكينَ والمستأجرينَ، ومراجعةِ ملفّ الخصخصةِ، وبناءِ شبكة تأميناتٍ اجتماعيةٍ نافعةٍ وإصلاحِ قطاعِ الرعايةِ الاجتماعيةِ، ورقابةٍ حازمةٍ على ماليةِ الدولة.

ونعتقد جازمين أن الشباب هم الحاضر والمستقبل، وهم من يجب أن نستثمر فيهم .. وأن نوفر لهم تعليما راقيا، وتأهيلا ممزيا، وأن يفتح لهم الباب واسعا للتعبير عن آرائهم وطموحاتهم وأن يكون صوتهم مسموعا ومشاركتهم في قرار مستقبلهم حقيقيا لا صوريا.

وأن نعطي عناية كاملة للأندية الرياضية، وأن نوفر لها الدعم الذي تستحقه لتنهض بمعيشة اللاعبين والإدارات، وتمكنهم من الحصول على التأهيل والدريب اللائق، لتنجز المزيد.. فلا يجوز أن تطلب الدولة إنجازات رياضية كبيرة، ونحن نقدم للرياضة والرياضيين أقل القليل..

نرى، أيضا، أن القوانين الناظمة للحريات العامة تحتاج إلى إعادة تقييم لتوجيهها بما يرفع من سوية الحريات.. نحتاج إلى إعادة صياغة قانون الأحزاب لتعظيم وجودها ودورها.
نحتاج إلى إعادة صياغة قانوني المطبوعات والنشر، وحق الحصول على المعلومات لإعلاء قيمة الرأي والرأي الآخر.. وإزالة القيود عن الحرية الإعلامية المسؤولة، ونحتاج إلى إعادة صياغة قانون الاجتماعات العامة، وقانون محكمة أمن الدولة..
فبذلك نعزز مفهومنا للدولة الديمقراطية المدنية، التي قوامها التعددية والتنوع الفكري والسياسي..

الإخوة والأخوات،،
هذا ما أردت قوله بعجالة أمام هذه النخبة المحترمة المقدرة، وأن أتشارك معكم الهموم والتحديات، والآمال والطموحات.. فهمي كما همكم.. وطن مستقر آمن ومزدهر ناهض ..
مرة أخرى، أبارك لنادي الحسين تميزه وتقدمه، وأتمنى له مزيدا من النجاح وارتقاء سلم المجد، فانتم أهل التميز وعنوان من عناوينه..
والشكر موصول لمن نظموا هذه الاحتفالية المميزة بتفوق واقتدار..
دمتم بخير.. وللجيمع أمنيات الصحة والعافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته