لله در النقابات المهنية الأردنية
اسعد العزوني
15-01-2013 03:09 PM
لله در النقابات المهنية التي دمجت بين الوطني والقومي وغلفته بغلاف إنساني، تم لفه بلمسة ولا أرق، لتأدية الرسالة القومية بمغلف محلي، وبرأيي أن هذه قمة المنطق والمهنية والنباهة، رغم ما يقال وما يخطط.
في كل مرة أشارك فيها بفعالية وطنية –قومية للنقابات المهنية في الأردن، يتعمق رأيي الإيجابي بهذه النقابات وأتمسك برأيي أكثر وأتشبث بموقفي تجاهها بصورة لا تقبل المساومة،وينزرع فيّ الأمل من جديد بموقف ودور هذه المؤسسة الشعبية الرائعة.
ربما لا يرغب البعض بسماع ما أقول بحق هذه النقابات التي تعد خندقنا الأخير، وهي أنها تدافع عن الأردن دفاع الأبطال وتجمل موقفه ليس بالخطب الرنانة فقط، بل بالعمل الرائع الدؤوب ويكفي ان نقول ان ورشة عمل من أجل الأقصى والقدس نظمتها نقابة المهندسين الأردنيين.
بالأمس القريب دعيت للمشاركة في هذه الورشة وكم سرني كثيراً رئيس مجلس النقباء م.محمود أبو غنيمة وهو يقول إن الأردن والأردنيين ورغم الجراح ما تزال بوصلتهم نحو القدس وفلسطين, وكان قبله نقيب المهندسين م.عبد الله عبيدات سليل الشهيد الأردني الأول على ثرى فلسطين الشيخ كايد مفلح العبيدات، قد تغنى بحب فلسطين.
النقابات المهنية في الأردن مهنية ومنغلقة في عضويتها بحكم تكوينها على المهنيين في العديد من المجالات، لكنها في وجهها الآخر خندق مسلح بالحياة وبالأمل، وهي في ديدنها في حالة دائمة من التبرع والدعم للأهل في كافة أرجاء الوطن العربي، كما انها في حالة تواصل واشتباك دائمين مع كافة القضايا العربية.
هذا هو الانتماء والنماء بعينه، إذ لا خير في عبقري مهني فني إن لم يكن منتمياً لأمته ومخلصا لقضاياها، فالمهندس الذي لا يؤمن بضرورة المشروع الذي ينفذه لا يصلح للإشراف عليه،وكذلك المحامي الذي لا يتبنى القضايا العادلة ليس منا.
رغم الصورة الناصعة التي تقدمها النقابات المهنية في الأردن،فأنها تتعرض لهجمة شرسة مبرمجة ومنذ فترة ليست بالقصيرة لأن هناك في الخارج من يحرض عليها ويتهمها بما ليس فيها،واعني بذلك معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية " ميمري" وهو مركز ضغط يهودي أسسه في واشنطن عدد من ضباط الموساد الإسرائيليين عام1997،ويعنى بشؤون الإعلام والمناهج والمساجد في العالمين العربي والإسلامي ويضغط علينا ويهددنا بقطع الدعم الأمريكي عنا.
الحجة الباطلة التي يدعيها مهاجمو النقابات أنها لا تهتم بكوادرها،علما أنهم من أفضل العاملين في البلد بسبب عناية نقاباتهم بهم وأستثني بذلك نقابة الصحفيين .
لكن سر الهجوم على النقابات لا يكمن بـ"إهمالها" لأعضائها، فمعروف أن الحكومة هي التي تهمل موظفيها، لذا فإن النقابات متهمة بتواصلها مع القضايا العربية علما انها في الوقت نفسه تمارس دورها الوطني وتقوم به بأفضل الصور وانصعها انتماء.
كان يجب إستثمار مواقف النقابات المهنية في الأردن ليقال لـ"ميمري" وغيره من القوى الضاغطة علينا،أن لدينا في الأردن نقابات ملتزمة ولا أن نتنازل هنا او هناك.
عندها سيضطر الآخر عندما يرى منا العين الحمراء إلى رفع السعر إن كان مضطرا وعندها سنملي نحن الشروط،بدلا من التطوع بتنفيذ شروط الآخر مجانا.وسنكون قد انهكنا الضاغطين علينا فيسلموا لنا في نهاية المطاف بفضل من النقابات المهنية في الأردن.
لله در النقابات المهنية في الأردن وطوبى للمخلصين للأردن وفلسطين،فالنقابات المهنية جملت موقف الأردن السياسي،ويكفي أن مزارعا فلسطينيا من بيت لحم رفض عرضا إسرائيليا بشراء أرضه بسعر 15 مليون دولار وجاء إلى عمان ليتم تكريمه في حفل نظمته النقابات مع الجمعية العربية لحماية الطبيعة في الأردن،بدرع لا يسمن ولا يغني من جوع .
قال هذا المزارع بعد تسلم الدرع وهو يبكي:الحمد لله أنني في بلد عربي ومسلم يحب فلسطين أنا مبسوط من ذلك.
ماذا يراد من النقابات اكثر من ذلك؟علما أن السياسة الرسمية لها وجه آخر غير وجه النقابات المهنية.