لاأعرف كيف يمكن لمسئول او سياسي ان {يحترم} ناخبا دفع له مالا بدل صوته في الإنتخابات؟.. ولا أفهم كيف يمكن أن يتطور مجتمعنا بعد ان تحرك {ناخبونا} بالحافلات وبعد أن مال بعض كبارنا للتصويت {الأمي}؟.
.. نتفهم بكل تأكيد ان وجود فقر في بيئتنا الإجتماعية ينتج بعض مظاهر الخلل والأمراض التي تؤثر في بنية الخيار الديمقراطي والإنتخابي وان واجبنا جميعا حكاما ومحكومين يقتضي التضامن مع الفقراء وإشاعة مظاهر التكافل الإجتماعي لكن كل ذلك لا يبرر التحرك على مستوى جماعي لبيع الأصوات والضمائر بأرخص الأسعار فمن دفع ونجح من الأخوة الأفاضل يعرف مسبقا بأنه سيعوض ما دفعه. والفرصة هتا متاحة لإعادة التأكيد على ان مظاهر التزوير {الإجتماعي} المخجلة التي رافقت إنتخاباتنا الأخيرة مسئولية جماعية تشملنا كمواطنين قبل المسئولين وهي مظاهر مؤقتة وطارئة على بيئتنا ولها ظروفها التي ينبغي ان تدرس بعناية من باب المسئولية الوطنية بالرغم من المبالغات التي قيلت عن بيع وشراء الأصوات.
ومقابل كل صوت خضع للبيع او الشراء هناك عشرات الأصوات التي لم تخضع لمعايير السوق وذهبت بناء على القناعات ومقابل كل مرشح حاول البيع او الشراء يوجد مرشح أخر خاض اللعبة بنظافة تامة سواء خسر او ربح.
بالتأكيد ما حصل بالخصوص معيب ومس {نزاهة} الإنتخابات وعلى الأرجج كان يمكن بذل جهد إضافي من الحكومة للحد من الظاهرة لكن ينبغي ان لا تتوقف تجربتنا عند مظاهرها السلبية فقط فالإنتخابات – على علاتها- إسنحقاق مهم وضروري ووجود مجلس نواب حاجة ملحة وأساسية وأفضل من عدم الوجود.
ما نستطيع ان نفعله الأن حتى نكون إيجابيين هو إغلاق صفحات الإتهامات والتشكيك والتحلق حول خيارات {دولتنا} ودعم مسيرة التعاون بين السلطتين بحيث توظف الطاقات لمعالجة مشكلاتنا الأهم والفقر على رأسها آملين ان نحاول السير بالتوازي مع إهتمام القيادة العليا بملفات الفقراء .
.. إذا فعلنا ذلك سيقل عدد الفقراء جدا وسيقل بالتالي عدد المستعدين {لبيع الأصوات} في الإنتخابات المقبلة ... دعونا نؤسس لذلك كل حسب إمكاناته بدلا من الوقوف عند النصف الفارغ فقط من الكأس فقد أثبتت تجربة الأوطان والشعوب حولنا بان من {لا دولة قوية} له لا حاضر ولا مستقبل له.