الاردن يطالب بوقف فوري للعنف بسوريا .. وجودة يلتقي الخطيب
13-01-2013 11:10 PM
عمون - شارك وزير الخارجية ناصر جوده في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب،الذي عقد في القاهرة اليوم لمناقشة سبل دعم الاردن ولبنان والعراق في مواجهة متطلبات اللاجئين السوريين.
وقال جوده في كلمة القاها خلال الاجتماع ان انعقاد هذا الاجتماع الهام اليوم مع تنامي اعداد اللاجئين والنازحين السوريين الى دول الجوار يؤكد خطورة التداعيات الانسانية للازمة السورية حيث اننا طرف اساسي معني بهذا الامر لكوننا المضيف الاكبر اليوم للاخوة السوريين الذين قصدوا الينا بفعل الازمة المستعرة في سوريا -ومنذ بدايات الازمة- ولا يزالون بسبب تعمق هذه الازمة واستمرار دائرة القتل في سوريا.
واضاف " منذ بداية الازمة وبداية تعمقها وقبل ان ندخل في موضوع التداعيات الانسانية لا بد ان نؤكد ان اسباب الازمة هو الوضع السياسي والامني في سوريا والمطلوب وقف فوري للعنف وانهاء مسلسل اراقة الدماء مشيرا الى ما اكده جلالة الملك عبدالله الثاني في مقابلة صحافية صباح اليوم بان المطلوب الان هو حل سياسي وتحقيق التوافق حول خطة انتقال للسلطة من شانها انتقال الحكم بحيث تحفظ وحدة اراضي سوريا وشعبها وانهاء العنف ومن الضروري ان تشعر كل فئات الشعب السوري بان لها دورا في صنع مستقبل سوريا.
وقال : اننا في الاردن نستضيف نحو 300 الف من الاشقاء السوريين الذين قصدونا طلبا للامن،والامان منهم حوالي 60 الف في المخيمات و 240 الف في المدن والقرى مشيرا الى ان الحكومة الاردنية قد تحملت عام 2012 الماضي مبلغ 600 مليون دولار جراء ذلك.
واكد ان الاردن و من خلال وفودها المختلفة لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستويات انعقاده كافة، فضلا عن اجتماعات المجالس الوزارية المتخصصة في اطار جامعة الدول العربية خلال الاشهر الاثنين والعشرين الماضية، كانت اول من اشار الى التحدي الكبير الناجم عن تنامي عمليات النزوح واللجوء الجماعي من سوريا الى دول جوارها سيما المملكة الاردنية الهاشمية، بفعل استمرار الوضع الماساوي الذي تشهده سوريا والمعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق، حيث كنا في الاردن اول من نبه الى خطورة التداعيات الانسانية للازمة السورية خاصة في بعدها ألمتعلق باللجوء لاننا كنا وما زلنا اكثر دول الجوار مقصدا من قبل الاشقاء من ابناء وبنات شعب سوريا الذين اتجهوا الينا بحثا عن الامن والامان.
واكد جوده انه ومنذ بدء الازمة في سوريا كنا في الاردن نقرع جرس الانذار حول الماساة الانسانية في سوريا، وانعكاسها المباشر والفوري علينا في الاردن وعلى دول الجوار، و أكدنا في المحافل الدولية والاقليمية كافة وعلى راسها خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول الماضي ان الاردن يتحمل مسؤولياته في هذا الاطار ولكن الدعم الدولي ضروري وملح حيث شكر جلالته الهيئات الدولية والدول الداعمه مشيرا الى ان واقع الحال يتطلب المزيد من العون مع تنامي حجم اعداد اللاجئين للاردن وقرب فصل الشتاء القارص حيث دعا جلالته الدول الى التعاون للحيلولة دون وقوع ماساة وكنا قد شهدنا اثر ما حذر منه جلالة الملك بهذا الصدد من اوضاع خلال العاصفة والبرد والاحوال الجوية اخيرا .
واعاد جوده التاكيد على ضرورة تضافر الجهود للتعامل مع هذه الازمة، وضرورة الاعداد والتخطيط والتحضيرلاحتمالات التفاقم وتردي الوضع الانساني داخل سوريا و فيضانه الى دول الجوار، ولقد جاءت اشارات قرارات مجلس الجامعة للوضع الانساني للاجئين السوريين وضرورة التعامل مع معاناتهم دوما بمبادرة من الاردن، مشيرا الى انه وفي اجتماع جامعة الدول العربية الماضي في في 12 تشرين ثاني الماضي عرض حجم المشكلة وتداعياتها وحجم الضغوطات التي نتعرض لها. مثلما تم عرضها في اجتماعات اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالوضع في سوريا يوم 9 كانون اول الماضي حين اكدت على التزامنا بتوفير المأوى الامن لاشقائنا السوريين على الرغم من الاعباء والضغوطات على الموارد والخدمات، وتحديدا التعليمية والصحية.
واشار جوده الى انه ومن منطلق ادراكنا لخطورة المسالة الانسانية في سوريا، فقد ادينا ايضا في الاردن دورا محوريا واساسيا في انجاح المبادرة الفرنسية لعقد جلسة خاصة لمجلس الامن الدولي في تموز الماضي حول تداعيات الازمة السورية على الاقليم، وعلى راسها التداعيات الانسانية وما يترتب عليها بالنسبة للدول المضيفة للاجئيين السوريين.
واكد ان استمرار استحكام وتعمق الازمة الماساوية في سوريا ادى الى نمو مضطرد في النزوح وهذا التزايد في اعداد اللاجئين فرض علينا في الاردن استخدام اليات واساليب متعددة للتعامل مع هذا الوضع المتغير، وان ابرز هذه الاليات تمثل في افتتاح مخيم للاجئين السوريين في تموز الماضي في منطقة الزعتري، الا ان استمرار دوامة العنف ودائرة القتل في سوريا، وتفاقمهما، افضيا الى واقع مؤداه ان تنامي اعداد اللاجئين السوريين الى الاردن فاق كل التوقعات والتحضيرات والتجهيزات. وعلى الرغم من بذلنا كل جهودنا، وبالرغم من العون والمساعدة المشكورة من الاشقاء والاصدقاء والمنظمات الدولية، وبشكل خاص مفوضية الامم المتحدة لشؤؤن اللاجئين، فان كل هذه المساعي لم تكن كافية لتواكب احتيجات الاعداد المتنامية للاشقاء الذين يقصدوننا ولا مع حجم الاعباء التي تتحملها الحكومة من خلال موازنتها، وخدماتها، والبنى التحتية، والموارد وتحديدا الموارد المائية.
واكد جوده على التزام الاردن وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني بتوفير الملاذ الامن للاشقاء السوريين ومشاركتهم مواردنا المحدودة اصلا وذلك ايماناً منا بواجبنا الاخوي والقومي والديني تجاه اشقائنا الذين نتشارك واياهم بروابط الجوار و اواصر القربى و علاقات النسب.
وقال جوده انه وبالرغم من مصاعبنا الاقتصادية والمالية في الاردن وبتوجيه مباشر من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ، قامت الحكومة الاردنية بالعمل على توفير كافة الاحتياجات وفي حدود امكاناتنا المحدودة لتوفير سبل الحياة الكريمة لضيوفنا من الاشقاء السوريين في محنتهم و الى حين تجاوزهم لهذه الاوضاع الماساوية التي تعيشها سوريا وعودتهم امنين الى ديارهم، وفي هذا السياق فقد اطلقت الحكومة الأردنية نداء إغاثة مشترك مع هيئات الأمم المتحدة لدعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين في الأردن.
واضاف اننا في الاردن كنا قد باشرنا، ومنذ بداية الازمة، بالتحاور مع كافة المنظمات الدولية المعنية، وكذلك الدول الفاعلة بهدف التعامل مع الوضع الانساني في سوريا وتداعياته على الاردن من خلال المشاورات الثنائية والمتعددة الاطراف وقد توجت هذه المشاورات في اجتماع عمان الشهر الماضي حيث بحثنا مع منظمات الامم المتحدة الرئيسة سبل وضع اليات جديدة، ليس للتعامل مع الواقع الحالي فحسب، بل لبناء الجاهزية للاحتمالات المتعددة لتفاقم الوضع من خلال وجود اليات عمل مشتركة تضمن الفعالية وتحد من الازدواجية، وكذلك تعزيز الموارد والمعدات، والاحتياجات من غذاء او ادوية او خيم او غيرها مما يستدعيه التعامل مع الازمات الانسانية من خلال تخزين هذه الاحتياجات وتوفرها عند الحاجة مضيفا انه وبناءا على ذلك ، فقد تم التوافق في اجتماع عمان السالف الذكر على تاسيس مركزعمليات مشترك بين الحكومة الاردنية و منظمات الامم المتحدة للاشراف و التنسيق المشترك على التعامل مع الوضع الحالي والاحتمالات المستقبلية.
وبين جوده انه على الرغم من كل هذه الجهود، ونظرا لقلة الموارد وعدم توفر الدعم الكافي، فان ما تم انجازه لا يزال دون المستوى المطلوب للتعامل مع الوضع القائم، وعلى الرغم من جهودنا وندائاتنا لتجهيز مخيم الزعتري لفصل الشتاء منذ بداية الخريف الماضي مثلا، فان الشتاء القارص الذي نشهدة هذا العام وعدم وصول الدعم الكافي انتج ظروفا صعبة هناك كان من الممكن تفاديها.
واشار وزير الخارجية الى ان الاوضاع الانسانية في سوريا تتراجع بشكل مضطرد من سئ الى اسوا، وان الاستمرار في اسلوب التعامل الحالي مع الازمة الانسانية في سوريا ومع موضوع اللاجئين السوريين في دول الجوار الان ينذر بكارثة مستقبلية لا سمح الله في حال عدم تضافر جهود الاشقاء للعمل، وفورا، للتعامل الفاعل مع هذا التحدي وتشارك اعبائه، فما نواجهه اليوم-على كبره- لا يعدو كونه مقدمات لانفتاح باب الازمة الانسانية على مصراعيه، فاعداد النازحين داخل سوريا اليوم، والبيانات الاممية حولهم تؤشر باننا قد نكون بصدد اكبر موجة لجوء تشهدها المنطقة منذ 60 عاما.
ودعا الى ضرورة ان تضطلع جامعة الدول العربية بدور اساسي في معالجة هذا الموضوع ومقاربته بشكل يكفل تشاطر الاعباء مرحليا لحين تثبيت ثم استقرار الاوضاع في سوريا ضمن سياق يحقق مطالب الشعب السوري التي بذل في سبيلها الدماء ويكفل صون وحدة سوريا الترابية واستقلالها السياسي واستعادة وئامها المجتمعي الكامل.
*
الى ذلك التقى وزير الخارجية ناصر جوده في القاهرة الاحد امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وبحث معه تطورات الاوضاع في المنطقة لا سيما الوضع في سوريا وعملية السلام.
وتم خلال اللقاء استعراض الاعباء التي يتحملها الاردن نتيجة استضافته مئات الالاف من الاشقاء السوريين وتقديم الخدمات الانسانية لهم وضرورة تضافر جهود الجميع لدعم الاردن لتمكينه من الاستمرار بتقديم الخدمات الانسانية للاجئين السوريين.
واعلن امين عام جامعة الدول العربية عن تقديم مساعدة للاردن من مجلس الشؤون الاجتماعية التابع للجامعة بمبلغ 650 الف دولار.
وزير الخارجية يبحث مع الائتلاف الوطني السوري المستجدات في سوريا :
وبحث وزير الخارجية ناصر جوده في عمان مساء الاحد مع رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة احمد معاذ الخطيب والوفد المرافق له اخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالوضع في سوريا.
وعبر جوده عن دعم الاردن للجهود والمهام التي يضطلع بها الائتلاف الوطني السوري والذي يشكل خطوة مهمة في طريق التحول السياسي في سوريا، مؤكدا موقف الاردن الذي اعرب عنه قرار جامعة الدول العربية الذي يعتبر الائتلاف الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الرئيسي معها.
واكد جوده خلال اللقاء موقف الاردن والذي عبر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني في لقائه مع مجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية امس، ان المطلوب الان هو حل سياسي وتحقيق التوافق حول خطة انتقالية للسلطة من شانها انتقال الحكم بحيث تحفظ وحدة اراضي سوريا وشعبها وانهاء العنف ومن الضروري ان تشعر كل فئات الشعب السوري بان لها دورا في صنع مستقبل سوريا.
واكد جوده حرص الاردن واستمراره بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني على استمرار رعاية الاشقاء السوريين وتوفير الملاذ الامن لهم والخدمات اللازمة بالرغم من الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها الاردن انطلاقا من دور الاردن التاريخي في خدمة الاشقاء.
واكد اهمية الدور الانساني الذي يلعبه الائتلاف في اغاثة الشعب السوري والمساهمة الفعلية من خلال تواجد ممثليهم في مخيم الزعتري في رعاية شؤون اللاجئين السوريين.
من جانبه اكد الخطيب تقديره واحترامه للجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني على جميع الصعد، وحكمته للوصول الى حل سياسي يحقن دماء السوريين ويلبي طموحاتهم المشروعة، مشيرا الى عمق العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين الاردني والسوري وتميزها على مر العقود.
واشار الى ان الشعب السوري يقدر استقبال الاردن لابنائه وايوائه لهم في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا معربا عن امله ان تنتهي هذه الازمة باقرب وقت ممكن ويتمكن السوريون من العودة الى وطنهم.
بترا