facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الفزعة الأردنية


طلال الخطاطبة
12-01-2013 09:15 PM

جاءت كلمة الفزعة من كلمة فزع و التي تعني الخوف و كما ورد في القرآن الكريم في سورة النمل" مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ". و لهذا انطلق مسمى الفزعة عموما من التنادي لإغاثة كل صاحب فزع. فالعرب كما نعرف عاشت على الغزو و القتال و لهذا كانوا يساعدون المظلوم حتى يسترد حقه. و لم يكن الوضع بالأردن بعيداً عن هذا التعريف.

لكننا في الأردن طوّرنا هذا المفهوم كغيرنا من الأمم ليأخذ أبعاداً اجتماعية عن طريق مد يد العون للغير إن شعروا أنه بحاجة للمساعدة فظهر مسمى العونة أردنيا في موسم الحصاد مثلا أو جني الثمار مثل قطاف الزيتون أو بناء البيوت و صيانتها و حتى في التحضير للأعراس. فترى الجميع منخرطين كل ضمن مقدرته دون أن يمنّ أحدهم على الآخر بشيء. و في نهاية العونة كان يقدم لهم صاحب العونة وجبة غداء ضمن قدراته أيضاً. و لا أظن بيتا أردنياً إلا و كان يوما ما مُعِينا أو مُعَانا.

هذه الأيام تجلت الفزعة بأبهى صورها وطنياً عندما التف الجميع حول الوطن بإعصار (وضحى) كما أسماه الأردنيون. فخرج الجميع يقدمون كل ما تحتاجه البلد. و لا يمكن تصنيف ما شهدناه على شاشات التلفزيون أنه من باب الواجب و هذا عملهم؛ هذه البسمة التي كانت تعلو وجوه النشامى و النشميات من أبناء رجال السير و الشرطة و الدرك و الجيش و رجال الدفاع المدني لا تدل إلا على الفزعة أو العونه فما شعر مريض يُنقل الى مستشفى أو عالق بسيارته أن هناك من يمن عليه بإنقاذه. و قد تحمل هؤلاء ايضاً الشباب و الفضوليين الذي كانوا يخرجون للفرجة فرحين بما آتانا الله من فضله بهذا الخير الكريم. و لا نمر مرور الكرام على عونة شباب الوطن المدنيين الذي ظهروا بأروع صورهم الحضارية، فلهم كل التقدير و الاحترام. أي عونة يمكن أن تكون أفضل من هذه الصور!

و قد مارسنا في مراحل كثيرة الفزعة سياسياً في كل الظروف التي مرت بها الدول و الشعوب الشقيقة و لم نغلق حدودنا بوجههم كما فعل دعاة تحرير هذه الشعوب؛ فنالنا منها رضى الله سبحانه و تعالى و سخط تلك الشعوب دون استثناء لأن خدماتنا لم تكن سبع نجوم. و جلسنا نشعر بالحسرة على ما فرطّنا من حقوق لشعبنا تجاههم. و إذا حدث و بُحنا بما في خلجات النفس تعرضنا لانتقادات قاسية من بعض أبناء جلدتنا من باب " يا عيب العيب، كيف نتحدث عن خير فعلناه تجاه أقاربنا".

و بما أن الشيء بالشيء يُذكر فقد فزعنا فزعة مضرية عندما هاجم الكاتب محمد حسنين هيكل على الجزيرة النظام و الدور الأردني و تطاول على الطود العالي الذي يعتبره الأردنيون أحد ركائز الأردن و هو جلالة المرحوم بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه. نعم كانت فزعة مُضرية بعد أن( ترفع الإعلام الرسمي إبان حكومة الذهبي) عن الرد عليه باعتبار هيكل ليس دولة و سكت حملة الأقلام الكبار و اختفى حملة الألقاب الكبيرة؛ و بعد أن هدأت المسألة خرج علينا من يأخذ علينا أن الأمور لا تعالج بالفزعة و لغاية هذه اللحظة لم يقل لنا حضرات السادة كيف نتعامل مع مثل هذه القضايا عندما تختفي أصواتهم. هنا أذكر بالشكر ردة فعل دولة زيد الرفاعي المهنية حول الموضوع على نفس القناة.

و يبدو أن تخطيطنا لمستقبل البلد الخدماتي قد أخذ جانب الفزعة في مرحلة من الزمن، فقد كشف الإعصار الأخير أخطاء فادحة بالتخطيط للمدن.

المهم أقول لمن يأخذ علينا الفزعة بكل شيء ليس العيب بالفزعة فهي مفهوم تعاوني كبير لا تدركه إلا المجتمعات الحيّة، لكن التعميم بالفزعات هو الخطأ بعينه فلا فزعة بالسياسة إنما هي المصالح، و لا فزعة بالتخطيط لمستقبل الأمم لأن في هذا النوع من الفزعة هلاك هذه الأمم.

آمن الله الأردن و شعبه و محبيه من كل فزع

آمين آمين لا أرضى بواحدة و يرحم الله عبدا قال آمينا

alkhatatbeh@hotmail.com





  • 1 الدكتور زياد 13-01-2013 | 12:00 PM

    هل مقال الفزعة يخرج من التكوين الفكري لمقال الكنفدرالية ام ان الامر مجرد كتابة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :