ها قدر حل المنخفض الجوي بجميع أدبيات حضوره , و نشر الكثير من الفرح في نفوس الأردنيين , و بتنا في نقاش عميم , و الكتروني , حول الشوارع , و لم تبقي صفحات الفيس بوك شارعاً في عمان إلا و أحضرت له صوراً , بين النقد للتصاميم و بين التبرير بكثرة الأمطار .

ورأينا الخيال الأردني الذي ربما عبر عن قسوة جغرافيا , فصورة عمان على البحر , و نكتة ارتفاع أسعار الشقق في عمان لانها ذات إطلاله بحرية هي ليست الا تعابير عن الجغرافيا التي لم تمنحنا تلك الحاجة النهرية البحرية حيث نافذة عن العالم و آن كان عوضها بعض الشيء ثغرنا الباسم في الجنوب .

و حفل التندرات بكافة الأفاق , حتى انها أحضرت البطاريق في نفق دوار الواحة , و جعلت من زوارق العقبة محل الباصات بين عمان و صويلح و تسابق الاردنييون في إظهار الفرح , الذي كدره بعض الشيء نظره إلى اللاجئين في مخيم الزعتري , و لكن ألم يعيد لنا المنخفض ذاك الحلم البعيد الذي يجمعنا , فجميع حواضر الشام " قاطبةً " جمعها المنخفض !

رحل المنخفض القطبي الذي حضر في منازلنا و قرانا و مدننا زائراً , و على برده القارص , إلا انه يلملم من الأنفس بقايا ما علق فيها من كدر الضيق , فبياض الثلج يبقى أمنية تنتظر على غرة بداية الفصل الشتوي .

تبقى التجربة , و يبقى النقاش الرقمي , بسعاداته و انتقاداته تعبيراً عن جيل أردني مسؤول , حيث كانت تجربة هذا المنخفض و على بساطتها تعبر عن نقاش مسؤول , يخلق جيلاً أردنياً يستفيد من التجربة و يراكمها في وعيه الجمعي محاولاً تفادي هفوات حصلت , فالقضية التي تناقش تبقى تعبيراً عن ما يشغل البال المجتمعي .

ها قد رحل المنخفض الجوي ململماً غيومه من على قبة السماء , و مكفكفاً أردية الغيوم عن النجوم و أبقى لنا مساحات واسعة من البياض حيث الثلج و كأنه يقول فينا : " جميعنا راحلون فأبقوا البياض ناصعاً أينما حللتم و كفكفوا شرار الأفكار و الأفعال عن هذه الحياة , فما هذه الأرض إلا رحلة عبور فلا تكونوا مارين بلا مقدمات و عطاء , و اتركوا أثراً أبيض كما الثلج يعزز بياض الأمنيات " . !

*سامر محمد العبادي