الملكية لا تزال قائمة بقلم: يوئيل جوجنسكي ..
09-01-2013 01:09 PM
عمون - عن معاريف - مقال - 8/1/2013
الملكية لا تزال قائمة
بقلم: يوئيل جوجنسكي ..
(المضمون: صمدت الملكيات العربية في الثورات لان معظمها تطفو على بحر من الثراء يسمح لها بشراء المعارضين من الداخل ونيل الدعم من الخارج - المصدر).
لماذا تحسن مصير الملكيات العربية في الشرق الاوسط؟ التوافق القوي بين الملكية والبقاء السياسي يرمز الى أن لطريقة الحكم هذه دورا مباشرا في الأمر. أولا، خرجت الملكيات كاسبة من قدرتها على الوعد بالاصلاحات، وثانيا لا يزال الحكم الملكي يعتبر بين المواطنين أفضل من البدائل. ومع ذلك، فان نجاح الملكيات يرتبط بقدر اكبر بالنفط، بمداخيله وبالدعم الاجنبي.
بينما هزت الثورات الشعبية الجمهوريات في المنطقة، فانه لم تسقط اي ملكية حاكمة. والمعارضة وقفت بهدوء في قطر وفي اتحاد الامارات، فيما أن عُمان والسعودية لم تشهدا سوى هياج منعزل هنا وهناك.
والاحتجاجات المتواصلة في الكويت تعكس تقاليد طويلة من الفاعلية المدنية والاحتجاج السياسي الذي بدأ قبل وقت طويل من الهزة في المجال؛ البحرين وحدها شهدت اضطرابا طائفيا على نطاق واسع، ولكن التدخل العسكري من جانب السعودية أدى الى انهاء وضع الطوارىء حاليا.
التفسير الاكثر شعبية لهذا الوضع هو أن الملكية المطلقة تنسجم مع القيم الدينية والقبلية للثقافية العربية، ولهذا فانها تتمتع بالشرعية. ولكن هل كان مبارك وبن علي ليتركان منصبيهما بهذه السرعة لو كانا اكتشفا نفطا بقيمة 100 مليار دولار، حين يتجمع عليهما ابناء الطبقة الوسطى المظلومين؟
منذ 2011 أنفقت السعودية والملكيات الاخرى في الخليج المليارات على الاصلاحات (منح نقدية ورفع للرواتب ومشاريع تنمية وخلق وظائف). المنطق بسيط: المواطنون الذين يتغذون جيدا ويشتغلون في وظائف يكسبون منها جيدا لا يثورون. أما اولئك الذين يمكن أن يفعلوا ذلك فيفشلون.
ولكن كيف ساهم الامر في الاردن والمغرب، حيث لا توجد آبار نفط؟ أولا الدعم الاقتصادي والسياسي الدولي ساعدهما، وثانيا، ثبت بان ثراء النفط يتحرك بحرية. فالدولتان – ولا سيما الاردن – تتمتعان بمنح سمينة من دول الخليج.
الى جانب الملكيات العربية يقف كنز جغرافي – سياسي، مردودات جغرافية واهتمام استراتيجي واسع من جانب قوى عظمى في الغرب وفي الشرق. اذا ما أخذتم من السعودية ثراء النفط لديها، او حرمتم اتحاد الامارات من الدعم الغربي الذي يناله؛ واذا لم تحصل عُمان على المنح السمينة، واذا قطعتم البحرين عن الدعم السعودي، فان امكانية سقوط الملكيات لا تكون بعيدة بهذا القدر.
والدليل هو أن الملكيات نفسها ليست واثقت متى، بأي شكل وهل ستحتمي من الهزة العربية. لهذا السبب فانها تنفق مبالغ طائلة بهدف محاولة نزع فتيل الثورات الشعبية المحتملة.
الخوف من الثورات في المستقبل ليس بلا أساس، وذلك لان بعض العناصر التي تقف خلف الثورات في اماكن اخرى – الفساد السلطوي وبطالة الشباب التي تناطح السحاب (وذلك في الوضع الذي تكون فيه معظم النساء، نصف السكان، لا يعملن) – موجودة في الخليج ايضا.
ومع ذلك، فان العوامل الثقافية لا تروي كل القصة. عاملان استراتيجيان يشرحان بالشكل الافضل قدرة صمود الملكية: النفط والجغرافيا السياسية. لقد صمدت الملكيات العربية في الثورات لان معظمها تطفو على بحر من الثراء يسمح لها بشراء المعارضين من الداخل ونيل الدعم من الخارج.