facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الكتاب المعارضون لا تنصفهم اللحظة التاريخية.


نايف المحيسن
08-01-2013 04:19 AM

الكتاب المعارضون عادة لا تنصفهم السياسات القائمة، لكن من ينصفهم هو التاريخ والزمن، أما الكتاب الموالون فتنصفهم السياسات القائمة ويذوبون في اللحظة التاريخية.

إرضاء الشعوب غاية تدرك ان احسنت ادراكها، وارضاء الملوك غاية لا تدرك مهما احسنت ادراكها، الا اذا استمريت في ادراكها، اي انهم لا يقبلون منك الا الاستمرار في الارضاء.

الحسن والجيد في الاداء ليس مطلوبا لهم، بل ما هو مطلوب هو الارضاء والاستمرار فيه، اما الاستحسان فهو حالة غير ثابتة وغير مستقرة الا في حالة الشعوب، لان الشعوب هي الحالة الثابتة في الحياة، اما الاشخاص والقيادات فهي تمثل حالة متحركة.

في الكتابة دائماً، ما ينطبق على الحياة يتجسد واقعاً عليها، بل على العكس، فإنها هي - أي الكتابة - انعكاس للواقع المعيش، وهي تمثل تجسيدا حقيقيا لامور قد تكون ظاهرة للعيان وقد تكون مخفية عن العيان.

الكتابة تعبير، والتعبير هو في الحقيقة تشخيص، وبقدر ما أنت قادر على إرضاء أناس أكثر، أو بقدر ما أنت معبر عن معاناة لاهل المعاناة، فأنت الاقدر على الكتابة وأنت المطلوب. وهنا فإن المطلوب معناه أنك أنت من يشتريك الناس بعقولهم وأفئدتهم، وهذا هو أغلى الاثمان.

من يشتريه البعض بالمال "كاتباً" مهما كان ثمنه هو مثمن وله سعر، وقد يبحث عمن يدفع اكثر، وقد يصل في النهاية الى ان لا ثمن ماديا له، فهو يكون كالسلعة التي استنفدت استهلاكاً.

أما من يطلبه الناس بعقولهم وأفئدتهم فان ثمنه يزداد رصيداً جماهيرياً يوماً بعد يوم، ولن يستنفد استهلاكاً حتى لو توقف عن الكتابة، ولكنه قد يستنفد إن غير نفسه ولونها، وسيخسر أكثر لأنه يبني مجداً له على حساب عقول الناس، وهذا النوع سيذكره التاريخ في سود صفحاته.

"المثمّن" في الكتابة، أو من قد يسمونه "مدفوع الثمن"، لن يكون له ذكر في التاريخ، ولكن، قد يكون له مجد في اللحظة السياسية التي أوجد نفسه فيها، وسيطمسه التاريخ والزمن لانه لم يكن الا معبراً عن لحظة سياسية وخادماً ومنافقا لها، خاصة إذا كانت مثل هذه اللحظة تمثل خيانة شعبية وقد أوجد نفسه كمدافع عمن يخونون شعوبهم بحجج هو يعرف أنه قبض ثمنها. ومعروف أن من يقبض الثمن تكون بضاعته فقط للاستهلاك.

الكتاب المعارضون هم فقط المبدعون، هل تعرفون لماذا؟ أقول لكم: لأن كتاباتهم ستبقى خالدة كما هي. الاعمال الفنية الخالدة، سواء في الروايات او في اللوحات الفنية، نحن نعرف كم هي خالدة، وكذلك المعارضة المنحازة للاكثرية - والشعب هو الاكثرية دائما- فهي أيضا كتاباتها خالدة.

وأقول إن الكتاب المعارضين تكون كتاباتهم كمن يرسمون ويؤلفون للزمن والتاريخ، وبالحقائق يتسلحون، أما الموالون فقد يخلدون كشهود ساهموا في التزوير. وهناك في الحياة فواصل ما بين الهام والمهم، كما توجد الفواصل بين الزائل والزوال.

هناك فرق كبير بين لوحة فنية معلقة على جدران وتتوارثها الاجيال، وما بين طبق لذيذ من الطعام يذوب ليعود سماداً للاشجار، فأيهما زميلي الكاتب تختار؟





  • 1 قارىء 08-01-2013 | 04:53 AM

    ارى ان النوعين فاشلان والسبب ان الكتابة تكون للواقع وللناس لا تعارض ولا تقف مع الحكومة او المؤسسات بل يجب ان ينحاز الكاتب للحقيقة لان الكاتب المعارض لن يمدح تصرفا ايجابيا للدولة وكذلك المحسوب على الحكومة لن يؤشر على خطأها والصنفان عملة لوجهة واحدة وتجميل المعارض ليس في مكانه استاذنا الكريم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :