قام الاتراك بهجمات معاكسة بعد احتلال العقبة ، فاحتلوا " ابو اللسن " ووضعوا فيها 2000 جندي ، فقطعوا الطريق بين معان والعقبة ، وهاجموا دلاغة الا انهم لم يتمكنوا من احتلالها ، فقامت الطائرات البريطانية بقصف المواقع التركية في معان ، وابي اللسن ، فيما اخذ العرب يهاجمون سكة الحديد قرب المدورة .وقد شارك في هجمات قوات الثورة العربية الكبرى على رم وحسمى رجال من عشائر الزوايدة والدراوشة والطقاطقة والزلابنة والدحمانية او الدمانية ، وتمكنوا من اسر 90 جنديا تركيا . بمرافقة الكابتن الفرنسي " بيزاني" ومفرزته .
كما انطلقت فصيلة من جيش الامير فيصل في تشرين الاول 1917 بقيادة الكولونيل " كمب" من العقبة على ظهور الجمال لتقطع اتصال القوات التركية جنوبي مدينة الخليل .
وفي اوائل تشرين الاول استولى اجيش الثورة العربية على الشوبك وغابة الهيشة وقطعوا خط سكة الحديد الذي ينقل الاخشاب ، مما جعل جمال باشا السفاح يبرق من اضنة الى جمال كوتشوك باشا بان يعيد احتلال الهيشة مهما كلفه الثمن ، فهاجمها جمال باشا بكل قواته وبثلاث طائرات حربية وتمكن من اجلاء العرب عنها ، ثم ارسل الاتراك قوة من معان مكونة من اربعة طوابير وكتيبة خيالة واربعة مدافع بقيادة امير اللواء محمد جمال باشا ، وقامت طائرة المانية بمساندتهم ، ولكن العرب ارغموا القوة التركية على التراجع تاركة ورائها 400 بين قتيل وجريح و 500 من الاسرى ، وقد هاجم بدو اللياثنة واهالي قرية وادي موسى القوات التركية وطاردوهم حتى عين بسطة ، وتمكن مولود مخلص ورجاله من طردهم الى معان .
وقد احصيت القوات التركية في معان والتي كانت بقيادة جمال كوتشوك باشا قومندان الفيلق الثامن ، ومعه خيالة وبطاريات مدفعية ، وعلى القرب منه قوات بقيادة اللواء بصري باشا في تبوك .
وهاجمت قوات الثورة العربية بفوج مشاة من اللواء الهاشمي ومدفعين وسرية رشاش والف محارب من عشائر الحويطات وبني صخر وقبائل الشراة بقيادة الشريف ناصر ونوري السعيد ، هاجمت القوة محطة جرف الدراويش ودارت معركة الى ان ان استسلمت القوة التركية ، ثم اخلى العرب محطة الجرف وتوجهوا الى الطفيلة ، بينما عاد نوري السعيد والنظاميون الى القويرة ، ومعهم الاسرى الترك .
وقد اتجهت قوة الى الطفيلة ، مكونة من 240 جنديا بقيادة زكي الحلبي ، وجاءت قوة اخرى الى الطفيلة بقيادة الشريف مستور ، وتم تعيين الرئيس زكي الحلبي حاكما على الطفيلة . ثم وصل الى الطفيلة الامير زيد ومعه مائة جندي نظامي ومدفعان جبليان ، واسندت له قيادة المواقع المشرفة على البحر الميت ، وكان معه من القادة راسم سردست وصبحي العمري .
وقد قامت قوات الثورة العربية الكبرى بمهاجمة الطفيلة بثلاث حملات هي حملة الشريف ناصر بن علي التي هاجمت جرف الدراويش ثم الطفيلة ، وحملة الشريف عبد المعين ومولود مخلص التي زحفت من البتراء وسيطرت على الشوبك ، وحملة الشريف مستور التي شاركت باحتلال الطفيلة .
كانت قوات الاتراك في الطفيلة بقيادة الامير الاي حامد فخري قائد الفرقة 48 وقطاع عمان ، فقد احتشدت الفرقة في عمان ثم اتجهت الى الكرك ، وكانت مكونة من 900 جندي من المشاة ومائة من الخيالة . وفي 23 ك2 1918 سار حامد فخري بقواته من الكرك متجها الى الطفيلة ، وتصدت للاتراك قوة بقيادة عبد الله الدليمي ورجال من عشيرة المطالقة من الحويطات ورجال من العقيلات حرس الامير زيد والشيخ بركات المجالية ومتطوعون من بني صخر واهالي عيمة .
وتمكنت قوات الطفيلة من محاصرة الجيش التركي من ثلاث جهات ، وتمكنوا من تحقيق النصر ، واسر 250 جندي وضابط تركي ، وقتل من الاتراك 700 جندي وضابط بينهم القائد حامد باشا واركان حربه .
وفي هذه الاثناء وصل الى العقبة الامير عبد القادر الجزائري قادما من حوران مطالبا الامير بارسال حملة لتدخل سورية ، فارسل الامير حملة بقيادة علي بن الحسين الحارثي ، يرافقه لورنس وبعض الهنود ، وسلكت هذه الحملة طريق الجفر ، فانضم اليها رجال بني صخر فمرت بتلال الثلاث خوات ، ثم ساروا الى الرمثا ، ثم عادوا الى الازرق ، حيث اتخذها علي بن الحسين الحارثي مقرا له .
وفي تشرين الثاني 1917 انتقل مقر القيادة للجيش العربي من العقبة الى القويرة ، ثم انتقل الى وهيدة وابي اللسن .
وبعد احتلال الطفيلة ، سارع النجليز لاحتلال اريحا ، فدخلوها في 21 شباط 1918 ، بعد تامين جناحهم الايمن في شرقي الاردن ، وارسل الامير زيد الشريف عبد الله بن حمزة الفعر الذي كان يخيم في وادي عربة ، ليهاجم زوارق الاتراك ومراكبهم في البحر الميت ، التي يستعملونها لنقل الحبوب من الكرك لقواتهم عند نهر الاردن ، فهاجم الشريف عبد الله الاتراك في غور المزرعة ، واستولى على المراكب وعشرة اطنان من الحبوب .
تحية والى اللقاء في الحلقة القادمة .