المرشحون وانفلونزا الخنازير ، د عبدالله البركات
06-01-2013 02:44 PM
د. عبدالله عامر البركات ـ اتذكرون الوباء المسمى انفلونزا الخنازير اول ما ظهر كم استقطب من نشرات اخبار وتقارير ورعب واحتياطات صحية. اتذكرون والكمامات على وجوه الناس في مختلف انحاء العالم وحضر السفر على البلد الذي تكتشف به بعض الحالات. وكم بيع من مطاعيم للدول الفقيرة بل والغنية ، وما زلت اذكر قيام مريكل المستشارة الالمانية بالذهاب الى المركز الصحي وتلقي المصل المطلوب. حسنا، اليوم يعود المرض الى الاردن ولكن بلا بهرجة ولا جلبة ولا رعب ولا اقنعة ولا مطاعيم ولا نشرات اخبار ولا تقارير.
بكل بساطة تجد خبر جانبي يقول اكتشاف 79 حالة انفلونزا خنازير في الاردن. لا اعتقد ان كثيرا منا كلف نفسة فتح الخبر بل اكتفى بالعنوان وانتقل الى الخبر التالي وربما كان عن الدفاع المدني ينقذ قطة تسلقت سور مدرسة. وحسنا يفعل الدفاع المدني قبل ان يخرج الاولاد فرصة ويشمطوها ما تيسر من حجارة.
ثم اتذكرون ساعة الصفر التي استنفرت لها الامم المتحدة والدول المتقدمة وعقدت لها المؤتمرات العلمية الرصينة للتفكير في مخرج من هذه الطامة .ووضعة ساعات ضخمة في العواصم الكبرى تعد الثواني قبل نزول الواقعة وهي عندما سيدخل العام 2000 وكيف ستتصرف الحواسيب في التعامل مع هذه الكارثة وكم طائرة ستسقط من الجو وكم مطار ستصطدم به اطائرات وكم مدينة ستنقطع بها الكهرباء كل ذلك ما لم تسارع الدول صغيرها وكبيرها وذكرها وانثاها وحيها وميتها بشراء حواسيب جديدة تفهم الرقم 2000 وتحسن التعامل مع ,وكم بيع من اجهزة حاسوب الى الدول الفقيرة لتتجنب ويلات هذا البلاء الذي لم يحسب له العلماء حساب الى في الاشهر الاخيرة قبل وقوعة؟ جاء اليوم الموعود ولم تتعطل طائرة ولم تنقطع الكهرباء ولم يحدث شيء.
اتذكرون الانتخابات السابقة والتي قبلها والتي قبلها وكم علق الناس عليها من اماني وكم سهر الناس وتعب المرشحون ، اليوم تعود الانتخابات بلا بهجة ولا بهرجة ولا حماسة فقد تبين للمواطن البسيط انها ليست سوى لعبة اخرى مثل لعبة انفلونزا الخنازير او لعبة العام 2000 او لعبة المجالس السابقة لا تفيد الا من يلعبها ومن خطط لها و اوهم الناس بأهميتها ولم تكن الا لتنفيع شركات الادوية او مصانع الحواسيب او صناع السياسة المحليين. ليس كل هذه الامبلاة من المواطن منشؤها فقط بعد النظر بل ان كثيرا من هذا الاستخفاف ناتج عن عاملين اثنين احدهما هذه التجارب المتلاحقة والتي يكتشف المواطن انه ضحية نصب واحتيال والثاني ان المواطن لم يعد يبالي بالمصائب لكثرة ما رأى وسمع وجرب.
الا ترون ان اخبار التفجيرات في العراق لم تعد خبرا مثيرا او محزنا. حتى ما يجري في الجارة القريبة سوريا من مذابح لم يعد يتصدر صحفنا الاليكترونية. ربما يكون التفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن فتن يرقق بعضها بعضا. وكما قال ابو المتنبي
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام
د. عبدالله عامر البركات ـ جامعة اليرموك