تقييم «التوقيت» بين الربح والخسارة
نايف المحيسن
06-01-2013 03:42 AM
هل تدلنا الحكومة على فاتورتها في توفير الطاقة بعد شهرين من عدم تغيير الوقت وهل حقيقة انها عندما استبدلت ساعة الليل الاولى بساعة ما قبل الفجر امتداداً لما بعد الفجر قد حققت ما كانت تهدف اليه في توفير الطاقة.
ألم يستخدم الناس الطاقة في ساعات ما قبل الفجر استعداداً لدوامهم حيث ان الشمس أصبحت لا تشرق قبل السابعة والنصف صباحا وفترة الاستعداد للذهاب للدوام تستغرق ما لا يقل عن ساعتين على اقل تقدير وفي هاتين الساعتين يستخدم المواطنون الطاقة.
ألم تحسب الحكومة حساباتها ان الصحيان المبكر في ساعات الصباح البارد او الاصح في ساعات ما قبل الفجر وخروج الناس للشوارع وتعرضهم للامراض الشتوية بشكل كبير اكثر مما كانوا يتعرضون له في السنوات السابقة خاصة وان الايام القليلة الماضية وقبلها ايضا شاهدنا انتشار هذه الامراض بشكل كبير، واكثر من السنوات السابقة وسببه كان عدم تأخير الساعة على ما اعتقد وان وزارة الصحة هي من قد يجيبنا بصدق عن هذا الموضوع من حيث الحالات التي تراجع المراكز الصحية والمستشفيات والاستهلاك الدوائي قياساً مع السابق ولنفس الفترة الزمنية.
لا اعتقد انه من المجدي الان التراجع عن القرار الحكومي ولكن المجدي هو الاستفادة من نجاعة هذه التجربة فان نجحت حقيقة فانها رغم معاناة الناس منها تحسب للحكومة وان لم تنح فانها ستحسب عليها ويجب ان تعترف بذلك وهي قالت انها ستوفر ما يقارب الثمانين مليون دينار سنوياً فهل وفرت حقاً اولاً من خلال استبدال اول الليل بآخره وكأن شيئاً لم يكن فاستخدام الطاقة لا اعتقد انه تغير وان تغير فانه قد يكون بنسبة ضئيلة جداً هذا اولا.
وهل الاستهلاك الدوائي وحسابات المعالجات الطبية التي لمسناها في الفترة الماضية وكان سببها عدم تأخير الدوام لا تحسب ضمن تأثيرها على فاتورة استهلاك الطاقة واعتقد ان هناك كثيرا من الامور ايضا ومنها الازمات الصباحية الخانقة هذه ادت الى زيادة مصروف الطاقة في وسائل النقل المختلفة.
اننا بحاجة الى دراسة شافية ووافية تدلنا على مكامن الحقيقة لنتائج هذا القرار الحكومي لنتعرف ان كان صحيحاً ام لا ولتقل لنا ذلك صراحة حتى يصبح نهجاً حكومياً مستقبلياً ان كان صحيحاً وألاّ تتراجع عنه اية حكومة قادمة وألاّ تلجأ له.
وبناءً عليه فان الدروس والعبر يجب ان تكون نهجاً حكومياً في قراراتها وان تكون مثل هذه القرارات بعيدة كل البعد عن الارتجالية او عن دراسة تتعلق بجانب واحد وتترك الجوانب الاخرى فقضية الوقت لم تكن ترتبط فقط بتوفير الطاقة وخروج الناس مبكرين الى عملهم والطلاب لمدارسهم بل ايضاً هناك جوانب ذكرنا جزءاً منها واعتقد انه قد يكون هناك جوانب اخرى لها علاقة بهذا الموضوع وكان على الحكومة الطلب من كل الجهات المعنية تقديم رؤياها او ما قد ينجم عن مثل هذا القرار. فهل كانت الحكومة تضع في حساباتها الزيادة في امراض الرشوحات والانفلونزا وغيرها من امراض الشتاء للاطفال والموظفين والعمال الذين اصبحوا يضطرون للخروج في ابرد الاوقات من النهار.
القرارات قد تكون ايجابية في جانب معين ولكن عندما ننظر الى الصورة العامة لها قد تكون الصورة اصعب من الايجابية التي نظرت منها الحكومة تجاهها ولم تكن قد وضعتها في حساباتها فالغاية من ان اوفر في جانب ويكون له تأثير عكسي في جوانب اخرى قد تتدرج ذلك ضمن التخطيط الاقتصادي غير السليم وان كانت الحكومة تعتقد انها توفر على نفسها من فاتورة الطاقة فان فاتورة الدواء على سبيل المثال تقع ايضا ضمن الموازنة العامة للدولة.
الدستور