" غابت (العاصفة) .. و حضرت (فتح) "
عودة عودة
05-01-2013 09:54 PM
لم تتضح " الأسباب الموجبة " بعد التي دعت الى تنظيم إحتفال " فجائي " بمناسبة الذكرى ال 48 لإنطلاقة الثورة الفلسطينية العام 1965 و بعد غياب طويل زاد عن 22 عاماً و في أشهر قاعة " مدينة الحسين للشباب " حيث عُقد الإحتفال السابق في نفس هذا المكان و بالتحديد في الخامس عشر من شهر كانون الثاني العام 1991 برعاية المرحوم الشريف زيد بن شاكر و الرئيس عرفات نفسه .
و هنا نتساءل : هل زيارة جلالة الملك الى رام الله مؤخراً وراء هذا الإنفراج الواسع في العلاقات الأردنية الفلسطينية .. و هل ما جرى عبارة عن "بروفة " أولية للكونفدرالية الأردنية الفلسطينية المقبلة .. و هل هذا الإحتفال من أوله الى آخره جزء من " المناكفات " الحكومية الأردنية و الفتحاوية الفلسطينية للإخوان المسلمين إحتجاجاً عن تخلف " الإخوان " عن المشاركة في الإنتخابات النيابية إحتجاجاً على قانون الصوت الواحد و تباطؤهم في الموافقة على إجراء الإحتفالات لإنطلاقة الثورة الفلسطينية في قطاع غزة .. و هل تردي العلاقات الأردنية الإسرائيلية وراء هذا الإحتفال .. كل هذه الأسباب أو بعضها قد تكون وراء هذا " الإحتفال " المفاجئ و قد تكون غيرها و الأيام القادمة ستكشف المستور .
مع كل ذلك فلا غنى لفلسطين عن الأردن و لا غنى للأردن عن فلسطين فقد كانا معاً المستهدفان بالصهينة في وعد بلفور 1916 و الذي أكد على إنشاء وطن قومي لليهود على ضفتي نهر الأردن و ما زال هذا الهدف له الأولوية لحزب الليكود و الأحزاب الإسرائيلية الأخرى و يلقى دعماً دولياً و دليل ذلك مضي 46 عاماً على حرب 67 و دون إجبار إسرائيل على الإنسحاب من الأراضي المحتلة ... و اذا عدنا الى الوراء قليلاً ففي العام 1968 أعلن الملك حسين أنه " الفدائي الأول " كما اُعتبر الفتحاويون من أصل أردني و في جميع الأوقات و حتى الآن " الرؤوس الحامية " في فتح و فصائل الثورة الفلسطينية الأخرى منهم و على سيبل المثال علي الحياري قائد جيش التحرير الفلسطيني و نجيب ارشيدات و ضافي الجمعاني و عربي عواد و هاجم الهنداوي و حمد الفرحان و الدكتور حسن خريس و القائمة طويلة ...
و عودة الى الإحتفال بذكرى الثورة الفلسطينية الذي عُقد قبل 22 عاماً و بالتحديد في 15 كانون ثاني 1991 و قبل يومين من العدوان الثلاثيني على العراق فقد كانت في نفس المكان الذي عُقد فيه عصر أمس الجمعة أي مدينة الحسين للشباب و كانت حينذاك برعاية المرحوم الشريف زيد بن شاكر رئيس الوزراء في تلك الأيام و حضرها المرحوم الرئيس أبو عمار الذي ألقى كلمة مرتجلة " نشرتها في الرأي في حينه عندما كنت محرراً للشؤون الفلسطينية فيها " و أهم ما قاله أبو عمار في كلمته : ( اذا هُزم العراق سيتحول الفلسطينيون و العرب الى ما يشبه عبيد روما .. !! ) و هذا ما جرى فيما بعد فقد اعترف أكثر من رئيس و مسؤول عربي أنهم جُلبو جلباً الى مؤتمر السلام في مدريد بعد هذه الحرب التي اخرجت العراق من عملية الصراع مع العدو الصهيوني .. و اتذكر أيضاً أن الشريف زيد لم يلقي كلمة في الإحتفال .. أما أو أبو إياد فاتذكره و هو يضع يده على خده محتاراً .. , و للمفاجأة فقد اُغتيل ابو اياد و أبو الهول بعد هذه المناسبة بأيام قليلة في تونس العاصمة .
و اتذكر أيضاً : أن الشريف زيد و أبو عمار و أبو إياد و الطيب عبد الرحيم و كبار المسؤوليين الأردنيين و الفلسطينيين كانوا يجلسون في الصف الأول أما في احتفال أمس الجمعة فقد " انزوى " عزام الأحمد عضو مركزية فتح و عدد من قادة الأحزاب و النقابات و عدد من المرشحين للإنتخابات النيابية الأردنية المقبلة في نهاية القاعة و في " المقصورة الخاصة " و ليس في مقدمة الصفوف كما جرى في الإحتفال قبل 22 عاماً.. و هنا اتذكر قول للكاتب الكبير غسان كنفاني : " خيمة عن خيمة تفرق" .. و احتفال عن احتفال يفرق أيضاً .
لم يغب أبو عمار عن الهتاف و الأغاني و كأنه ما زال حياً في الإحتفال رغم أنه مات و شبع موتاً و فوق ذلك نُبش قبره دون رغبة من شعبه .. لقد خفقت الرايات الأردنية و الفلسطينية في المكان حقاً لكن الأغاني و الهتافات لم تخرج عن التمجيد ل "فتح" ليس غير .. أكثر من خطيب ألقوا خطاباتهم كانت " أي كلام .. " لقد اختفت البنادق و بقي الفدائيون .. لقد غابت "العاصفة " .. و بقيت " فتح " ...!!
Odeha_odeha@yahoo.com