facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا سيد البلاد بورك يراعك وسلمت بصيرتك ، د. فيصل غرايبه


mohammad
05-01-2013 09:37 PM

عمون - د.فيصل غرايبه

تشكل الأوراق النقاشية الملكية الرفيعة مبادرة جديدة خيرة لاستنطاق الأغلبية الصامتة من الأردنيين،لتعبر عن ما يدور في خلدها ولتقول رأيها فيما يتعلق بالشأن العام، ولتدخل من بوابات الإصلاح التي بدأت تشرع أمامها،وذلك للمشاركة بفعلها وفكرها ووجدانها في الورشة الوطنية الكبرى لصناعة الأردن الجديد، في الوقت الذي حافظ الأردن فيه على نهجه الوسطي، والذي مكنه من الحفاظ على علاقات متوازنة مع محيطه العربي والإسلامي،وقبولا دوليا متميزا،ومن اتخاذ مسار ديمقراطي، يحترم التعددية والتنوع ويصون الدستور ويديم الحياة النيابية، وينشد تعزيز الانتماء الوطني ويؤكد الهوية الوطنية، وفي العصر الذي هبت فيه رياح العولمة على كل أنحاء العالم، وحل في عالمنا العربي موسم ربيع حائر، ما يزال تاركا المنطقة تعيش أوضاعا غير مستقرة، يفتقد فيها الأمن الشامل اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

وتشكل أوراق جلالة الملك الصريحة العميقة دعوة إلى شبابنا ليطرح أسئلة كبيرة ويطالب المجتمع الإجابة عليها، حول تعميق منهج الوسطية في حياة الإنسان الأردني،لتكون في مكونات شخصيته،مما يجعله ممارسا للاعتدال،ونابذا للتطرف,قابلا بالتعددية والتنوع، وكيفية تخلي الشباب والمجتمع عن العزوف عن العمل الحزبي والتطوعي والمشاركة في الانتخابات المختلفة، وحول جعل المجتمع العربي,ومنه المجتمع الأردني،إلى شريك في العولمة بمكوناتها الثقافية،متجاوزا دور المتلقي أو المتلقن .

حيث يكون للشباب زمام المبادرة في إنتاج الثقافة العالمية،غير ملغ لثقافته، وأسئلته حول بناء الثقة بالإجراءات الحكومية والإعلام الرسمي،وأهمية دفع الالتزامات،والمحافظة على الممتلكات والمرافق العامة،وكيفية التخلى عن الإطار العشائري أو التصاهري أو الجهوي، في تحركنا الوظيفي والاجتماعي،وبما يحافظ على تلك الأطر كمقومات للتآخي والتعاون بين الناس،وتخليص قيمنا الدينية والأخلاقية من المزايدات والمبالغات،واتجاهات التكفير واحتكار الحقيقة،وبث روح احترام الدستور والقوانين والأنظمة في شبابنا وتننمية إتقان دوري المواطن والمسؤول في دولة المؤسسات، والتواضع والروية والتفكير الموضوعي والمواقف المنصفة بين الشباب، في علاقاتهم الشخصية والرسمية،وفي اتجاهات أفعالهم الإنتاجية داخل المجتمع.
هذا ما تحمله فكرة "المواطنة"،فالمواطنة ليست ولاء عاطفيا وانتماء للوطن فحسب،بل هي انتظام عام له محدداته وأبعاده في حياة الناس، المتمثلة في المساواة في الحقوق والواجبات وإعلاء قيمة الحرية والهوية الوطنية الواحدة،وتحقيق التنمية الشاملة في إطار تكافؤ الفرص. وذلك تجسيدا لقيم"العدالة" و"الحرية" "و"الديمقراطية"، باعتبار أن الديمقراطية فلسفة حياة وثقافة إنسانية؛ وممارسة عملية على أرض الواقع، تتحقق تماشيا مع انتشار ثقافة المواطنة، وعلى هذا الأساس تقوم فكرة المواطنة على المساواة أمام القانون، وبدون أي تمييز بين المواطنين، واحترام حقوق الأغلبية وحقوق الأقلية، والعدالة التي تنشر التنمية المستدامة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

وكما قال سيد البلاد أن المواطنة لا تكتمل إلا بممارسة واجب المساءلة، واننا حتى لو اختلفنا في وجهات النظر أو المواقف فإننا لن نفترق، ولهذا فان الحوار والتوافق واجب وطني، ولذلك نرى أن الربيع الأردني الذي درج الإصلاح على ربوعه كان ربيعا يانعا وادعا مزهرا قاد إلى أجواء ديمقراطية وتفاعلات شعبية كبيرة، تنعكس الآن على المعركة الانتخابية القائمة، وستتجلى بانتخاب مجلس نيابي مختلف عن تلك المجالس التي تلكأ فيها الأداء، وعلى اعتبار أننا كما قال الملك المفدى نبدأ لحظة مسؤولية تاريخية لبناء المستقبل، وكلنا أردنيون وكلنا للأردن.و لهذا فان التنافس في الانتخابات يجب أن يكون من أجل شرف تحمل المسؤولية لا من أجل مكاسب شخصية ومنافع خاصة.ويعطي الملك صورة وطنية واجبة على المواطنين للأداء الشعبي للفعل السياسي والتنموي المتكامل، اذ يؤكد أن العبء لا يمكن لفئة بمفردها أن تحقق أهدافه التي نسعى إليها، ولهذا من واجبنا أن نتجاوز مواقف التصلب والمقاطعة والنأي عن الساحة العامة، وأن نمد إلينا لإعادة عربة الديمقراطية إلى مسارها الصحيح.

ولكن هناك ما ينبغي أن يوجد، سعيا وراء رفاهية المواطن وبناء الوطن، ألا وهو"التصحيح الاجتماعي"،الذي يعيد ترتيب الاتجاهات وتنظيم علاقات المواطنة بشكل يهيئ المجتمع لمتطلبات التحديث والازدهار، وهو يشكل مطلبا شعبيا يحقق الرضا العام عن إجراءات التصحيح الاقتصادي وتقليل ما ينجم عنها من تضييق على عيش المواطن وتوفير أسباب الوئام الاجتماعي، حيث يرى المحرومون التصرفات الاستهلاكية والتفاخرية من الأغنياء،والغلاء يزداد والحرمان يشتد،فضلا عن البطالة وضيق فرص العمل. وبما أن حجم العاجزين عن الوفاء بالالتزامات الحياتية سيزداد، فان أعدادا كبيرة من الطبقة المتوسطة ستسقط في مصيدة الفقر ويهبطون إلى الطبقة الأدنى، فكيف نستطيع أن نجعل الوضع أقل إيلاما لا بمعنى التسكين أو التخدير،بل أن تكون الآثار الاجتماعية لقلة الإمكانيات الاقتصادية ليست عميقة الأثر وليست ذات شرر؟ تكمن الإجابة فيما نفعله حتى نوفر الاطمئنان في نفس المواطن ليضمن أسباب عيشه ومستقبل أبنائه.

وفي الختام أقول:يا سيد البلاد بورك يراعك وسلمت بصيرتك، ونحن بانتظار ما يهل من لدنك من أوراق نستند اليها في لقاءاتنا وحواراتنا ونقاشنا على مختلف الصعد، لنمضي وراء القيادة الهاشمية المظفرة نحو الغد الديمقراطي التشاركي المتطور الذي يضع الأردن في مقدمة الأقطار التي تسعى لمكان أفضل وغد أسعد لأجيالها الصاعدة ولأبنائها الوثابين، جزاء ما فعلوا من تفان ودأب واخلاص من أجل بلدهم و أمتهم بكل عز وكرامة واباء وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :