لا تحتاج اجواء عمان الى برودة اضافية, فالحالة الانتخابية حد اللحظة تموج بين كثبان من الكسل السياسي والاحباط الاقتصادي, وموجة الثلج القادمة ان صحّت توقعات الارصاد الجوية, ستزيد من اعباء المواطن النفسية والاقتصادية وستكون عاملا مضاعفا لتكسير اطراف الذاهبين الى الانتخابات.
الانتخابات تنتظر دعما مضافا من الحالة الشعبية واستقرار وعيها الشعبي على حقيقة ان البرلمان القادم هو بيت التغيير وسقفه, ولا مناص من تجويد الاختيار الشعبي ودفع افضل الموجود الى قبة البرلمان للوصول الى الحد الادنى المقبول شعبيا.
جليد الانتخابات لا يحتاج الى جليد اضافي تجود به الطبيعة, بل يحتاج الى حالة دفء سياسي تزيل الجليد عن الاطراف المتيبسة من برودة التفاعل الشعبي وضعف الاقبال البشري على مقرات المرشحين, كمؤشر على ضعف الاقبال الشعبي الكلي على الانتخابات القادمة, فباستثناء بعض المحافظات ولقاء الكتل فيها كان الوجود ضعيفا الى حد القلق.
الرهان الاساس الان على نشاط الكتل الحزبية والكتل التي تسعى الى تشكيل حزب لاحقا, فهي تضم في جنباتها اسماء لها ثقل مناطقي ينتظر ان ينعكس هذا الثقل على نسبة التصويت للقوائم, وما تيسر من اصوات ستنجح كتل التجمعات المناطقية او الصداقات الاجتماعية.
الانتخابات تعاني من اشكالية رئيسة مفادها حالة اليأس السياسي التي ساهمت احداث الاقليم وانعكاساتها على المشهد الاقليمي في رفع منسوبها, مختلطا ذلك كله مع احباطات اقتصادية وضعف مستوى بعض المرشحين في مناطق الكثافة التصويتية.
جليد الطبيعة لن يخالف مزاج الناس المتخبط والملتبس, فهو يدرك بوعيه الطبيعي ان الحل من تحت القبة, ويدرك اكثر ان عليه ان يتجاوز حالة الغضب والخصومة مع المجالس السابقة كي يمشي الى الامام, علما ان بيده الان محاسبة المجالس التي تسببت في حالة الفتور واليأس.
المنخفض الجوي والثلجة المقبلة باتا حديثا انتخابيا بامتياز مما يعزز نظرية الاحباط والاقبال, فالمنخفض الذي تحتاجه التربة والمخزون المائي الضعيف, يقابله الاردنيون بقلق وتحفظ نظرا لانعكاساته السلبية على الكثافة التصويتية التي تعاني ابتداء من حالة عزوف, رغم تخفيض جزئي على اسعار المشتقات النفطية التي كان ارتفاعها سببا في العزوف الثاني.
الكتل تحديدا والمرشحون المناطقيون، امامهم تحد صعب لاخراج الناس من حالة البرودة الجوية, من خلال بث الدفء بالبرامج الانتخابية المتوازنة والقابلة للتنفيذ على ارض الواقع, فما هو مرفوع الى الان في شوارع المحافظات والعاصمة مكرور وممجوج بل ان بعض النواب السابقين والمرشحين السابقين اعادوا رفع لافتاتهم القديمة من مخزنهم الشخصي.
الانتخابات وسط اجواء عاصفة سياسيا واجواء ملبدة محليا وثلوج طبيعية, تحتاج الى خطط سريعة وقصيرة الاجل من اجل انقاذها ورفع نسبة التصويت وهذا جهد على المرشحين والدولة بشكل وليس واجب طرف واحد.
الانتخابات هي المخرج الوحيد لاعادة العجلة السياسية ولتصويب الاختلالات التشريعية والقانونية وتحتاج الى وقفة شاملة كي تمر من وسط الانواء الطبيعية والسياسية والاردنيون لن يتراجعوا عن حلمهم بالاصلاح على الاقل في حلقته الاولى، اي الانتخابات القادمة.
OMARKALLAB@YAHOO.COM
الدستور