ما نصيب صندوق تنمية المحافظات من المنح العربية؟
د. عماد النوايسه
03-01-2013 11:46 PM
لقد سمعنا العديد من التصريحات الرسمية حول الدور المرتقب لهذا الصندوق الذي تغنى العديد من المسؤولين بالدور الذي سيضطلع به بمكافحة الفقر المدقع الذي انتشر في مختلف المحافظات ويتزايد بشكل سريع في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر فيها الوطن، وأيضا توقع غالبية المواطنين بان تفعيل هذا الصندوق سيحد ويخفف من البطالة التي أخذت تنمو بشكل مضطرد كل عام .
قد يقول البعض بان تأسيس صندوق تنمية المحافظات الأردني دليل على عجز وفشل عملية التنمية التي قادتها الحكومات المتعاقبة خارج العاصمة عمان وعلى إطرافها ، اعتقد بان ما سبق صحيح فان اغلب الحكومات المتعاقبة لم تفلح في استثمار هذا الصندوق بشكل صحيح فلو أخذنا إقليم الجنوب على سبيل المثال لا الحصر نجد انه غني بالثروات المعدنية والطبيعية وذلك وفقا للأرقام الرسمية التي يتبجح بها كبار المسؤولين في مؤتمراتهم وحديثهم عن ثروات الأردن، لماذا لدينا هذا الكم من الثروات ونجد أن الموطنين في محافظات إقليم الجنوب يشكون الفقر والبطالة وحتى بعض الشركات الكبرى في الجنوب لم يتم توجيهها لخدمة وتنمية المجتمعات المحلية ، لست هنا بصدد الحديث والدفاع عن إقليم الجنوب فالجميع يعرف هذه الحقائق ولكن إلى متى يبقى المخططون قابعون في مكاتبهم في عمان ، والناس لا ترى بصيص نور في نهاية هذا النفق المظلم للوعود والخطط الجوفاء التي سوف تبقى حبر على ورق تتوارثها الحكومات المتعاقبة .
لماذا لم تستثمر الحكومات هذه الأطروحات والمبادرات الملكية، نحن بصدد تقديم مشاريع تنموية لاستقطاب المساعدات والمنح من الدول العربية ، لنستثمر هذه الفرصة بتوفير التمويل اللازم وتوجيه لمن يستحقه ، ليخرج هذا الصندوق الى دائرة الضوء وليفعل على ارض الواقع لا نريد مزيد من الوعود ونحن نشاهد بان المواطن بدا التململ من عملية التسويف في القرارات والخطط الحكومية ، نتمنى من حكومة النسور أن تأخذ زمام المبادرة حتى ولو كان عمرها قصير كما يقول البعض، ولكن أي طريق تبدأ بخطوة فلا ضير أن تخطوها الحكومة الحالية ونحن نعرف بان هذه الحكومة أخذت قرارات اقتصادية صعبة وقاسية على المواطن المطحون بالفقر والغلاء ، و لقد تحملت الحكومة الحالية تبعات وإخفاق الحكومات خلال العقد السابق ويبقى الخير في أبناء هذا الوطن من الشرفاء .