المفاتيح ليست عندي ، ولكنها مع أصحابها خبراءِ الحياة الحقيقيين..المتمرّسين بلحظاتها وثوانيها المخبوزين مع خبزها، والمشهود لهم من كل شاهد حيّ الضمير، ومن قبل كل من عرف الوجع ، واختبر الآلام متعددة النكهات ؛ فنكهة الخيبة تختلف عن مرارة الخذلان، وتختلف عن علقم الجحود ، وعن حنظل الوحدة الذي لا يجعله كل عسل الجبال حلواً , هو تذكير ببعض تلك المفاتيح وحسب.
مفتاح السياسة مع الدب الروسي ؛ فروسيا اليوم هي أهم قوة سياسية من حيث الخبرة ، والأوطان التي تهدم ويعاد بناؤها ، تعرف كيف تعيد بناء علاقاتها مع الآخرين ، وخاصة في عالم السياسة الحديثة . لقد اكتسب «الدب» طبقة جديدة من الشحم والصحة بعيداً عن الأنظار ، لدرجة بلغت نسبة النمو في الاقتصاد الروسي ربما أعلى رقم بتاريخها . أما في العلاقات مع دول العالم ، فأعتقد بأن هناك شيفرة لكل دولة يعتمدها الروس فقط ، ولا أحد غيرهم .
أما أمريكا فتغدو اليوم مثل» بنطلون الشارلستون « ذي الحجلة الكبيرة : موضة قديمة ومكروهة ولا أحد يرغب « بلبسها «، وخاصة بعد أن سقطت ورقة الربيع العربي» بالخطأ « من جيب البنطال .
أمريكا أصبحت هي الرجل المريض للعهد الجديد ، حتى لو وضعت في واجهتها السيد بيل جيتس العبقري الهادئ ،أوالإعلامية أوبرا وينفري صاحبة القيم الهائلة التي لا يتمتع بها بلدها ، ولا حتى الفنانة جوليا روبرتس العفوية ، حيث لا عفوية في شلال الدم الذي تهرقه بلادها ، بلاد العم سام التاجر الذي يبيع كل شيء .
مفتاح رئيسي آخر هو مفتاح الزواج ، ويكمن في معاملة الزوجات معاملة حسنة ، وذلك بحسب ما جاء في ملحمة جلجامش – أُم الأساطير – وأصدقها ، والتي تكررت بعد ذلك في نصوص أخرى هامة جداً . رحلة الملك جلجامش أثبتت له أن أحكم الحكماء لا يمتلك إكسير الحياة بقدر ما يمتلك معادلاتها الأساسية ، وعلى رأسها معاملة الزوجات والأولاد أيضاُ معاملة حسنة . الزوجات المتمردات دواؤهن أيضاً بالمعاملة الحسنة ، فهي إن لم تخجلهنّ ، فسوف تشكل بمرور الوقت نموذجاً لهنّ .
مفتاح الفُرص يختبيء في زاوية ضيّقة ، لا يعرفُها صاحبها ، ولكن لا يراها إلا صاحبها !! فبحسب الروائي « النوبلي « باولو كويلو في رائعته العجيبة « الخيميائي « فإنّها : أي الفرصة أو الحقيقة – تحت شجرة الجُميز .» يقصد كويلو بذلك أن الأمر الذي يبحث عنه الإنسان ، وقد يقضي دهراً في البحث عنه ، قد يكون في فناء منزله او بالقرب الشديد منه ، او ربمّا في داخل نفسه وبعقر داره .. ولكن الأشياء القريبة جداً لا تراها العين التي تكون بحالة البحث المتوتر .
حسناً باولو كويلو ..سننظر حولنا .
ikramdawud@yahoo.com
الرأي