تنطبق الكتابات الساخرة في روسيا (القديمة), بشكل ما على أحداث سوريا اليوم..
يروى أن روسياً زاره شيطان في بيته, ففتح له الباب, سأله ذاك الروسي: (من أنت؟).. اجابه: (أنا الشيطان)!.. فرد عليه بخوف: (اي نوع من الشياطين انت؟)..
قال: (أنا من النوع القاتل, يأخذ الروح ليبيعها.. لكن لا تخف.. انا في اجازة منذ زمن.. لن اقتلك.. جئت لاسهر معك فقط كي اتسلى)!..
قال الروسي: (تفضل, ودع ذيلك في الخارج, لا يعجبني الشيطان صاحب الذيل الطويل)..
ضحك الشيطان.. ثم جلس على كرسي في زاوية الغرفة..
قال الروسي: (لماذا انت في اجازة ايها الشيطان القاتل)؟!..
اجابه باستهزاء: (ضحكت عليك ايها الروسي الثمل, انا لست باجازة, بل عاطل عن العمل.. لان مهنتي محتكرة الآن من قبل المخابرات الروسية, وهي تمارس المهنة باحتراف اكثر)..
لن أدخل في تفاصيل ما يحدث في سوريا اليوم, لان الجميع بات يعرف اساليب النظام ومخابراته, ومن الوراء (جيش من الشبيحة), اساليب القتل الممنهج, تلك التي تذكر المرء بمنهجية الحكم السلطوي الروسي منذ زمن قياصرة موسكو, مروراً بحقبة السوفييت, ولا نغفل حاضراً يكبّل (معارضة) روسيا اليوم..
ما يهم.. هو (التعجب القاتل) الذي يقبع بداخل المرء عندما يرى ذاك الدعم (المستفز والمتواصل) من قبل قادة موسكو لنظام لا يرحم شعبه (يضربه بالنار والبارود صبح مساء).. نظام يخيّر العالم بين (بقائه) في سدة الحكم بدمشق او تسليم سوريا خراباً بعد سنوات من القتال..
تعجب.. لان الذين ادّعوا انهم عانوا الأمرَّين من عناصر الـ(كي جي بي) والسلطة البوليسية زمن السوفييت ومارسوا نضالهم لنزع (الرداء الاحمر) عن شعبهم, وخرجوا من تحت مطرقة النار منادين بالحرية, باتوا يقبعون داخل نقطة (المضطهد اللعين) ونسوا الزمان الرذيل, نسوا كيف ان المصالح ليست مع الافراد والانظمة.. وبان الافراد كما الانظمة اللعينة, مصيرها الزوال, و(الشعوب) هي الباقية..
هنا يدخل المرء عالم الاستغراب الكبير, ويتساءل:
(كيف تعاد جزيئات التاريخ بصيغ اخرى؟!)..
تبقى فكرة الحديث..
لا داعي للحديث بعد اليوم عن (شماعة الشيطان).. لان الامر يمكن تلخيصه بكل بساطة، بجملة: (هنالك أجهزة تقوم بمهام الشياطين في سوريا)..
enad.salem@gmail.com