أحمد حسن الزعبي بالمناسبة
03-01-2013 05:36 AM
الزميل أحمد حسن الزعبي أشبه بدولفين ذكي يمارس هوايته في القفز العكسي ليخترق سطح البحر الهائج المائج من الكذب والنفاق والتدليس، من تحت الماء نحو الفضاء للحظات لا تساعده أكثرها لالتقاط رائحة الهواء الذي يتنفسه كثير من المتصيدين بالمجان.
ذلك الدولفين يفكر بذكاء ليتقارب مع البشر ويقوم بحركات "أوكروباتية" تبعث الراحة في نفوس الطيبين، ويسرق الابتسامة غصباً من الأطفال الخائفين، ولكن حتماً لا يستطيع النوم على أسرة الجماعة "الغانمين" في قصور جيء بها جراً بحبال الدولة والمناصب والقوانين التي طوعت لخدمة "الغانمين"، كما يطّوع الحديد، الذي يصنعون منه ما يشاءون من تماثيل وقاصات وأسوار حماية كي لا يتلصص من خلفها الضحايا والمعوزون، وأقصد بالغانمين، من غنِم ولم يكن يملك غنماً ولا ماعزا، ولكنه وجد أبقارا بشرية حلوبة تلهث وراء سرابهم.
منذ سنين خلت، وذلك الرمثاوي الزعبي يحاول أن يكون دولفينا يسبح تحت الماء ليقفز مرة واحدة كل يوم فوق الماء، ليوزع حلوى الابتسامات لجمهوره الذي اعتاد النكد، فهو يتقمص كل أدوار جحا كي يضحك هؤلاء ليفهم المعنى أكثر "الهؤلاء"، ولكنه حين حاول مرة أن يقفز فوق بحر الحيتان عابرا، كانت شبكة الصياد المتربص في المرصاد، كيف تسبح الى بيت الشاطئ يا شاطر؟
الزعبي لم يكن في يوم من الأيام رئيسا للوزراء، ولا عمدة للأغنياء، ولا من شلة الندماء، ولكنه كان راعياً لأغنام الفقراء، وحين يهدهده التعب على صدر "الوطاه" يستل نايه ليعزف ألحاناً تلامس أحلام التعساء، علها يوماً من الأيام تنفعه إن حلّ البلاء، ولكن وآسفاه، لم يدر هذا الشمالي أن الحوت الذي يغوص في ظلمات البحر لا يهمه أن يموت الناس جوعا ولا يرف له زعنفا حتى لو حبس الله عن هذه الأرض الهواء..
يا زميل الحرف الذي لم يدعني الى حفلة حروفه يوما، وجئتها واردا بحوافر قرائتي خبب يملئه التعب، أعجب يا صديقي وأيما عجب، حين أرى خونة الأوطان يسرحون في كل " ريفيرا " ويتزلجون على كل شاطئ لم يحلم أجدادهم أن يطأوه، ويبذخون من حسابات المواطن الفقير دون حساب، ثم أراك على باب الحسبة يسألونك عن جريمة الضمير، وتهمة الكلمات العارية، ثم ها هم كل " المطاليب المطاريد" في آخر أصقاع المعمورة اللندنية والباريسية والكاريبية والبحر أحمرية، سيبادلوننا الشتائم وينفقون من فوائد الفساد الأردني، فالرصيد الأصلي موزع بحسابات الأوف شور تحت رموز وهمية،، مرحبا يا صديقي في منظومة الأشباح.
يا رجل: كنت سأكتب عن هموم الكاتب الشريف النظيف وكيف يحترق عقله ليدافع عن حق الناس، ولكنهم لا يفهموننا، فيستكثرون علينا الكلمة وتضيق حوصلاتهم بالحرف وهي التي ابتلعت الجمل، جميعهم هكذا ولكن سأذكرّك بوزير الخزانة الأمريكية الأسبق " رد آيدر " في عهد الرئيس رونالد ريغان "، فقد انتحر بإطلاق النار على رأسه وأمام كاميرات الصحفيين بسبب اتهامه بفضيحة مالية،، من بعد يا ترى ؟
وزير الزراعة الياباني " توشيكاتسو ماتسوكا " انتحر قبيل مثوله أمام لجنة محاسبة برلمانية عام 2007 بسبب فضيحة تبرعات سياسية وعقود مزورة لحساب "آبي" رئيس الوزراء آنذاك، و قبل ثلاثة أشهر انتحر وزير الخدمات الياباني أيضا " تاداهيرو ماتسوشيتا "، بعد أن علم أن مجلة " شوكان " ستنشر وثائق تثبت تورطه بفضيحة أخلاقية مع إمرأة أخرى !
يارجل كم أولئك الوزراء أغبياء، انتحروا لأسباب تافهة،و في عرفنا لا تستحق جاهة حتى ولا فنجان قهوة "الغانمين"، هؤلاء " الكفرة " مجانين، ونحن فقط ورثة الأنبياء والمهديين وحملة الرسالات وأهل الصلاح والإصلاح، يبيعون ولا يشترون ثم يزعجهم عصفور مرّ يوما عبر نوافذ غرفهم، تباً للعقول وللعصافير التي تضغط على "الزامور" فتزعج " الهامور".
يا زميلي أرجوك تعلم الدرس جيدا ليحميك،لا تتهم إلا والدليل بين يديك، احتفظ به فهو من يحميك، لأن في بلادي دافع عن حق المستضعفين كما تشاء، أصرخ من ألمك كما تشاء، إعقد مؤتمرات واكتب مقالات كما تشاء، ولكن إن أشرّت بأصبعك على مكان القنبلة، فإنك مجرم وستنفجر في وجهك لعنة هبطت من السماء.
Roya430@hotmail.com