السِفر الياسميني .. للشاعر علي الشوابكة
02-01-2013 05:28 PM
عمون- تم يوم الاثنين الموافق 31 / 12 / 1012 حفل توقيع الشاعر المبدع والمسرحي المتالق علي الشوابكه على ديوانه الشعري الأول "سِفر الياسمين" .. وذلك في مقر رابطة الكتاب الأردنيين .. جبل اللوبيدة .. حيث ادار الحفل وقدمه الاديب المبدع عبد الله المبيضين.
الناقد العراقي د. عزمي الصالحي قدم قراءة نقدية موسعة لديوان الشاعر الشوابكة مشيرا الى وعي الشاعر وقدرته على ترجمة ما يريد قوله شعرا، متوقفا أكثر من مرة عند «بدوية» الشوابكة التي ظهرت جليا في مصطلحاته وصوره الشعرية.
متنقلا مطولا بين ابياته الشعرية مبديا اعجابه بخصوصية الشاعر المنبثقة من حسة القوي وتفردة .
من جهته قدم د. عمر ربيحات ورقة نقدية مكثفة تحدث فيها عن الميثولوجيا عند الشاعر ومجموعته الشعرية، لافتا النظر إلى أن الشوابكة ذهب إلى أسطرة الياسمين، بما يحمله ذلك من دلالات ايحائية،
ومن ثم القى الشوابكة مجموعة من قصائد الديوان، لينثر ياسمينه في أجواء المكان، وسط حضور كثيف من أصدقائه، ومتابعي تجربته الشعرية.
أما أنا فأقول :
علي الشوابكة .. من الشعراء الذين تضوعنا بأريج نصوصهم الفذة ، ولطالما تغنى بياسمينه في ماضيه وحاضره ، وآسى جراحه المنبعث من خلجا...ت صدره ...
.. سِفر الياسمين .. عمل شعري بديع لشاعر يغزل رؤيا جميلة لتسرقنا من الواقع إلى خيال ياسميني تحتاجه الروح
قصة حلم ومشروع حياة و صلاة في بحر رومانسي غريق .. يمتزج بها الجمال و الرغبه ..لتعكس توق الإنسان للكمال ..يغسلها مطر الكلمات والأشواق الياسمينية العريقة .. تشعلها براكين عشق نادر الوجود تخرج من احاسيس شاعر صادق .. وهي تحمل بداخلها بصورة رقيقة للكثير من الألم والحب والعشق الزلي بين الروح الساكنة في الاعماق وبين المكان الناطق بعبق الحياة ..
وقائع حيه من وحي كيان الشاعر عاشها في حياته لتحمل القاريء الى رؤيا لعالم جديد يسوده الحب و الغموض الجذاب ...عالم يبدأ من الخيال ليصل الى واقع جديد..
علي الشوابكه ومن خلال قراءتنا الشعرية لديوانة يتقن إعطاء الشعر حقه من العلو ليبدو كما أراد له بكل بهائه.. وبالتأكيد فإن الشعر الغنيّ بما يحمل، بكل هذا الألق والدفء والتميز، جدير بأن يقرأ ويصل إلى كل القلوب بتلقائية..
علي الشوابكة .. يعطي الشعر كل ما في القلب والروح والذات من دفء، فيكون للشعر كل هذا الجمال والروعة.. من اتساع في المعنى واتساع في الاحتمال وانفتاح على عوالم متعددة بشكل لا يضاهى .. قد تكون أول فاصلة في قصيدة النثر الاختصار وبناء الدهشة.. أعترف أنّ النهاية فاجأتني وأنني وقفت أمامها مشدودا قابضا على جمرة قد تكون من الياسمين ..
علي الشوابكة في ديوانه الاول هذا يستفيد من القصة، يستفيد من السرد، يستفيد من التفاصيل ، وينحو نحو أسطره جو القصيدة.. كل شيء عنده موظف بشكل رائع ليصل إلى هذا السبك المتماسك القوي.. ولك أن تنظر إلى الوصول الجميل في تركيبه وصياغته وصورته كأنما الحكاية بجمال ياسمينه المسفر .. كأنما وريقات ياسمينية تتلقى رعشة الزبد الحالم وهو يفرد شيئا من ضفائره على سطح تكوينها ..
خطاب الياسمين بكل جوانبه يبني صورة مشعة مضيئة ممتدة.. يقارب اصالة الكلمات وبداوتها ليخلق قصيدة نثرية محيرة ما بين الهجيني والنبطي في كثير من الأحيان.. والأهم أن خطابها للآخر يعطي دفء لا حد له دون أي إسفاف أو مداورة في العبارة.. وأجمل ما عنده ، في هذا الشعر كله، صوره المبتكرة دائما وإعطاؤنا كما لا يحد من الإدهاش.. وإن نحن نظرنا لتفاصيل السفر الياسميني نجد أنّ الاختصار سيد الموقف في كثير من الأحيان.. وهو اختصار ذو دلالة لاهوتية ، موظف مشغول بتقنية عالية.. إذ لا داعي لتوسيع العبارة في مكان لا تستحق فيه التوسيع، ولا حاجة لحبس الندى الياسمني المدرار حيت تكون الأرض بحاجة لقطراته الزكية .. وباعتقادي أن الشاعر يجيد القبض على برهة الحلم والدهشة والبرق الخاطف بشكل رائع..
كما وان الانسياب الغريب الجميل في مدّ المفردة نحو مقصدها.. وأيضا هذا الاتجاه الساحر نحو صورة لا يمكن أن تكون عادية مستهلكة.. مستفيدا من فن التصوير لتلتقط صورا طازجة ساخنة غير ملتقطة بهذا الشكل من قبل.. لذلك تجد أنّ الشعر يعطيها كل فتنته ما دامت تعطيه كل فتنتها.. حالة التبادل هذه تخلق دائما جوا من الألفة بين الشعر وشاعرته، لتصل القصيدة إلى مسامعنا بهية جميلة فاتنه
علي الشوابكة .. قصة عشق ازلية مغسوله بزهر الياسمين الندي
مبرووووك ابا عبد الله .. بريق الألف ميل قد بدأ
اخيرا أثمر التعب فاحصد فرحا ...