الزيت يختلط بالمشهد الانتخابي في اربد
01-01-2013 08:23 PM
عمون – قصي جعرون – بالرغم من ضيق مشهد الإستحقاق الإنتخابي للعام الجديد 2013 والذي لم يلق التفاعل المرجو من قبل الأوساط التي تراهن على سير الانتخابات البرلمانية كعادتها فإن الجميع يتطلع بعين الرقب على نتائج هذا الإستحقاق وما سيتخلله قبل الوصول إلى البرلمان الجديد.
أياً كان المشهد الحراكي للإنتخابات فوجهات النظر أجمع تُحترم رغم إختلافها، ولكن اذا ما دخلنا إلى المشهد الانتخابي والذي يترقبه المشاركون وغير المشاركين، نجد الكثير من الملاحظات التي تشغل المجالس في مناقشتها ومنها المال السياسي والإجماع العشائري وحصد الأصوات وغيرها من الشائكات.
في الشمال من المملكة والذي يمتاز من الخليط الإجتماعي بعناصره المتنوعة تتفاجىء يومياً بتنوع الإختراقات التي يرتكبها المرشحون بحق الناخبين، ما يستوقف البعض من المخاوف التي ستعصف بالبلاد حال وصولهم إلى قبة البرلمان وتكرار المجالس السابقة بسلبياتها المتفق عليها.
في أطراف إربد المدينة ينشغل أهلها منذ موسم الزيتون بالقطف والتوجه إلى المعاصر لجمع الزيت، لتشهد أن شريحة كبيرة من المواطنين غير المالكين لأراضي الزيتون بات بحوزتهم جالونات من الزيت يكفيهم لهذا العام، بتسهيلات الدفع ومنهم من أهدي من آخر يخوض المعركة الإنتخابية.
لا يتوقف المشهد بهذه المقتطفات التي يعرفها العامة بل يتعداها لتقديم التسهيلات وإستثمار العلاقات الشخصية ما بين المرشحين ومسؤولين في الدوائر الحكومية بتسهيلات تقدم للمواطنين من خلال معاملاتهم التي لا تحتاج إلى الوساطة، "لكننا نفضل تأمين الواسطة قبل الذهاب بالمعاملة كما إعتدنا ومن حيث الضمان" يقولها كثيرون.
تحديث قانون الصوت الواحد بإضافة صوت للوطن أتاح لمن كان خارج الإجماع العشائري بأن يترشح أمام قريبه من ذات العشيرة على مستوى الوطن، إلا أن الإنقسام جاء على صوت أبناء المخيمات والذين يتنازعون على خوض السباق النيابي مفتقرين للإجماع العشائري، لكون العشائر تتعدد بشكل أقليات.
فما كان للمخميات أن تجمع على مرشح لأن وصلت حد الخلافات بين المرشحين بشكل كبير قد تخسر الأطراف في إستحواذ أكثر من مقعد، مشتتين أصوات الناخبين بينهم.
ليس بالوقت الكبير المتبقي أمام الجميع فالعد التنازلي بدأ وسط مخاوف شعبية ورسمية وحتى خارجية تنتظر لحظة الحسم، فالمخططات كثيرة عند الجميع والمنتظر يسوده غموض وفق مراقبين.
المسألة لا تتوقف عند المنحى الخدمي الذي سيفرز مجلساً سيواجه مخاضات سياسية جمة ومتعثرة وسط جغرافية متنوعة تتطلب حكماء لإدارة الأزمات قبل تلبية الإحتياجات الشعبية والرغبات التي تلوح في الأفق البسيط.
رهانات وسجالات تدور يومياً بين العامة والخاصة تبقى رهينة نضج الواقع وتنازلات الآخر لإجتياز ضفاف النهر الذي يقسم الشارع أمام المخاطر الخارجية والداخلية والتي سيحسمها الشعب بإرادته.