فضائح البلاك رايترز "كتّاب مرتزقة .. وصحفيون ملتصقة "
فايز الفايز
02-12-2007 02:00 AM
عندما درست الصحافة والإعلام وكنت لا أزال صغيرا غضا ، عملت في الصحف ومنها الطازجة آنذاك ، وفيها تم السطو على أفكارنا ومقالاتنا ، وكانت أول مرة يوقف المسئول مقالة لي مبررا إنها تمس الشأن العسكري ، ثم بعد شهرين ، كنت وقتها مغادرا الصحيفة اليومية تلك ، وجدت مقالتي طريقها للنشر ، ولكن بعنوان آخر ، وباسم الأستاذ الذي منعها نفسه ، ومنذ ذلك الحين لا يزال يسطو على مقالات غيره ومواضيعهم ، ويستبدل بعض الكلمات في المقدمة ويترك المتن ما أراده المصدر ، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتحسس من الحرامية ولصوص الوطن و( البلاك رايترز )، ابتداء من الحرف وانتهاء بالهواء ، وما بين هؤلاء وهؤلاء ، يربض حتما متطفلين متسولين مرتزقة ، يسبحون في عرق حداد ليلا ، وفي عرق البشر نهارا ، ليكتبوا سطرين من النفاق ، من أجل حفنة دراهم ، سودت وجوهم البيضاء .نعلم ان هناك مؤيدون لسياسة ما ، أو شخوصها ، وهناك معارضون لذات السياسة وشخوصها ، والكل ينطلق من المبدأ الذي يراه ، مؤيدا أو مخالفا ، أما أن تزدوج المعايير عند ذات الأصابع ، فتلك مشكلة ، بل مصيبة ، فكيف لأصابع تعودت أن تضغط على الزناد ، أن تلعب على مفاتيح البيانو بنفس الوقت ؟! لا أدري ، اسألوهم .
يقول المثل : تستطيع أن تكذب على الناس بعض الوقت ، ولكن لا تستطيع ان تكذب على نفسك كل الوقت ، فكيف يكذب أولئك على أنفسهم وعلى الناس كل الوقت ، رغم إن زمن الرؤساء والوزراء والمدراء الذي يحملون أكياس المال وقطع الخبز ، وبقايا العظام ، قد ولى ، وجاء زمن العمل الصادق ، الذي لا يترك للمتسولين بابا يطرقوه ، بعد ان امتلأت الشوارع وممرات العطايا بالمتسولين ، من أبناء الوطن الذين أجبرتهم الظروف على ذلك ، ولهم حق علينا جميعا ، فيما يسمى بالتكافل الاجتماعي .
نفهم ، ان يهز ذنبه ، شخص ما ، ولا أقول رجل ما ، عند مقعد مسؤول ما، لينعم ببعض الدفء والفتات من صاحبه ، ولكن ما لا نفهمه كيف يعتدي بالعقر والاتهام ضد آخرين لا يرونه سوى " عازف " يعزف عليها في فناء بيوت السادة ، ليطربهم ذات سكرة ، ويسكر ذات طرب ، ويطرب ذات أعطية !
حقيقة أتألم حينما أرى كفاءات من أخواننا الإعلاميين وقد خطفتهم المؤسسات الإعلامية خارج الوطن ، أو الذين تكالبت عليهم دسائس ذوي القربى في داخل الوطن ، فلا يجدون صكا للغفران عن خطأ مطبعي ارتكبوه ، بينما يفرد جناحه " غراب " ينعق بما لا يعلم ، ليظن نفسه " صقرا " من صقور الصحافة الأردنية الشريفة العفيفة التي يحمل لواءها مئات من الكتّاب والصحفيين الأكارم ، الذين لا يألون جهدا لإبراز الإنجاز الوطني الذي يستحق الإشادة ، ولا ينكصون عن نقد أي إسقاط أو تسيب أو إهمال وشللية وتعال ٍ مصدرها مسؤول غير مسؤول ، ولا عفيف نفس أو نظيف يد ، التصق بالوظيفة العامة بعد حفلة مستديرة ، أو رعاية قصيرة النظر من صاحب شأن ، لا شأن له سوى البحث عمن ينظفون اعماله ، ويمسحون بصماته عن مسرح الجريمة الوظيفة ، ويلقون النثر والشعر على صفحات الصباح ، ليخلع عليهم عطاياه ، على طاولات الليل .
أخيرا ، كأني أرى شمس " البعض " من الكتّاب قد غرُبت ، بعدما فرغت " رضاعة الحليب " التي كانت لا تغادر أفواههم ، وجف الضرع الذي كانوا " يحلبون " ، فأخذوا يبحثون عن " هبرة " جديدة ليعضوها ، ليتعالى موائهم ، وأرجو أن يعود لهم صوابهم ، لينظروا الى الوطن من باب المصلحة العامة ، وليس من باب المال .
Royal430@hotmail.com