مقاطعة جنوبية أفريقية للفواكه الإسرائيلية
عودة عودة
01-01-2013 01:09 AM
في الأخبار .. أصدر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا قبل أيام قليلة مجموعة قرارات تدعم حركة المقاطعة العالمية ل " إسرائيل " و سحب الإستثمارات منها و فرض العقوبات عليها ...
كما دعا الحزب الى دعم حملة فلسطينية تهدف الى الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف إنتهاكاته للقانون الدولي و إحترام حقوق الفلسطينيين الإنسانية و الدخول في مفاوضات عادلة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين لإرساء السلام .
و أكد الحزب على قراراته السابقة بدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل تقرير مصيره و لا تراجع عن نظرة الحزب بأن الفلسطينيين هم الضحايا المنتهكة حقوقهم في صراعهم الطويل مع الإحتلال الإسرائيلي .
من قرارات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي نفهم أن لا فواكه إسرائيلية تزين موائد البيوت للعائلات في جنوب إفريقيا و هذا الطريق بتأييد القضية الفلسطينية شقه الرئيس نيلسون مانديلا أول رئيس لجنوب إفريقيا و الذي يؤكد بعدم التعاون الآن و في المستقبل مع إسرائيل أو أية دولة كانت تدعم الحكم العنصري في جنوب إفريقيا و الذي هزمه مانديلا و شعبه شر هزيمة بعد أن بقي على صدور هؤلاء السمر أكثر من 350 عاماً سالت فيها دماء زكية و جرائم عنصرية كبيرة لا أول لها و لا آخر و انتهت بالإنتصار و الهزيمة للعنصرية .
و للتذكير .. فحزب المؤتمر الوطني الإفريقي أعلنها مدوية و منذ الإستقلال العام 1994 بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية و جنوب إفريقيا مستمرة في هذه المقاطعة حتى الآن و في المستقبل حتى إنتصار النضال الفلسطيني و دحر العنصرية الإسرائيلية .
في هذه العُجالة من حقنا أن نتساءل : ماذا فعلت حكوماتنا و أحزابنا العربية و الإسلامية بشأن مقاطعة المنتجات الإسرائيلية و التي خفت صوتها الى حد الزوال و التلاشي بشأن المقاطعة العربية و الإسلامية لإسرائيل و بالتحديد بعد ما يسمى بالربيع العربي حيناً أو الثورات العربية حيناً آخر حيث أصبح الحديث عن فلسطين .. و الوحدة العربية من المحرمات و هذا يثير الأقاويل على هذه " الثورات " المشبوهة .. والعاقة .
و نتساءل أيضاً أين لجان مقاومة التطبيع في النقابات و الأحزاب الأردنية و العربية و التي أصبحت في حالة موات و انتقلت الى رحمة الله منذ سنوات على الرغم من أن التطبيع مع العدو الإسرائيلي مستمر فزيتوننا و زيتنا الأردني يغمر الأسواق و الموائد الإسرائيلية , فقد صُدر منه هذا العام الآلاف الأطنان و نتساءل أيضاً : لماذا أُطلق الرصاص على هذه اللجان النقابية و الحزبية فجأة و التي كان قد قادها سابقاً و يقودها الآن في الغالب جماعة "الإسلام السياسي" و أخواتها بعد أن كانت فاعلة و قوية و القدوة و المثل الأعلى للجان مقاومة التطبيع العربية و العالمية لكن قبل ما يسمى بالربيع العربي .
لا نريد أن ننكأ جراحنا العميقة في زمن الثورات العربية الحالية التي لا نسمع من قادتها إلا ألفاظ الكراهية " للآخر " من أبناء الشعب الواحد و إختراع الأعداء و الإبتعاد عن اي ذكر للقضية الفلسطينية و الوحدة العربية .
من بلاد أبو القاسم الشابي ( تونس ) خرج " الثائر " الغنوشي ليعلن بدون مواربة بأن تونس غير معنية بمقاطعة إسرائيل .. و من سوريا نهض " ثائر " آخر هو برهان غليون ليعلن أنه سيكون ضد أي دعم لأي مقاومة لإسرائيل و إعادة الجولان مؤجل و لن يكون إلا بالمفاوضات ..
في الختام .. ما أود أن أقوله أن الثورات العربية الحالية .. و القادمة هي ثورات عاقّة .. و مشبوهة لأنها تُغيب القضية الفلسطينية و قضية الوحدة العربية عن برامجها السياسية و توجهاتها المستقبلية .. أما المذابح العربية العربية و على أيدي ثوار الربيع العربي تذكرنا بقول الإمام الشافعي :
و ليس الذئبُ يأكل لحمَ ذئبٍ // و يأُكلُ بعضُنا بعضاً عياناً
و المجد و الخلود للفواكه الإسرائيلية و على رأسها الكاكا و المانجا على موائدنا ..!!
Odeha_odeha@yahoo.com