الذكرى المئويّة لميلاد حسني فريز .. شعر : سليمان المشّيني
01-12-2007 02:00 AM
في الذكرى المئويّة لميلاد شاعر الأردن الكبير وأستاذ الأجيال حسني فريز (ولد عام 1907) شعر : سليمان المشّينيلِتَكُنْ ذرانا الشّامخاتُ مُقامَهُ
ففقيدُنا منها استقى إلهامَهُ
وَلْيَهْدِهِ الشّعرُ المجنّحُ تاجهُ
فالشّعرُ كان نجيّه وهُيامَهُ
وليغمرِ الوردُ الشّذي ضريحهُ
فالوردُ كان سميرَهُ وغرامَهُ
وليحضُنِ الأردنُّ شاعره الذي
غناه طيلة عمرهِ أنغامهُ
ولْتَرْثِهِ القدسُ التي تحريرُها
مِنْ قبضة الدّخلاء كان مُرامَهُ
وَلْتَبْكِهِ الوحدةُ الكبرى التي
كانت لتحقيق العُلى صَمْصامَهُ
أعْظِمْ بحُسْني شاعراً ومفكِّراً
قد كان للأدبِ الرّفيعِ إمامَهُ
أكْرِمْ بهِ أستاذَ جيلٍ مؤمناً
لم ينسَ قطُّ الضّادَ أو إسلامَهُ
قد كان في دعم المعارفِ رائداً
والعِلْمُ قد حيّا له إسهامَهُ
تَخِذَ التّفاني مبدأً حتّى يرى
أردنَّنَا فوق السُّهى ونظامَهُ
وهو المجَلّي بالفَعالِ وهكذا
تَلْقى على مرِّ العصورِ عظامَهُ
حُرٌّ .. أبيٌّ مؤمِن برسالةِ العيش
الكريمِ ولا يُطيقُ حَرامَهُ
عَشِقَ الأصالَةَ لم يَحِدْ عنْ دربِها
وبأوْجُهِ الدُّخلاءِ سَلَّ حُسامَهُ
لِتَكُنْ ذُرى البلقاءِ تلك مقرّهُ
ففقيدنا منها استقى إقْدامَهُ
حسني فريزٌ كان عنوان الإبا
وعلى جَنانِ البأسِ شدَّ حِزامَهُ
رجُلٌ إذا أبدى الزّمانُ نيوبَهُ
كان الصَّبورَ .. أخا المضاءِ هُمامَهُ
فذٌّ إداريٌّ شُجاعٌ عادِلٌ
في الحقِّ لا يخشى قويّاً لامَهُ
عشقَ المعاني السّامياتِ
وكانت المُثُلُ الرّفيعَةُ راحَهُ ومُدامَهُ
لا خيرَ في جاهِ الحياةِ ومالِها
إنْ لم يكُ الشّرفُ الرّفيعِ قَوامَهُ
يا شاعرَ الحُبّ الكبيرَ وأنتَ مَنْ
للحُبِّ عاشَ وقد وعى أحْكامَهُ
الحبُّ لولا سحرُهُ ورواؤُهُ
ما فتّحَ الزّهر النّديْ أكمامَهُ
لو جسّدَ الكونُ الحياةَ محبّةً
ما جرَّحَتْ دامي الحروبِ سلامَهُ
للهِ للوطنِ الذي أحبَبْتَهُ
أعطيتَ ما ملَكَتْ يداكَ زِمامَهُ
أأبا نَوَارٍ قَرَّ عيناً إنّ ما
أغْنَيْتَ فيهِ الفنَّ بلَّ أُوامَهُ
ما صُغْتَ مِنْ أدَبٍ وشعرٍ رائعٍ
أضحى على صدرِ التّراثِ وِسامَهُ
طُلاّبُكَ الصِّيدُ الأماجِدُ في الحِمى
صاروا مشاعِلَهُ .. غَدَوْا حُكّامَهُ
يحذون حذْوَكَ في التّفاني والعطا
فالشِّبْلُ يتبعُ في الخُطى ضِرغامَهُ
سيظلُّ ذِكْرُكَ خالِداً في موطني
ما ذهَّبَتْ شمسُ الضُّحى آجامَهُ
فاهْنَأ جوارَ المبدعين بعالمٍ
في ساحِهِ نَصَبَ الخلودُ خيامَهُ