أين ستسهر ليلة رأس السنة ؟!
د.حسين الخزاعي
31-12-2012 01:59 PM
لم ولن تتوقف عقارب الساعة عن الدوران ، هذه حقيقة لاجدال فيها ، فها هي الساعة ستعلن مساء هذا اليوم انتهاء عام وبدء عام جديد، عام يتمنى الجميع أن يكون عام خير وبركه ، ومسرات وافراح ونجاحات، وتحقيق أمنيات مشروعه على المستوى الشخصي والاسري والوطني والعالمي، بعض الامنيات طال انتظارها ولم تتحقق منذ دهور، واحلام بعضها تحقق في العام المنصرم ، واحلام قيد الانتظار، فالانسان كريم بالطموحات والامنيات والاحلام، في ليلة راس السنة يتشوق الجميع لمتابعة ومعرفة الاخبار والتوقعات للسنة الجديدة،ابتكارات وفنون ووسائل وتكنولوجيا وفضائيات ومواقع الكترونية تتسابق لاشباع فضول الباحثين عن المعرفة والغوص في المجهول ومعرفة ما ستحملة الايام القادمة من مفاجآت، برامج وتحضيرات واعلانات وترويجات لجذب المشاهدين والمتابعين الذين لم يبخلو عل انفسهم بشراء المكسرات والحلويات والمشويات والمقبلات لقضاء ليلة راس سنة لمعرفة ما ستنطق به حناجر المنجمون والفلكيون وقارئي الكف والابراج .
اين ستقضي ليلة راس السنة ، او اين قضيتها وكيف ؟! سؤال سيكرره على مسامعنا معظم الفضوليون لمعرفة كيفية قضينا ليلة راس السنة ، وهل استمتعنا بها ، وعملا بالمقولة الموروثة " كل يغني على ليلاه " ، فلكل انسان طريقته وطقوسه الاحتفالية ، ولكل شعب من الشعوب له عاداته، ولكن الخيوط الاحتفالية المتشابكة بين الدول تتمثل للاحتفال بهذه المناسبة عن طريق اطلاق الالعاب النارية واقامة المهرجانات الاحتفالية واشعال الاضاءات والانوار، والشعوب العربية معروف حبها للتقليد في ممارسة الطقوس الاحتفاليه فسنشهد احتفالات في مدن وعواصم في هذه المناسبة، والبعض يحتفل راس السنة في قضاء امتع الاوقات مع افراد اسرته، والبعض الآخر من - المزوقين والمقرشين والمنغنغين – يحتفلون في قضاء اجمل السهرات في ارقى الفنادق وصالات العرض والنوادي الليلية، فهذه الاماكن بدأت منذ اسابيع تعلن عن اقامة حفلات راس السنة بوجود اشهر المطربين والمطربات، والراقصين والراقصات، والخالعين والمخلوعات، هذه الفئة الدفيعة ستكون طاولاتهم محجوزة على - البست - أي في الطاولات القريبة في قاعات العرض والاحتفال، سيطربون ويغنون ويتمايلون ويضحكون وسيقضون ليلة راس سنة على - كيف كيفك- سيبقون في صالات العرض والاحتفال لحين الاعلان عن الانتهاء من الاحتفال في راس السنة، يا ترى كم سينفق الاثرياء العرب على الانبساط في هذه الليلة ؟! والبعض الآخر سيجلسون امام شاشات التلفاز لمتابعة الفضائيات وما تنقله من مشاهد ومهرجانات من دول مختلفة في العالم، ويتابعون تنبؤات اشهر المنجمين والمنجمات الذين تعودنا في كل عام على متابعتهم، ثم يغط هؤلاء في النوم والاسترخاء بما ان الحكومه كريمه واكرمتنا بعد السهرة بعطلة رسمية، واجزم ان الحكومة التي اقرت العطلة وافرحت الموظفين والموظفات والطلاب والطالبات، اجزم ان اعضاء الفريق الحكومي سيحتفلون في ليلة راس السنة كل وزير على طريقته، والوزراء دعواتهم وطموحات تختلف عن طموحاتنا، واحلامهم تختلف عن احلامنا، وتساليهم ومكسراتهم وبيتي فورهم يختلف عن هريستنا وعوامتنا وتسالينا، وضحكاتهم تختلف عن كشراتنا، وفواتيرهم تختلف عن فواتيرنا، وديوهم تختلف عن ديوننا، هم يدعون لله ان يطيل عمر الحكومه، ونحن ندعوا الله أن تنتهي الانتخابات على خير ، وتنطلق مسيرة الحكومة البرلمانية ، وندعو الله ان يخفف عنا موجات البرد ويقلل اسخدامنا للغاز في المربعانية .
مسك الكلام ،،، نعود الى السؤال الرئيس كيف سقضي ليلة راس السنة؟! ساقولها لكم بصراحة ، ساقضيها
مثلما سيقضيها الغلابى ومحدودي الدخل وسكان مناطق جيوب الفقر، بردان، جيعان، طفران، قرفان، زهقان، مقطوع من الدخان، والاخطر من كل الاعراض قلقان، ومصدر قلقي ، احزاب تريد الاستقواء على الدولة ، احزاب تقاطع الانتخابات ولا تريد ان تترك للاكثريه حرية في ممارسة حياتها بدن قلق او توتر ، احزاب تعد العدة لمسيرات شعبية للمطالبه بالاصلاح وكان هذه الاحزاب هي التي يهمها مستقبل الاردن، لجان تنفيذيه تشكل للاعداد لمسيرات استقوائية ، اعتصامات وحراكات يريد البعض تنفيذها – خاوة – في مناطق ترفض لغة الاعتصامات والاحتجاجات والاستقواء على الدولة ، ترفض لغة الاصلاح بطريقة كبسة الزر، اين ستقضي ليلة راس السنة، ساقضيها أفكر فيما يجري من حولي، واسأل نفسي هؤلاء الذين يحرضون الشارع ويثيرون وينثرون الفتن ويقودون الشباب ويحرضنوهم في شعاراتهم على الانجازات الوطنية هؤلاء الذين وصفهم من كان في عقر دارهم وانشق عنهم بالمفلسين ، هؤلاء الى اي مربع سيصلون، والاهم والمهم افكر بكيف يقضي فقراء الوطن الغلابى عمرهم بحثا عن الستيرة واستقرار الوطن، والبعض الآخر يفكر كيف يقود الوطن للهاوية والعنف الذي لا يحمد عقباه. يا عجبي !!!!