الجامعة الأردنية جسدت مفهوم الديمقراطية
محمد كايد العدوان
30-12-2012 06:45 PM
في السابع والعشرون من كانون الأول المنصرم. جرت انتخابات مجلس طلبة الجامعة الأردنية. فقد جسدت مفهوم الديمقراطية من خلال المشاركة في هذا العرس الوطني. فهذا اليوم نموذجاً ونقلة نوعية لمفهوم التنمية السياسية لدى هذه الشريحة من الشباب. الجامعة الأردنية عملت على ترسيخ قاعدة هذا النهج من خلال المشاركة في الحياة السياسية. بمفهوم جديد مرشح الجامعة ومرشح الوطن.
جاءت نتائج هذه الانتخابات مؤشر حقيقي على أن الشباب هم المحرك والدافع الرئيسي لعملية التنمية السياسية وعملهم لا يقتصر على الجامعات فقط. فهذا المفهوم أكد عليه صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى أثناء الزيارة التي قام بها للجامعة الأردنية. الانتخابات التي شهدتها الجامعة عنوانها كان الدقة والنزاهة والشفافية. فهي نهج ديمقراطي وتنوير فكري للطلبة. إن الخطوة التي تبنتها الجامعة وحملت مفهوم التنمية الديمقراطية والسياسية جاءت انسجاماً مع التوجيهات الملكية فهي محط اهتمام لرئيس الجامعة الأستاذ الدكتور: خليف الطراونة: والذي قد راهن على أن الانتخابات ستكون نموذجاً وطنياً يجسد مفهوم الديمقراطية بشكلها الصحيح. فهذا الرهان زفهُ النجاح وقد خرجت الانتخابات بأجمل حلتها وصورها وهي إطلالة مشرقة على مفهوم التنمية الديمقراطية والسياسية. في هذا الوطن العزيز. الصورة التي خرجت بها الانتخابات الطلابية نموذج ومؤشراً حقيقياً للانتخابات البرلمانية القادمة. إن الوعي والمشاركة لدى الشباب يشكل محوراً رئيساً من نهج الإصلاح السياسي الذي يشهده الأردن. رئيس الجامعة شخصية أكاديمية أخذت على عاتقها تبني سياسات وبرامج جديدة تنعكس إيجاباً على العملية التعليمية من جهة، وانخراط الطلبة بالبرامج التي من شأنها خدمة المجتمع من جهة أخرى لوصول هذه الجامعة إلى مكانة علمية مرموقة بين مثيلاتها عربياً وعالمياً.
لقد كان هناك إطلالة للدكتور الطراونة من خلال متابعته لمجريات هذا العرس الوطني ومن خلال إذاعة الجامعة الأردنية، فقد وجه خطاباً عن الصورة الحضارية التي شاهدها أثناء تجواله في كليات الجامعة. الصورة الحقيقية التي جسدها الطلبة والتي حملت في طياتها معاني الألفة والمحبة.والتعبير العفوي الصادق. فقد أكد أن نجاح هذه الانتخابات هو نجاحاً للجامعة والوطن وأن الوعي والإدراك والوصول لهذه النتيجة أضفى المزيد من التقدم والازدهار والرفعة لهذه الجامعة، وطلبة الجامعة اليوم أضاءوا بأيديهم الشمعة الواحدة والخمسين من عمر عطاء هذا الصرح العلمي. فقد وجه كلمة شكر للطلبة، ولأعضاء هيئة التدريس والإداريين في الجامعة. إدارة الجامعة وفي وقت سابق أخذت كل الاحتياطيات التي من شأنها التعبير عن رأي الطلبة بكل يسر وسهولة دون تسجيل أية عائق يؤثر على سير العملية الانتخابية وأن تكون الإجراءات الأمنية في أعلى مستوياتها. فهذه الإجراءات محط اهتمام لنواب الرئيس في الجامعة. الأستاذ الدكتور شتيوي العبد الله والأستاذ الدكتور رضا الخوالدة رئيس اللجنة العليا للانتخابات.الذين أشرفوا على سير عملية الاقتراع وبكافة كليات الجامعة. فقد أكدوا على أن هذه الانتخابات خرجت بأعلى مستويات النجاح. الأستاذ الدكتور نائل الشرعة: عميد شؤون الطلبة الذي كان له حضوراً على مدى ساعات الاقتراع.
فقد أكد على أن عمادة شؤون الطلبة سعت جاهدة على أن يكون للطلبة مشاركات واسعة على جميع الأصعدة ومن أجل زرع روح المحبة والمثابرة وخروج هذه الانتخابات بصورة تليق بالجامعة الأردنية. إن هذا العرس الديمقراطي حظي باهتمام واسع لوسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة. إذاعة الجامعة التي تصدرت التغطية الكاملة من خلال البث واللقاءات والحوارات، كان لها حضور مميز سواءً على مستوى الجامعة أو الوطن بشكل عام. هناك شخصية إدارية لعبت دوراً مهماً في هذا السياق. هذه الشخصية لديها الكفاءة والجرأة في العمل الإداري المشهود. السيد خميس الزبيدي/ مدير دائرة الأمن الذي وضع خطة أمنية محكمة ناجحة بكل المعايير. الذي تواجد في ميدان الانتخابات. من بدايتها لنهايتها. علينا جميعاً أن نقدم شكرنا واحترامنا له على مدى الاهتمام الأمني الذي أوصل هذه الانتخابات لبر الأمان. ونتمنى على إدارة الجامعة تكريم هذه الشخصية التي حققت نجاحات كبيرة في الحد الملموس من ظاهرة العنف الطلابي بفضل الخطط الأمنية التي وضعها وتم التعامل معها داخل الحرم الجامعي. وأخيراً وليس آخراً علينا أن نؤكد على مجلس طلبة الجامعة الجديد أن لا يكون له غياباً في التصدي لظاهرة العنف الطلابي داخل الحرم الجامعي وأن لا يكون دوره مختصراً على إقامة الاحتفالات واستقبال الطلبة الجدد. وإنما توسيع قاعدة المشاركة والهدف منها الخدمة الفعلية من حيث البرامج والندوات والبحث عن الحلول التي من شأنها خدمة الطلبة بشكل عام.
إن توسيع قاعدة المشاركة لا تختصر على الجامعة فقط، وإنما الانطلاقة التي تحوي الأفكار المنهجية لهؤلاء الطلبة تتمحور في وضع استراتيجية يتخللها برامج ونشاطات وندوات من خلالكم كمجلس طلابي. فنقول لكم هذه هي رسالة الجامعة التعليمية التي جسدها الجميع بروح الفريق الواحد وتحقيق رؤية وتطلعات القائد الباني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى نحو أردن مشرق ونحو مؤسسات تعليمية مفعمة بالعلم والمعرفة ومواكبة عصر التطور. وأن تبقى الجامعة الأردنية نجمة مضيئة ساطعة في سماء هذا الوطن العزيز.
www.alkaead65@yahoo.com