عمون - كتبت السيدة خلود العميان رئيسة تحرير مجلة فوربس الشرق الاوسط في العدد الاخير حول اقوى المواقع تأثيراً على الانترنت ، وتاليا نصه :
سرني وفريق العمل - ونحن نعد هذه الطبعة المميزة - ان وجدنا تعاونا مثمرا من زملائنا الاعلاميين ورؤساء التحرير في وسائل الاعلام المطبوعة والمتلفزة والالكترونية , لتزويدنا بالبيانات الخاصة بمواقعهم الالكترونية ؛ اذ هي حجر الاساس في انجاز قائمة (اقوى وسائل الاعلام حضورا على الانترنت في العالم العربي ), ووسيلتنا للوصول الى معلومات سليمة ودقيقة وذات قيمة وفائدة الى قرّائنا.
وبالمقارنة مع العام الماضي , بدت لنا تلك الخطى الواثقة التي يتقدم بها الاعلام المطبوع من حيث : مضمونه وجودته وشكله , ومدى تطويعه للثورة الالكترونية , ومقدار استفادته منها لخدمة قطاع النشر , وهو الامر الذي يضمن ديمومة للاعلام التقليدي الذي يحوز قلوب الصحفيين والقراء.
وقد احرزت العديد من الصحف الورقية نقلة نوعية في ادائها , بإدخالها تحسينات ادت الى تعزيز انتشارها على الانترنت , وباستخدامها ايضا لشبكات التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم وسيلة جذب وترويج لمحتوى الصحف , بالاضافة الى الوسائل التفاعلية الاخرى التي توفر للقارئ حزمة من الخدمات الى جانب الصحيفة الورقية , مما انعكس على مراتب الصحف المشاركة هذا العام ؛ اذ تقدمت صحيفة (the national) الاماراتية 28 مركزا , وصحيفة (المدينة) السعودية 9 مراكز , وغيرهما من الصحف , بالمقارنة مع العام الماضي .
لقد بات لوسائل الاعلام قوة جبارة , من شأنها ان تنظم الشعوب وتوحدها حول هذف مشترك , ولنا في مصر خير دليل عبى هذا ؛ ففي عالمنا اليوم , لم يعد الافراد متلقين وحسب بل صناع اخبار , ويكفينا الضغط على زر التشغيل حتى ينفتح امامنا فضاء من المعلومات والآراء وحلقات النقاش .
وتكمن المهمّة المسقبلية في تبنى التطورات الحاصلة في مجال الفضاء الرقمي واستغلالها , لتحقيق تحوّل ايجابي في بنية المجتمع ووسائل الاعلام على حدّ سواء . مع ذلك ينبغي لنا ايضا ان نلتفت الى دعم الوسائط التقليدية والقائمة منذ زمن طويل , والتي والتي لعبت دورا حيويا في صياغة شكل العالم الذي نعيشه اليوم , ووثقت التاريخ في مختلف مراحله , يعدّ هذا الامر تحديا ومسؤولية ملقاة على عاتق الصحف في القرن الحادي والعشرين , فيما تحاول تحقيق التوازن بين تأسيس هوية الكترونية , وبين الحفاظ على مستقبل اعدادها المطبوعة . وبالنظر الى بيانات القائمة الدالة على مدى قوة وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الصحف على الانترنت , فأن مجلة (فوربس- الشرق الاوسط) تستعرض - على نحو مفصل - بعض الصحف التي تعمل على انجاز هذه المهمة , وهي امثلة حية لمطبوعات استطاعت تثبيت مكانتها , ودخول المجال الرقمي باقتدار .
ما تزال التقنية المستقبلية للوسائط المتعددة مجهولة لنا , غير ان دخولنا عالما فائق السرعة صار امرا مؤكدا , مما يبشر باحداث تاثيرات واسعة وعميقة , على وسائل الاعلام المختلفة في ارجاء العالم كافة . ويبقى علينا ان نواكب التقدم الحاصل دون تغييب جذورنا العميقة .
عن مجلة فوربس / الشرق الاوسط ومقرها دبي