facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في وداع عام 2012


سليمان الطعاني
29-12-2012 09:18 PM

بقيت أيام قلائل ويرحل عام 2012 بكل ما حدث فيه من لحظات، سعيدة كانت أو حزينة..!
التقينا فيها، وافترقنا ..تعاهدنا فيها وتواعدنا.. تَعارَفنا، قلتم عنا وقلنا عنكم، تعاتبنا كثيرا، بالحسنى وغير الحسنى، هجرنا بعضنا، وذقنا وذقتم الفتن والعوز .

عجبا لفلسفة الحياة حينما تطحننا بين المتناقضات طحن الرحى ولا تنتظر أحدا، لهاثنا المستميت خلف لقمة العيش، وضياع معظم يومنا على كرسي الوظيفة بين كومة أوراق ومعاملات مكررة الصياغة، وأصناف مختلفة من البشر، ووجوه تمرنا بنا مرور الكرام وملامح لا تكاد تختفي حتى تُنسى ولا يبقى لها أثر، وهموم تظللنا سلبت منا البسمة. وانفراط أجمل الأيام من عقد العمر في أحلام ليس لها أول ولا آخر .

ارتبطنا وبعمق باختراعات العصر، وانفصلنا عن حياتنا الاجتماعية وتخلينا عن عادات جميلة وعلاقات حقيقية واستبدالها بعلاقات وهمية عبر عالم الديجيتال والنت , التهاني بالسمجات، بكبسة زر، والسلام "هلو" والوداع "باي". فشلنا في تأسيس حكاية حب حقيقة فيما بيننا، فضاعت منا محاولات التأقلم والتعايش .
عام يمضي نافقنا فيه للأقوى كي لا يُقص لنا جناحا، وجاملناه، وناديناه بأحب الألقاب عنده، معالي، عطوفة، سعادة.... كي لا يكسر لنا ظهرا، واضطرارنا للتنازل عن الكثير من قيمنا، وقلنا دارهم ما دمت في دارهم ، وارضهم ما دمت في أرضهم، نافقنا مع الأسف وكذبنا وخَدعنا وخُدعنا. انقضى العام وتمزقت معه أوراقنا وحقائبنا المعبئة بالأحلام، وتبعثرت معه أشياء كثيرة .

أقف أمام المرآة فلا أكاد أتعرف على نفسي، أنادي بصوت مرتفع فلا يصل الصوت، أشعر بالظلم وأعجز عن الانتصار لنفسي، تنازلنا عن أشياء ومبادئ نحتاج إليها، من نكد الدنيا على الحر أن يتظاهر الإنسان بما ليس في داخله كي يحافظ على بقاء صورته جميله أمام أبنائه أولا، أن يصافح بحرارة يداً يدرك تماماً أنها غير طاهرة، أن ينحني لذل العاصفة كي لا تقتلعه من وظيفته الذي يحرص على بقائه فيها، أن يبتسم في وجه مسئول يتمنى لا يراه مرة أخرى .

ومن نكد الدنيا على الحر أن يعاشر أناساً فرضت عليه الحياة وجودهم في محيطه، وأن يرفع رأسه عالياً فيرى الأقزام قد أصبحوا أطول قامة، مؤلم أن يُغمض عينيه على حلم جميل .. ويستيقظ على وهم،
ومن نكد الدنيا على الحر أيضا أن يقف فوق محطة الحياة بانتظار ما يعلم أنه لن يأتي أبداً، وأن يجد نفسه في ذات الوقت قد بدأ يتنازل عن أحلامه واحداً تلو الآخر، من نكد الدنيا على الحر أيضا أن يضحك بصوت مرتفع كي يخفى بكاءه لعجزه عن الحصول على رغيف عيش، وأن يصل يوماً إلى قناعة أن كل من مر به أخذ جزءاً منه ومضى، وأن يمر على المرء لحظة يتمنى التخلص فيها من ذاكراته، ليس له أحلام..

أحلامه باتت عشوائية متناثرة .. ليس لها شروط .. ليس لها قواعد .. ليس لها أمل في أن تتحقق ذات يوم .. إلا إذا عثر على مصباح علاء الدين .. وظائفنا عشوائية، أسعارنا عشوائية، قراراتنا عشوائية لا نعرف ماذا يحمل لنا الغد من عشوائيات، أخرى .. هل قدري أن أظل مواطنا عشوائيا يأكل ما يجده .. يعمل ما تجود به الظروف .. يسكن في أي مكان، ينفذ القرارات العشوائية فقط. لكن سيفي لم يسقط من يدي، فعندي أحلامي المتجددة ونفسي التواقة .





  • 1 ابو حسام 30-12-2012 | 11:57 AM

    قال أحد الحكماء : أصحاب الغم والحزن في الدنيا ثلاثة ، محب فارق حبيبه ووالد ضل ولده وغني فقد ماله
    الحياة قصيرة فلا تقصرها أكثر بالنكد, والصديق قليل فلا تخسره باللوم,
    والأعداء كثر فلا تزد عددهم بسوء الخلق


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :