بدها "تنفسيه"سياسية عاجلة جدا وقبل الانتخابات ... يا دولة الرئيس!
اعتقد أن الوضع السياسي الاردني اليوم, ليس هادئا وانما ..."يبدو هادئا" لعدة اسباب اهمها: انشغال كثير من المواطنين في الانتخابات القادمة, كونه شيء من المتنفس و"التعليلة" لكثير من الاردنيين, يداوي وقتهم وينفّس احتقانهم, ويمتص نشاطهم وحراكهم من الشارع الى خيمة المرشحين. وسيكون ذلك سلوك الكثيرين حتى لو جرت الانتخابات تحت ظل قانون "ربع الصوت" الواحد, كونها مسألة جينات مش أكثر... النيابه ... النيابه! ولكن ماذا عن مرحلة بعد الانتخابات؟ عندما تذهب التعليلة والسكره وتأتي الفكره والطفره معا؟! أين ستذهب هذه الطاقات وكيف ستبدد وتستوعب؟ العودة من الخيمه الى الشارع... من جديد؟
أمّا السبب الاخر, الأهم والأخطر, يتمثل في كون معظم الاردنيون, يعلّقون جلّ, ان لم تكن كلّ, امالهم وتطلعاتهم وحور عينهم, ومشاكلهم السياسية والاقتصاديه والاجتماعيه, ومستقبلهم القريب والبعيد في الانتخابات القادمه, لما روّج لها من ترويج, وينتظرون بشغف, وخاصة المتفائلين منهم, نتائج فاعلة وناجعة وعاجلة. وهذا بالطبع, حمل لا تستطيع اي برلمان حمله حتى في الدول المتقدمّه. تحميل شيء فوق طاقته سيؤدي الى نتائج عكسيه قد تكون اسؤا مما كان عليه الوضع في الماضي القريب لا قدّر الله, نظرا لأن المواطن أصبح اليوم غير صبور ويريد حلولا سريعه واّنيه, ناهيك عن أن القوى غير المشاركه في الانتخابات, جاهزه في توجيه انتقاداتها من اليوم في نتائج الانتخابات وقبل صدورها, وستكيل في الانتخابات ونتائجها مهما بلغت من النزاهة والنجاح, وستسطيع بالتأكيد اثارة المواطن من جديد واعادته الى الشارع.
ما العمل؟: توزيع الحمل والمسؤولية من الان ... مناصفة ان أمكن مع البرلمان القادم!
على الحكومه من الان العمل على تبني تكتيك, "تنفيسه سياسية", قادرة على تخفيف شيء من الحمل عن البرلمان القادم من جهه, وتعزيز الثقه لدى المواطن في دور الحكومات وهذه الحكومة بالتحديد من جهة أخرى. مما يعني, أن الحكومة يجب أن تحاول على تسويق "ثقافه" جديده لدى المواطن في دور الحكومات ونظرة الموطن تجاهها, من خلال اقناعه بأن الحكومة من اليوم وطالع أصبحت "غير", وانها "صديقة المواطن" لا عدوه كما كان ينظر اليها سابقا, تلبي طموحاته وامانيه مثلها مثل السلطه التشريعيه, والبرلمان القادم المنشود. هنا, سيفرّغ قسط من حمل البرلمان القادم الى الحومه الحاليه, وتتحول احدى عيني المواطن وتطلعاتها من السلطه التشريعيه الى السلطه التنفيذيه.
كيف؟: اعادة النظر في نظرة المواطن التقليديه للحكومات ... من "عدو" الى "صديق" وبقرار سياسي شجاع!
يجب تبني قرار سياسي جرئ يصب في تطلعات الشارع الاردني خلال فترة زمنيه وجيزة جدا, يستطيع هذا القرار اعادة التوازن في العلاقه ما بين الشعب والحكومة, ويبني للمستقبل, ويمتص احتقان الشارع في حال شاب الانتخابات القادمه شيء من البلل... (بطل مكافحة الفساد هو روبن هود وجاكي شان الاردنيون اليوم... كن انت يا دولة الرئيس وقبل ما تتهرب اموالهم! مهمه لم يستطع ترويضها اي رئيس حتى الان, فكن متميّزا وافعلها قدر استطاعتك, اعانك الله)
الخاتمه: .... وداوها بالتي كانت هي الداء!
اذا كان اتساع الفجوة من الثقه بين المواطن والحكومة, بسبب قرارات الاخيره المتراكمة وسياساتها الخاطئه, هو السبب الحقيقي للعداء والجفاء الحالي, فعلى الحكومة الحاليه أن تداوي هذا الداء ايضا بقرارات سياسية شجاعه لتسد الفجوة بينها وبين المواطن من جديد, وفي القريب المنظور, حتى ينجع تأثير هذا الدواء. ومن هنا أيضا ستيم تفادي ترحيل الأزمه, بمعالجتها من الان... ودرهم وقايه "استباقيه" يا دولة الرئيس خير ... من قنطار اصلاحات علاج متأخر!
Dr_waleedd@yahoo.com