غالبية من يقاطعون الانتخابات لا يوجد تأثير لتيار سياسي عليهم في المقاطعة بل انها نابعة من التجربة اولا ومن القانون ثانيا وغالبية من سيشاركون في الانتخابات ايضا لا يشاركون بسبب تأثير اي اتجاه اوتيار سياسي عليهم ولكنهم يشاركون من منطلقات خاصة بهم بانهم يرون ان المشاركة تؤدي الى استقرار الدولة حسب مفهومهم بغض النظر عن ماهية من سيفوز في الانتخابات ومن لن يفوز.
نحن امام تيارين مختلفين تجاه الانتخابات وما بين التيارين هناك من لهم اجنداتهم سواء في المقاطعة اوالمشاركة ولكن الاغلبية لا توجد لها اجندة غاياتها انتخابية سواء بالمقاطعة اوبالمشاركة وهؤلاء يقررون بقناعاتهم الخاصة وعلينا اولا واخير ان نحترم هذه القناعات لانها هي القناعات الصادقة في حين اننا يجب ان لا نقول ان القناعات الاخرى غير صادقة ولكن علينا ان ندرك ان المقاطعين والمشاركين في الانتخابات دون اجندة هم الذين يبنون قناعاتهم دون غايات واهداف.
هناك احزاب سياسية عريقة قررت مقاطعة الانتخابات وهناك احزاب سياسية عريقة ايضا قررت المشاركة كما هو من في الشارع من المؤيدين لهذه الاحزاب فان بعض من هم داخل بعض هذه الاحزاب ايضا غير مقتنعين بقرارات احزابهم فالقضية اصبحت رؤية ذاتية للاشخاص تجاه المشاركة او المقاطعة اكثر منها تأثيرا حتى داخل بعض الاحزاب وهذا يعني ان من يقول ان البلد متعسكرة في اتجاهين غير صحيح جدا فلغة العسكرة لا تأتي من خلال المشاركة في الانتخابات من عدمها.
على الكل ان يترك الناس يقرروا بأنفسهم ويعبروا عن ذاتهم فان التعبير بالمشاركة او المقاطعة هو من يعطي الصورة الحقيقية لما سيؤول اليه الوضع لاحقا وبناء عليه ستتحدد صورة المستقبل للوطن هذا اذا تركت الامور تسير وفق نهج ديمقراطي سليم يعتمد على النزاهة وعدم التدخل من كلا الطرفين، فالتدخل يشوه الصورة الحقيقية للناس واعتقد ان الناس اصبح لديهم يأس من التدخلات السابقة وقد بنى كثير من الناس قراراتهم بالمشاركة من عدمها على ما كان يجري سابقا في حين ان هناك من بنى قراراته ايضا على ضوء تعهدات بان تكون المرحلة الانتخابية الحالية مختلفة كليا عن السابقة وان اي اخلال في هذه التعهدات سيزيد من سوء الصورة وسيفقد الثقة نهائيا من حاولوا منح هذه الثقة هذه المرة.
من قرروا المشاركة بالانتخابات وليس بالترشيح غالبيتهم واقول ليس بالترشيح لان الترشيح للانتخابات به غاية في حين ان الانتخابات عند الغالبية غايته افراز مرشحين قادرين على الدفاع عن الوطن وعن مصالح الشعب وقد تلتقي الغايات عند بعض المرشحين والناخبين وقد تختلف عند البعض الآخر.
ما نخلص اليه ان المرحلة القادمة بغض النظر عن ماهية النتائج ستكون مرحلة حاسمة وستؤسس لمستقبل الاردن وسيكون المجلس النيابي القادم هو الصورة الواضحة للقادم.