يخطر في بالي احيانا سؤال القادة الامريكيين، لماذا يكرهنا الناس في العالم ،ويخطر في البال حين يتسائل وزير التربية ووزراء اخرون عن رفض الشباب العمل في وزارة التربية في ضل اتساع قاعددة البطالة بين الشباب ، فيفضل الشاب سواء حديث التخرج او القديم منهم الانتظار لسنوات قبل العمل مقابل ان لا يلجأ للعمل في سلك التعليم ، لم تصل مهنة التعليم الى حد الرفض من قبل من يجدون البدائل الاخرى فقط ، بل من الذين يعانون البطالة والفقر ، لماذا وحسب تصريحات وزير التربية ان مجموع من استنكف عن العمل منذ بداية العام وصل الى حوالي ستة الأف شاب وخاصة من الذكور ، ولا زالت بعض المدارس في مختلف المحافظات وحتى في عمان تعاني من نقص في عدد امعلمين رغم مرور اكثرقرب انتهاء الفصل الاول !!
الامر ليس متعلقا بالوظيفة او" المهنة" ( كما يرفضون ان يسموها ) فلا زال التعليم وظيفة لا مهنة واول تصريح لأي وزير هو القول ان تأسيس نقابة للمعلمين امرا مستحيلا وخطا احمر !! ولنقل وليكن خطا احمرا ، لكن مقابل ذلك الا يجب ان نجد البدائل الأخرى في التعويض ، فتحسين احول المعلمين بات امرا مطلوبا ، والا لن تجد سوى اقرار اللجوء الى دول اخرى لطلب المدرسين كما ذكر احد المعنيين قبل فترة لسد النقص !! ألم يحن الوقت لتاسيس النقابة ! ألم يتعارض رفض تأسيس نقابة مع ما يشهده الاردن من تطورات على مستوى الحريات الديمقراطية وبناء المؤسسات الوطنية وحتى التطور الديمقراطي وحماية حقوق البشر في العالم ! وهل تعتقد الحكومات المتوالية في بلادنا ان كل الديكور الذي يزينوا به " وظيفة" التعليم لا يجدى ولا يسمن مثل تكريم المعلم الجاد والمتميز !! تخيلوا ان الحكومة تكرم 30 معلما مميزا فقط من اصل 65 الف معلم في الميدان !! ولماذا اوقف وزير التربية السابق العلاوة المهنية للتعليم والتي بدأ بصرفها دولة السيد عبد الرؤف الروابدة ووصل بها الى ما نسبته 30% او 40% ثم تم وقفها منذ سبعة سنوات !! .هل رجال الحكم ان من يعمل فراشا في بعض مؤسسات الوطن كالجمارك او الضريبة او البنك المركزي او غيرها انه يتقاضى راتبا يعادل ضعف راتب المعلم حديث التخرج !! كل المهن ترعى من نقاباتها ، فالفنان له نقابة وصاحب صالون الشعر له نقابة والعامل بالخدمات وتمديد المياه والمجاري وغيرها له نقابة ، ودخله يعاني من التضخم !
المعلمون دون نقابة ، ودون علاوة ، ودون مركزا اجتماعيا يوازي قيمة المعلم الذي اسموه تارة رسولا وتارة مربيا وتارة قلم الامة وضميرها وتارة وتارة !! ثم يتسائل البعض لماذا الاستنكاف عن مهنة التعليم ! ، الغريب في الامر ان بعض من قاد الوزارة عانى كما يعاني المعلمون من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي للمعلم ، لكن حين يقود الوزارة تتبدل افكاره بسرعة الصوت .
اذا ، الامر يحتاج الى وقفة ومراجعة كل السياسات التي قادت الى ما وصل اليه الحال ، فالغالبية العظمى وانا اتحدى ان تجرى وزارة التربية استفتاءا حول رضا المعلمون عن الوظيفة ، ولتسمع وتقرأ النتيجة ، انا على ثقة انها تعلم النتيجة مسبقا ، لكنها لا تجروء ان تعلنها او تعترف بها .
السؤال لذي يخطر في البال هنا : هل الأمة " اية امة " تعيش بخير او سترى الخير والتطور والتقدم في مرحلة يعاني منها المعلم ما يعانيه في بلادنا ؟ المسألة لا تتوقف عند حدود المعلم فقط ، بل انظروا الى الحالالذي وصل فيه شبابنا وطلابنا في المدارس اليوم .
جرس نقرعه ونسمعه للناس لعل وعسى ان يسمعه من يخاف الوطن ويحرص على الامة .
aliharasees@yahoo.com