التنمية السياسية والاستثمار في الشباب محط اهتمام جلالة الملك
محمد كايد العدوان
27-12-2012 04:15 PM
إن الكلمة التي ألقاها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى حفظه الله ورعاه أثناء الزيارة التي قام بها للجامعة الأردنية، لها مفاهيم ودلالات واضحة من شأنها تنمية الفكر السياسي لدى قطاع الشباب، فقد جاءت الزيارة الملكية تزامناً مع احتفالية الجامعة الأردنية بيوبيلها الخمسين، فقد تضمنت كلمة القائد التوجيه والمشاركة والتعريف بالهوية الوطنية.
إن هذا الحديث تضمن روح المسؤولية والوعي والمشاركة بالحياة السياسية واتخاذ القرارات التي من شأنها خدمة هذا الوطن بالدرجة الأولى.
الحديث جاء مؤكداً أن الشباب هم المحرك والدافع الرئيس لعملية التنمية السياسية. فالاستثمار في الشباب له إيجابيات على عملية التنمية من حيث الإبداع والتميز. مبادرة التنمية الديمقراطية التي أطلقها القائد لها إسهامات كبيرة مباشرة لدفع عملية التنمية السياسية. وهذه المبادرة محور رئيسي لتمكين الشباب.
التنمية الديمقراطية لها أهداف استراتيجية جاءت مؤكدةً أن الشباب لا يقتصر دورهم على الجامعات ومؤسسات التعليم فالطاقات والمواهب يجب أن تترسخ في التغيير الإيجابي للحياة السياسية. فدور الشباب له أهمية في مسيرة الإصلاح السياسي من حيث الوعي وأهمية التغيير.
إن المشاكل والتحديات التي تواجه هذه الشريحة تطرق لها القائد أثناء حديثه من خلال الحوار والمناقشة التي تتم سواءً من الأحزاب أو القوى السياسية أو مؤسسات المجتمع المدني أو المؤسسات الدستورية، فالبرامج والحلول التي انبثقت عن هذا الحوار يتم التصويت عليها في الانتخابات البرلمانية القادمة. فالموضوع الذي تضمن كلمة جلالة الملك البطالة وفرص العمل، فهذه الفرص يجب أن يسودها الكفاءة والمساواة وبعيدة عن الواسطة والمحسوبية. باختيار النائب الأفضل.
وهناك إشارة مهمة تتعلق بموضوع مساءلة المجالس البرلمانية والحكومات البرلمانية فالالتزام بتنفيذ البرامج الانتخابية مهمة تكمن في موضوع المسألة من قبل الشباب، فموضوع الجامعات تطرق له جلالة الملك خلال حديثه مبيناً وضع الجامعات بصورة المشاركة، وأن تتبنى سياسات وبرامج جديدة من أجل الارتقاء بعملية التنمية السياسية والتي يتضمنها الاعتمادية الأفضل في المعايير والممارسات العالمية بالمنطقة أو العالم، فتصميم البرامج للتعليم العالي والمهني والتقني مع متطلبات العولمة وميادين العمل نقطة رئيسية.
إن العمل المشترك بين مؤسسات التعليم العام والمهني والعالي من جهة والقطاع الخاص من جهة أخرى. فهذا يشكل بيئة تعاونية دائمة، ففرص العمل تأتي من خلال التوسع بالقطاع العام والاستثمار في القطاع الخاص من حيث إيجاد بيئة تكون مهيئة للاستثمار والتسهيلات التي من شأنها تمكين الشباب من إقامة مشاريع ريادية وإبداعية، فهذه مخرجات لخلق فرص عمل جديدة والهوية الوطنية التي تطرق لها جلالة الملك وتقديم مصلحة الوطن على جميع المصالح والاعتبارات وأن يكون ولاءنا وانتماءنا للوطن والقيادة الهاشمية وأن نقف جميعاً صفاً واحداً في جميع الظروف الصعبة وغير الصعبة. فكلمات القائد جاءت مبنية على تعريف الهوية الأردنية وعلينا كأردنيين جميعاً نعتز بمواطنتنا وبهويتنا الأردنية وأن نقوى بوطننا ولا نستقوي عليه فالعطاء والتضحية والإنجاز والثروة الحقيقية للمواطن الأردني وليس المال والجاه.
تعظيم الإنجازات ومحاربة التطرف هو تعريف للهوية الوطنية والمواطنة الصالحة، علينا كأردنيين، أن ندرك بأن الإصلاحات الدستورية التي تم إنجازها هي مفخرة ونثمنها كأردنيين، فتنوير الفكر السياسي لهؤلاء الشباب منهجية وطنية لهم. الشباب هم المحور الرئيسي لعملية التنمية السياسية في هذا البلد العزيز. نحن جميعاً لناالفخر والاعتزاز بالتوجيهات الملكية التي تضمنها حديث القائد ومضمونها الذي يجب أن يكون منهاجاً تعليمياً في مادة التربية الوطنية لأجيالنا لتعريفهم بالهوية الوطنية والمواطنة الصالحة، الجامعة الأردنية (الجامعة الأم) التي فتحت آفاقاً جديدة لمفهوم تنمية الفكر السياسي لدى الطلبة من خلال تقنيات التعليم والبرامج والحوارات المختلفة.
رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة أكد على أن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة يعمل على وضع استراتيجيات يتخللها دراسات وأبحاث وإحصائيات معمقة تعتمدها الدولة في خططها. وهذه المنهجية تتمثل في الاقتصاد والتنمية وبكافة المجالات. الجامعة الأردنية جسدت مفهوم الديمقراطية لطلبتها من خلال النوادي الطلابية فقد أدخلت هذا العام تعديلاً جديداً على الانتخابات الطلابية من حيث توسيع القاعدة لمفهوم مرشح الجامعة ومرشح الوطن فهذا التطبيق هو تغيير منهجي وفكري للطلبة.
فالتنمية السياسية والاستثمار في الشباب محط اهتمام لجلالة الملك حفظه الله ورعاه