في الأردن مشكلة بنيوية في التقييم ، مشكلة تجعل جهود الناس في مهب الكذب والتزوير ،
وهي مشكلة تخص كل القطاعات وتخص معظم التوجهات الفردية والجمعية ، والمشكلة هي مشكلة
أخلاقية بالدرجة الأولى ، وهي مشكلة حكومية وشعبية في آن معاً ، فلا الناس قادرون على
خلق روافع خاصة بهم ، لتجعل من التقييم أداة في خلق إمكانات وافراد قادرين على تشكيل
مُثل النزاهة الحقة ، ولا الحكومة قادرة على تشكيل المعيار العلمي والأخلاقي في تقييم
الأفراد الذين يعملون وسيعملون معها ولا هي قادرة على تشكيل معيار في تقييم الذين
يعارضونها .تخيلوا معي لو أن الذين يكتبون الردود والتعليقات على مختلف المقالات التي تكتب بعمون
يحملون سلاحاً أو يملكون سلطة ، ليس الذي سيكون أقل من مجزرة ....
ربما لا ندرك تماماً الحجم الحقيقي للذين أغلقت الأبواب أمامهم نتيجة كارثية التقييم في
الأردن ، وأن بلدنا فقد كثيراً من روافع التقدم بسبب إبعاد ألاف الناس عن المواقع التي
يمكن أن يبدعوا فيها ، أسباب كثيرة تجعل من التقييم مقصلة سرية في قصف والأرزاق الأعمار
معاً ، والخاسر دائماً هو الوطن .
وذات المشكلة في تقييم الأف من الذين تم إستقطابهم ووضعهم في أماكن حساسة وتشكل مواقع
إنتاج حقيقية أو تشكل وجهاً للوطن ، ويتبن من اللحظة الأولى بأنهم أُناس متواضعون بسطاء
لايملكون حرفية سوى الوشايات ، وفن المدح الأهبل ، والتطبيل والتزمير ، حتى القوى
والأفراد الذين أتوا بهم ومهدوا الطريق لهم كانوا دائمي الحرج من جهلهم وقدراتهم .
التقييم فعل جرمي إن لم يكن عادلاً وشفافاً وصادقاً ، لأن من خلاله يتم إغتيال الناس
وإغتيال قدراتهم وإمكاناتهم ، وهو إغتيال للوطن لحرمانه من هؤلاء ( القادرون على
العطاء) .
لنفتح بنكاً في عمون لتسجيل التظلم وتسجيل الوقائع ، واليكتب الناس بأسمائها الحقيقية ،
الأحداث التي تخصهم وما حصل معهم ، وسنرى الاف الحقائق والأحداث التراجيدية التي مرت
بهم وعزلتهم عن فضاء قدراتهم وعن إمكانات أن يكونوا في مواقعهم الحقيقية ، وسوف نجد أن
( المخبر الصادق ) التارخي مازال موجوداً بألف لبوس ولبوس ، وسوف نجد ضحايا حقيقيين ،
وعلى شكل دراما حقيقية كالتي نراها في زخم الأفلام الوثائقي التي تبث على معظم المحطات
الفضائية العربية والعالمية .
مازالت كتابة التقارير العلنية والسرية سارية المفعول وما زال التظليل وهو الحرفية
الأولى في الأردن يعمل بكامل جهده وقدراته ، وما زالت كثيرة من أذان المسؤلين متسعة
بإتساع ( الدش) لسماع الوشاة وقليلوا الضمائر والمنتفعين الصغار يصولون ويجولون في
صيوان أذن اصحاب الشأن .
لنعتبر أن الأردن شركة خاصة لأي مسئول فيها وخاصة أن معظمهم ( اصحاب شركات )
هل سيستقطب البلهاء لشركته مجرد أن هذا المُستقطب يحبه أو يصفق له طيلة النهار والليل ،
بالتأكيد لا
فهم بحاجة لتسيير شركاتهم الى اصحاب قدرات وأصحاب ضمائر في تنفيذ العمل ..،
إذاً من الخطأ ان نقول أنهم ينظرون للبلد على أنه شركة أو مزرعة ، بل ينظرون إليها
ويتعاملون معها تعامل الولاة العثمانين آنذاك وتحت شعار ( فرصة ولاحت ) .
البريد الالكتروني
faisalzouby@gmail.com