انتخابات «الأردنية» تجربة أولى لنظام القوائم
د.مهند مبيضين
27-12-2012 04:56 AM
اليوم تُجري الجامعة الأردنية انتخاباتها لأول مرة منذ زمن من دون قانون الصوت الواحد، فالتجربة اليوم تحاكي تجربة الوطن، هناك نظام القوائم وفيه 43 مرشحا، وهناك الترشيح الفردي المستقل وفيه 460 مرشحا.
التجربة هي الأولى في موازاة تجربة الحكومة، ويمكن اعتبارها المثال الأوََل في التطبيق، ورئيس الجامعة الذي خاض معركة جدلية لصالح الخروج من ربقة الصوت الواحد، للوصول لحالة أفضل يسجل له أنه لم يجعل ذلك المطلب الطلابي انتصارا لرغبته أو ليسجل براءة انجاز تخصُّه، بل طرحه في مجلس العمداء الذي صوت لصالح التجديد عن الوضع السابق وهو النِّظام الفردي، باعتماد القائمة المغلقة إلى جانب التَّرشح الفردي، وكان الفارق صوتاً واحداً بمجلس العمداء، بمعنى أن الفكرة مشابهة لما جرى حول قانون الانتخاب الراهن في مجلس النواب.
يتنافس الطلبة اليوم في الأردنية في شكلين، أبرزتهما فترة الدعاية، فهناك اعتماد على الجهويَّة والعائلة ودائرة الانتماء الأولى أكاديميا في الجامعة وهي القسم، وبرزت في القوائم لغة سياسية فكرية تعبر عن رؤىً موجودةٍ لكنها سابقا لم تكن قابلة للتمثل في خطاب الدعم والكسب الذي ينتهجه المرشحون، فأسماء القوائم دالة على مضامينها الفكرية ومنها: قائمة جيل النهضة وهي ذات صبغة إسلامية، وقائمة العودة وهي التي تضع معنى العودة ومفهومها تعبيرا عن أقصى أمانيها، وهو ما يؤكد حضور فلسطين القضية في وعي الطلبة الذي قال البعض إنَّه انتهى لصالح انتصار الفيسبوك وهمومه، وهناك قوائم تشبه مسمياتها ما جرى من تسميات للقوائم في الانتخابات البرلمانية ومنها قائمة «برج الساعة» وقائمة «أبيش أحلى من الشبيبة».
والسؤال في ظل تلك المحاولات الجادة لإخراج انتخابات الجامعة في شكل أجملَ وجديدٍ، ما هو المطلوب من الطلبة؟ ولعل ذلك ما دفع رئيس الجامعة لالتقاء الطلبة المرشحين والتنبيه لأهمية إنجاح التجربة التي تليق بالجامعة في عيدها الخمسين.
فلا عنف، ولا حدة ولا انحياز إلا لصندوق الاقتراع، ومع أن ذلك يبدو منالاً صعب التحقق؛ إلا أنَّ الرهان على وعي الطلبة ممكن، وقد شهدوا وعرفوا أن معركة الوعي لا تحدث إلا بالإيمان الحقيقي بأنَّ الحريَّة والديمقراطية لا يمكن أن تنمو في ظل الانتماءات الضيقة والجهويَّة والعصبيَّة.
الجامعة البيت الأول ودار الطلبة التي تمنحهم صفة الانتماء، واليوم يشارك الإسلاميون في انتخابات الأردنيَّة، وقد بذلوا جهدا كبيرا في الترويج لمرشحيهم وقائمتهم، التي ركزت على خطاب النهضة والتجديد، وهو ما يوضح الفرق بين خطاب القوائم.
الإسلاميون يحضرون اليوم في اتحاد الأردنية، وقد حضروا بكثافة في نقابة المعملين، والنقابات الأخرى، وذلك الحضور هو الذي يكوّن القواعد ويحافظ على استمرار وجودهم وشعبيتهم، وبالتالي تنحصر فكرة المقاطعة فقط في انتخابات النُّواب، وهي لا تمثل شيئا في ظل مكاسبهم الأخرى، والمهم - مهما كانت خريطة مجلس اتحاد طلبة الأردنيَّة- هو نجاح التجربة وتقديم درس جديد لتاريخ الحركة الطلابية، وبما يليق باسم الجامعة الأردنيَّة وآمال إدارتها من الطلبة، وجهد الزملاء في عمادة شؤون الطلبة، وهو جهد كبير لكي يمر الانتخاب بسلام.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور