"عبودُ" قال: يا أبي
هنالك من يزورنا
سأفتح....الأبوابْ
فنحن في هزيع ليل حالك ٍ
فمن ترى يزورنا؟!
مؤكد بأنهُ
من خيرة....الأصحابْ !!
عاد الصبيّ مسرعا ً
في نطقه ِ، في شكله ِمرتابْ
إنّ الذي قد زارنا يا أبتي
شخصٌ إذا تنظره ُجذابْ !!
حديثه ُمرتب ٌ،
تلفه ُألبسة ٌ،
من أجمل الثيابْ !!
أظنّه ُ
لكنّ بعض الظنّ إثم ٌيا أبي
أظنّه ُ
مرشحا ً لمجلس النوّابْ !!!
*****
ترشّحت عشيرتي
لمجلس النوّاب !!
من ألف ٍللياءْ
قامت بلا استثناءْ
لم يبق فيها عاملٌ
يكسب قوت أهله ِ
بهمّة الشبابْ !!
إلا وأبدى رغبة
مرشحا ً لمجلس النوّابْ !!
لم يبق فيها حارس ٌ
في مصنع ٍأو متجر ٍ
لم يذكر....الأسبابْ !!
إلا وأبدى همّة ً
مرشحا ً لمجلس....النوّابْ !!
لم يبق في عشيرتي
مزارع ٌبأرضه ِ
يحسبها كعرضهِ
يطاولُ....السحابْ
إلا وأبدى رغبة ً
مرشحا ً لمجلس النوّابْ !!
لم يبق َفيها ضابط ٌ
تزحلقت ْ نجومه ُ
وأصبحت ْ سراب ْ
إلاّ وأبدى رغبة ً
مرشّحا ً لمجلس النوّاب ْ!!
لم يبق فيها عاطل ٌعن عمل ٍ
مهندس ٌلشارع ٍ
تأسره...الأنسابْ !!
إلا وقال إنني
مرشح ، معتبر
لمجلس النوّابْ !!
*****
يا إخوتي الأحباب ْ
برامج كثيرة
لمن أراد مقعدا ً
في مجلس النوّابْ !!
فبعضهم يقول في كلامه ِ
ودونما جمارك ٍ
برنامجي ، مختصر ٌ، وممكن ٌ
وما به معجزة ٌ
تلعب....بالأعصابْ !!
وقابل تطبيقه ُ
يا إخوتي الأحبابْ !!
سأطرد اليهود من بلادنا
وأسحق...الأغرابْ !!
وأرجع القدس إلى سادتها
من أمّة الأعرابْ !!!
*****
وبعضهم يا سادتي
خطيب قوم ألمعي
لم ينس من قاموسه ِ
فنّ الخطابْ !!
يقول في كلامه ِ
ودونما ضريبةٍ
سأجعل الأقطار من بلادنا
دولة عزّ أبدا ً
من المحيط للخليج وحدة ً
لا تعرف الحدود والأقطابْ !!!
فليسقط الوعد ُالذي
قد دقهُ " بلفور "في أعماقنا
في سالف الأحقابْ !!
فنحن يا عشيرتي
من خيرة الأنساب والأحساب ْ
ولم نكن في عهدنا
للأجنبيّ المعتدي...أذنابْ !!
*****
في موطني الصّغيرْ
جميعهم تكاتفوا
وهم أولو الألبابْ !!
لحلّ ما استعصى على ساستنا
كفقرنا ، وجهلنا
وجوعنا ، وخوفنا
من رحلة العذابْ !!
بأكلنا لوجبة ٍ
أو عدم....الإنجابْ !!
فالخيرُ في موطننا
غزيرة أبوابه ُ
لكننا لا نطرق....الأبوابْ !!
فكلنا شيوخْ
عزيزة نفوسنا
تعتزّ بالشموخ ْ
لا ينبغي لغيرنا
أن يأخذ الكرسيّ والألقابْ !!
وإنني يا سادتي
مستسمحٌ دولتنا
أن تجعل الشعب الأبيّ
نصفهُ أعيانْ
ونصفه.ُ.. نوّابْ !!!
*****