عندما تقرر أمانة عمان إقامة مشروع ما أو تغيير مسارات بعض الشوارع فإن الأقسام الفنية في الأمانة تقوم بإجراء الدراسات اللازمة لذلك ولا يتم تنفيذ المشروع إلا بعد أن تستكمل هذه الدراسات ويصل مسؤولو الأمانة إلى قناعة بجدوى المشروع المنوي تنفيذه وبأنه سيؤدي الغرض الذي سيقام من أجله.لكن يبدو أن هناك مشروعا ينوي قسم المرور في الأمانة تنفيذه قريبا في منطقة ماركا الشمالية وهذا المشروع لم يدرس بشكل جيد وستكون له نتائج سلبية وسنتحدث عن هذا المشروع بالتفصيل.

عند الاتجاه من دوار المطار إلى مدينة الزرقاء هنالك إشارة ضوئية تنظم السير على تقاطع شارع ماركا الرئيسي وهو شارع الملك عبد الله وشارع فاطمة الزهراء المعروف باسم شارع العبدللات وهذا التقاطع وهذه الإشارة الضوئية موجودان منذ سنوات طويلة ولا تحدث أزمات سير هناك إلا في بعض المناسبات إذ يوجد محل لبيع الحلويات عند الإشارة الضوئية بالضبط حيث تقف السيارات أمام هذا المحل ووقوفها يعتبر مخالفا وحتى وهذه السيارات واقفة لا تحدث أزمة بمعنى الأزمة وبدلا من أن تستعمل السيارات الخارجة من شارع فاطمة الزهراء مسربين تستعمل مسربا واحدا بعد التفافها إلى شارع الملك عبدالله وهذا لا يحدث إلا نادرا.

قسم المرور قرر نقل الإشارة الضوئية من مكانها الحالي حوالي مائتي متر إلى الأمام ووضعها عند شارع فرعي صغير هو شارع فليّح الخدام أبو جاموس ومنع السيارات القادمة من حي العبدللات الاستمرار في شارع فاطمة الزهراء إلى شارع الملك عبدالله وإجبارها على الانعطاف إلى اليمين والمرور من شارع فليح أبو جاموس علما بأن هذا الشارع فرعي وصغير والسيارات التي ستمر منه عددها كبير جدا لأن حي العبدللات يعتبر مدينة صغيرة والأهم من ذلك أن هناك مدرسة ثانوية خاصة هي مدرسة اللاتين تقع على شارعي فاطمة الزهراء وشارع فليّح أبو جاموس ويدرس في هذه المدرسة ثمانمائة طالب وطالبة.

شارع فليّح أبو جاموس كان الصعود منه ممنوعا ولا يسمح للسيارات إلا بالنزول فكانت باصات مدرسة اللاتين تنزل من هذا الشارع وتُنزل الطلاب على باب المدرسة مباشرة ولا يضطرون لقطع الشارع لكن بعد أن يصبح النزول من هذا الشارع ممنوعا ولا يسمح إلا بالصعود فإن باصات المدرسة المذكورة ستضطر للوقوف على يمين هذا الشارع وسيضطر الطلاب إلى قطع الشارع وسيتعرضون لخطر كبير لأن عدد السيارات التي ستمر منه كبير جدا ومن الصعب جدا قطعه بالنسبة للكبار فكيف إذن للطلاب الصغار مع ملاحظة أن السيارات القادمة من شارع فاطمة الزهراء ستأتي وتنعطف مباشرة إلى شارع أبو جاموس وهذا يشكل خطرا كبيرا على الطلاب وحتى على المواطنين خصوصا عندما تقام أعراس أحيانا في الكنيسة الموجودة في نفس ساحة المدرسة.

هذا الانقلاب المروري غير مبرر أبدا وستحدث أزمة سير خانقة عند التقاء شارع أبو جاموس مع شارع الملك عبدالله كما أن طلاب مدرسة اللاتين سيتعرضون لخطر كبير جدا ونتمنى على المهندس عمر المعاني أمين عمان أن يذهب ويعاين المنطقة بنفسه وسيرى أن ما نقوله صحيح مئة بالمئة وأن هذا الانقلاب المروري غير مبرر أبدا.
الدستور 1\12\2007