المطالبة بإدارة مثلى لموازنة التمويل العام المقبل
البطاينة: يأتي التحدي الأكبر من إنعكاس أسعار النفط على الاقتصاد الوطني
الكردي: القطاع السياحي يعاني من ضعف الاستراتيجية الوطنية وقلة الكوادر
العناني: ملف البطالة يشكل تحدياً حقيقياً أمام الأردن
الزعبي: معدل التضخم في العام المقبل 9 % وشبح التضخم يعود من جديد
التل: ارتفاع تكلفة الانتاج الصناعي مقارنة بالدول المجاورة


عمون - العرب اليوم - انس ضمرةأجمع مختصون على ان ملفات فاتورة الطاقة اضافة لضبط التضخم واحتواء عجز الموازنة العامة أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني في عام 2013.
ووصف خبراء اقتصاديون كبح جماح التضخم وضبطه بأحد ابرز الملفات الاقتصادية التي ستواجه القائمين على ادارة الاقتصاد مع توقعات بوصول المعدل مستوى 10 بالمئة، نتيجة رفع الدعم عن المشتقات النفطية وانعكاسه على اسعار سلع وخدمات.

وتوقع هؤلاء بلوغ فاتورة استيراد الطاقة من الخارج مستويات اعلى منها في عام 2012 والتي بلغت 4.5 مليار دينار، نتيجة الانقطاعات التي شهدتها المملكة في تزويد الغاز الطبيعي من الجانب المصري العام الماضي.

ووصف خبراء اقتصاديون عام 2013 بعام التحديات الاكبر، وخصوصا مع التحديات التمويلية حيث تواجه الحكومة الاردنية في العام المقبل والذي وصفوه بـ "التحدي الكبير" خاصة في توفير مساعدات خارجية لتغطية عجز الموازنة، نظرا الى أن المساعدات التي حصلت عليها الحكومة مؤخرا من دول خليجية تركزت على دعم مشروعات استثمارية وليس دعما مباشرا للخزينة.

وحذروا من انعكاسات ارتفاع الاسعارعلى الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، في ظل الدخل المتدني الذي يتقاضاه معظم الاردنيين، والذي قابله ارتفاع في اسعار عدد كبير من السلع والخدمات.
البطاينة: اسعار النفط صداع للاقتصاد

وفي قطاع الطاقة، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الاسبق محمد البطاينة ان اكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد الاردني للعام المقبل هي اسعار النفط، والغاز الطبيعي واستمرارية تدفقه نظرا لاعتماد شركات توليد الكهرباء على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء.
واضاف انه يجب على الحكومة العمل في العام المقبل على استغلال الصخر الزيتي في استخراج النفط للتقليل من الفاتورة النفطية.

وحول فاتورة الطاقة قال البطاينة :انها تجاوزت العام الحالي 4 مليارات دينار نظرا للازمات التي مر بها الاقتصاد الاردني، مشيرا الى ان عام 2013 سيكون اقل تكلفة من العام الحالي في انتاج الطاقة.
وعن الطاقة المتجددة قال: انه لا بد من تشجيع القطاع الخاص والبحث عن شركاء استراتيجيين في مجال الطاقة المتجددة المتمثلة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
واشار الى أن استغلال الطاقة المتجددة سيعود بفوائد بعيدة المدى، رغم ارتفاع تكلفتها الانشائية، مشيرا الى ضرورة تشجيع الاستثمار في هذا المجال.
العناني: العجز والتضخم وثنائية "الفقر والبطالة"
وأكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور جواد العناني، أن اهم التحديات التي تواجه المملكة في العام المقبل هي فاتورة الطاقة، مشيرا الى انها ستصل العام المقبل الى 4.5 مليار دينار في حال بقيت الاحوال على ما هي عليه.
واضاف العناني، ان ملف البطالة يشكل تحديا حقيقيا امام الاردن، حيث يتوجب على الحكومة خلق فرص عمل جديدة وربطها بالفقر، مشيرا الى ان المنح الخارجية التي اتت للاردن اواخر العام الحالي تركزت على مشروعات استثمارية من شأنها أن تخلق فرص عمل جديدة للشباب.
وشدد ان ارتفاع معدل التضخم يشكل تحديا اساسيا للحكومة حيث توقع العناني ان يصل معدل التضخم في العام المقبل الى 8 بالمئة، مشيرا الى أن هذا الملف بحاجة الى اعادة نظر وخصوصا في ارتفاع الاسعار.
وحول عجز الموازنة قال العناني: ان على الحكومة التنسيق مع البرلمان القادم لبحث العجز، مشيرا الى ان المساعدات الخارجية اتت لمشروعات استثمارية وعدد قليل منها اتى دعما للخزينة مشيرا الى انه على الحكومة العمل لتقليل هذا العجز، من خلال التنسيق مع البرلمان القادم لإقناع الناس بقرارات قد تكون مؤلمة بحقهم.
الزعبي:التعامل مع الغلاء
وتساءل المحلل المالي عبد المنعم الزعبي "هل يستطيع الاردن في ظل وجود 700 الف مواطن تحت خط الفقر ونسبة 55 بالمئة من المواطنين لا تتجاوز رواتبهم 300 دينار و13 بالمئة معدل البطالة التعامل مع ارتفاع الاسعار؟ خصوصا في ظل الحديث عن رفع اسعار الكهرباء والمياه والقمح في مطلع العام.
وقال ان التحدي الاكبر الذي سيواجه الاردن في العام المقبل هو ارتفاع معدل التضخم الى ما يقارب الـ 9 بالمئة، اضافة الى انعكاسات ارتفاع الاسعار على الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
واشار الزعبي الى ان الاردن يواجه تحديات قوية في التمويل حيث أن الحكومة واجهت صعوبات في الاقتراض الخارجي، والمطلوب من وزارة المالية والبنك المركزي البحث عن مصادر تمويلية والحصول على افضلها واقلها فائدة.
التل: القطاع الصناعي تحت ضغوطات تصاعد التكاليف
قال الخبير الصناعي محمد التل :ان اهم التحديات التي تواجه قطاع الصناعة والتجارة في المملكة هي ارتفاع تكلفة الانتاج في الصناعة نتيجية ارتفاع اسعار المحروقات وفاتورة الطاقة.
واوضح التل أن الانتاج المحلي اصبح لا ينافس البضائع المستوردة وخاصة في الاسواق العربية والشرق اسيوية المدعومة في تكاليف الطاقة.
واضاف ان هذه التحديات تتسبب بهروب المستثمرين الاجانب في مناطق الاستثمار الحرة مع هروب رأس المال الأردني إلى اسواق الدول المجاورة ، حيث تقل التكاليف الانتاجية هناك، اضافة الى ان هذه التحديات ستهدد الاقتصاد الاردني بكثير من الافلاسات للصناعات الصغيرة والمتوسطة ما سيؤثر على ايقاع البنوك المحلية.
الكردي: السياحة بين مطرقة الاوضاع الاقليمية وسندان ضعف الاستراتيجية
الخبير في قطاع السياحة ابراهيم الكردي قال: ان اقبال الاردن لعام 2013 غير مبشر بالخير، نظرا لزيادة التوتر في المنطقة العربية واستمرار الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح محليا.
واشار الكردي أن القطاع السياحي يعاني من ضعف كبير في الاستراتيجية الوطنية لتطوير القطاع السياحي،مشيرا الى انها تتضمن اجراءات فعالة لتنشيط القطاع السياحي.
واضاف ان الاردن يواجه نقصا في الايدي العامة ذات الكفاءة العالية والمؤهلة للعمل في مجال السياحة.
وتوقع الكردي زيادة النشاط السياحي العربي للاردن و تراجع السياحة الدولية القادمة من دول اوروبا في عام 2013.