قراءه في خطاب الشيخ نصرالله .. في ذكرى إستشهاد الموسوي وحرب
راسم عبيدات / القدس
18-02-2007 02:00 AM
...... بداية لا بد لنا من القول ، أن الأمة العربيه بقياداتها الرسميه وأحزاب
معارضتها بمختلف ألوان طيفها السياسي ، أدمنت الهزائم ، وأبدعت في تبريرها وتسويقها
وخداع الجماهير بها ، على أنها إنتصارات ، أو على أقل تقدير ، هي نكسات وكبوات ، وهذا
ليس بالأمر المستغرب ، حيث الأزمه تلف الجميع سلطه ومعارضه معا ، وأصبحت الذهنيه
والمخيله العربيتين، لا تتسعان لأي نصر ، وحتى لو لنصر يتيم كنصر حزب الله ، من كثر ما
إمتلئت بالهزائم والإنكسارات ، ولمعرفتها وإدراكها أن القيادات الرسميه العربيه المخصيه
عسكريا والمستقيله سياسيا والفاقده للكرامة والإرادة ، لن تقود الأمة الى أي نصر ،
لأنها تستدخل الهزائم وتنظر لها على أنها واقعيه وعقلانيه ، ولكن رغم كل هذا العقم الذي
أصاب هذه الأمة ، إلا أنها ما كفت تنجب الثوريين والمجاهدين في لبنان وفلسطين والعراق
وكل ساحات الوطن ، ولعل الشيخ حسن نصرالله ، هو أحد النماذج والرموز لهؤلاء العرب
الجدد الذين لم تتعود عليهم القوى المعاديه وتحديدا أمريكيا وإسرائيل ، حيث حول المشروع
الأمريكي المسمى بالشرق الأوسط الجديد ، والذي قالت وزيرة الخارجيه الأمريكيه "
كوندليزارايس " ، أثناء الحرب العدوانيه الإسرائيليه على لبنان في صيف 2006 ، أن الآم
مخاضه قادمه ، الى حمل كاذب ، وكذلك أثبت أن إسرائيل نمر من ورق ، إذا ما جرى الإعداد
العسكري لها بشكل جيد ، وإذا ما ترافق ذلك بإراده سياسيه ، إرادة المقاومه ، والثبات
على الموقف .
، وفي قراءة أوليه في خطاب الشيخ حسن نصرالله ، في ذكرى الموسوي وحرب ، نرى أنه وجه عدة
رسائل منها ، ما هو متعلق بالوفاء للشهداء والإستمرار على نهجهم ودربهم وهديهم ،
والتسلح بمعتقداتهم وأفكارهم ، والتي قال ، أنها هي التي أسست للإنتصارات التي حققتها
المقاومه اللبنانيه ، فقال أن " المقاومه ، هي التضحيات المنطلقه من المعرفه والوعي
والعلم والإراده والعزم والوضوح والإستناد الى الحق " ، وكذلك قال " أن المقاومه كانت
ومازالت ، هي مجموع الدماء الزكيه ، والآم الجرحى والمعتقلين والأسرى " ، وقال الشيخ
حسن ، أن حزب الله ، ما كان له أن يحقق الإنتصار على العدو الإسرائيلي في الحرب السادسه
، لو أنه لم يمتلك الإرادة السياسيه الصلبه ، والثبات على الموقف في مواجهة الخصم ،
والبناء العقائدي الذي ، لا يقبل المساومات ولا المراوغات ولا التزوير ولا التخاذل ولا
التواطؤ، وقال ، انه ليس المهم إمتلاك السلاح ، حيث السلاح مكدس في الكثير من العواصم
والجبهات العربيه ، وأصاب الكثير منه الصدأ والتلف ، وجهته ليست لا فلسطين ولا العراق ،
بل قمع الشعوب وإذلالها وتركيعها، وكذلك هذا سلاح فاقد للإرادة ، إرادة المقاومه ،
وفاقد للموقف ، الموقف الصلب والشجاع ، الذي يستشهد في سبيله ، وبذلك ضرب الشيخ أروع
مثل في الثوريه والنضال ، فهو يقول لا يحق لنا ، أن نقول للجماهير نضالوا وضحوا ، ولا
نكون معهم ، أو نتاجر بهذه النضالات والتضحيات ، أو نبيعها بأثمان بخسه ، فهذا مما لا
يشك فيه ، يولد الإحباط واليأس وعدم الثقة عند الجماهير ، والساحة الفلسطينيه خير شاهد
على ذلك ، فهناك من يقدم التنازلات ، ويتاجر في التضحيات ، قربانا لأهدافه ومصالحه ،
وأكد أن السلاح الذي تمتلكه المقاومه ، لن يوجه للداخل اللبناني ، وأن هذا السلاح لن
يكون إلا من أجل الحماية والدفاع عن لبنان ، وأن الحزب ، لن يتردد في دعم وإسناد الجيش
اللبناني ، في أي من معارك الدفاع والمقاومه والتصدي للآعداء ، فهو يقول ، بأن سلاح حزب
الله هو سلاح الجيش اللبناني ، وكما أكد الشيخ على خطوطه الحمراء ، بأن الحزب لن ينجر
ولن يجر لبنان الى حرب أهليه تحت أي من الظروف ، رغم أن البعض في الداخل اللبناني في
سبيل مصالحه وأهدافه وأجنداته ، يسعى الى جر لبنان الى حرب أهليه ، باللعب على الوتر
المذهبي والعرقي والطائفي ، وهناك من يدعو علنا ، الى نزع سلاح المقاومه ، وإخراج لبنان
من دائرة وفلك الفعل العربي والإسلامي الممانع والمقاوم للمشاريع الأمريكيه في المنطقه
، وهو بالتالي غير معني بحل الأزمة ، ولا بالشراكة الوطنيه ولا بدولة القانون ولا
المؤسسات ، وهو بالتالي يعتبر البلد بمثابة المزرعه والبقرة الحلوب له ، وإذا ما حاولت
المعارضه إحداث أية تغيرات سياسيه فالرد ، هو جر لبنان الى أتون الحرب الأهليه ، والشيخ
حسن ، يقول أن الحزب تجاوب مع المبادرات العربيه والإسلاميه ، ولكن هناك من هو غير معني
بالحل داخل لبنان وخارجه ، فالحل وإقامة حكومة الوحده الوطنيه ، تفقد البعض في الداخل
مصالحه وحضوره ودوره وتأثيره ووزنه ، ويخسر الأمتيازات وبريق السلطة والأضواء والإعلام
، وينكشف على حقيقته وحجمه ، إذا ما جرت إنتخابات تشريعيه مبكره ، أما القوى الخارجيه ،
غير المعنيه بالحل ، أولها إسرائيل ، فإسرائيل لا تريد للبنان ، أن يكون ضمن حلف
الممانعه والمقاومة العربيه ، فهذا يشكل مخاطر جديه على دورها ووجودها في المنطقه ، كما
أنه يشكل لها عامل عدم إستقرار ، وبما يعرض مستقبل الكيان بأكمله للخطر ، وأمريكيا ترى
في لبنان والحكومه الحاليه ، إنها من مناطق نفوذها وتنفذ وتخدم أهدافها ومصالحها
وسياساتها في المنطقه ، بحيث أصبح لبنان يدار من السفاره الأمريكيه في بيروت ، وبالتالي
لا يعقل أن تأتي أمريكيا بأية قوى داخليه أو خارجيه ، تشاركها في مصالحها وممتلكاتها ،
أو تشكل تهديد أو مخاطر على وجودها ومصالحها في المنطقه ، وما تريده هي واسرائيل
بالأساس ، هو حكومه ضعيفه وعاجزه في لبنان ، ولبنان خالي من المقاومه ، وضامن لأمن
لإسرائيل ، وفي محور آخر ، قال الشيخ ، إن من لا يريدون المقاومه ولا الشراكه السياسيه
ولا الثلث الضامن ، يسعون الى تدمير لبنان وتخريبه ، وليس لهم هم إلا المقاومه وسلاح
حزب الله ، ويحالون بشتى الذرائع والطرق ، إيجاد المبررات من أجل تسويغ نزع سلاح حزب
الله ، مرة بالحديث عن تهريب حزب الله للأسلحه ، وأخرى بالربط بين ما حدث في المتن
الشمالي من تفجيرات ، وسلاح حزب الله المصادر ، وأخرى بخلق وإيجاد أجواء سلبيه بالحديث
عن الخلافات بين قوات " اليونفيل " الدوليه وحزب الله ، والتحضير لموجة إعتداءات على "
اليونفيل " وتوجيه الإتهام فيها لحزب الله ، وذلك من أجل شق وحدة المعارضه ، وحرف النظر
عن النضال الشعبي والجماهيري الجاري من أجل إسقاط الحكومه ، وكذلك إعادة طرح موضوعة
سلاح حزب الله وشرعيته ، والشيخ حسن الذي أكد على أن الحزب لن يستأذن أحد في الحصول على
السلاح ، أكد على أن المعارضه ستستمر في نضالاتها الجماهيريه ، من أجل إسقاط الحكومة
اللإشرعيه واللإدستوريه ، وأن هذه المعرارضه ، لن توجه السلاح لصدر اللبنانيين ، ولن
تجر الى مؤامرات ودهاليز الرداحين والشاتمين والذين لا يردون خيرا للبنان ، وأن هذه
المعارضه ، ستواصل تحركاتها ومناشطاتها السياسيه والجماهيريه ، وسوف تنتصر آجلا ام
عاجلا ، فهي تتسلح بإراده قويه وموقف صلب ووضوح في الرؤيا والأهداف السياسيه والوطنيه .