لا احد ينكر أننا من الدول المتقدمة جدا في تزوير الانتخابات وقد اصبح لدينا على مدى السنوات السابقة خبرات وكفاءات في (التزوير ) قد لا تجد لها مثيلا على مستوى العالم !
مؤسف حقا ان هذه ( الكفاءات ) لم يعد لها مجال ان تعمل في الاردن ، وبما اننا لا نملك البترول ولا الغاز لتصديره فلماذا لا نفكر جديا باستغلال هذه الثروة الوطنية بمساعدة الاخوة والاشقاء والاصدقاء ممن لم ( يتوبوا ) عن ( التزوير ) بعد ، وليكن ذلك مقابل أي شيئ قد نستفيد منه مثلا : التزوير مقابل النفط .. التزوير مقابل الغاز .. التزوير مقابل القهوة .. التزوير مقابل الملاقط ..حتى لو كان ( التزوير ) مقابل ( نكاشات ) الاذان .. المهم ان نستفيد من هذه الثروة الوطنية التي كلفت الدولة ملايين الدنانير لتأهيلهم وتدريبهم على احدث طرق التزوير ..
يقولون : أن مرشحا ( غايب فيلة ) ذهب لمشاورة احد المسؤولين في موضوع ترشحه لانتخابات نيابية سابقة ..
المسؤول السابق قال له بالحرف : ما بدك إياها .. فقال له المرشح : بس السنة ألي فرصة .. فقال له المسؤول : يا أبني .. الله يطول عمرك .. بتحب تعرف مين فاز في الدائرة التي ترغب بالترشح فيها !
طبعا المرشح لم يأخذ بكلام المسؤول وترشـــــــح من دون أن يستمع للنصيحة فخسر في الانتخــــابات النيابيــــة مــــع مرتبــــة الشــرف !
مرشح اخر كان على يقين تام بنجاحه في الانتخابات قبل أشهر من موعد الانتخابات في احدى المرات لم يستطع تمالك اعصابه عندما قال له احد الاقرباء : السنة ما ألك فرصة .. فقال له المرشح : بالطلاق أني ناجح !
الحمد لله .. يمين المرشح لم ينفذ بعد أن حالفه النجاح فكانت الفرحة فرحتين !
في بدايات تفكير المسؤولين في التزوير قبل عشرات السنين لم يكن الكثيرون معتادين على ذلك فحدث ان قام احد ( المتصرفين) بإغلاق احد الصناديق الساعة ( 12 ) ظهرا بعد أن اعلن تصويت جميع المسجلين في كشف هذا الصندوق .. ومن كان يأتي ليصوت بعد الساعة ( 12 ) كانوا يقولون له : أوفت !
كل ذلك واكثر كان يتم في الانتخابات النيابية السابقة التي اعترف الجميع بتزويرها لكن ، لا احد حتى اللحظة تشرف بمعرفة احد ( المزورين ) ؟! .
نضحك على أنفسنا اذا طالبنا بالكشف عن أي منهم لكن ما هو مطلوب الآن هو الكشف عن اليات التزوير التي كانت تزور بها الانتخابات في السابق ..حتى نستطيع ان نعرف ان حصل هناك تزوير في الانتخابات القادمة ام لا ..
سيقول احدهم ان طرق التزوير معروفة وهي اصدار ( هويات مزورة ) لبعضهم ليقوموا بالتصويت عدة مرات وسط تقديم تسهيلات لهم و( الحبر السري ) سيكون كافيا لمنع حدوث او تكرار ذلك ..
أقول : المسألة اكبر من ( هويات مزورة ) تعطى لبعضهم ليقوموا بالتصويت فهذه المسألة بحاجة لجهد وعناء وإعداد كبيرة وفي النهاية لا يحصل المرشح سوى على بضعة الالاف من الاصوات .. واذا عدنا للوراء قليلا و تفحصنا حصول احدهم على أكثر من ( 20 ) الف صوت وهو بأحسن الاحوال لا يحصل على ( 2000 ) صوت نكتشف ان هذا العدد الكبير من الاصوات من المستحيل جدا ان تم عبر تصويت الالاف بشكل متكرر ..
بلا شك هناك احترافية في تزوير الانتخابات .. يجب ان يستفيد منها من يرغب ! .
s.arabeyat@alarabalyawm.net
العرب اليوم