سلامة بلدنا أهم من «الانتصار» في الانتخابات
حسين الرواشدة
23-12-2012 03:31 AM
لأننا لا نريد ان يأخذنا بعض المتحمسين الى تمرير عملية الانتخابات على حساب وحدة وتماسك مجتمعنا، فاننا ندعو -وبحرارة- الى وقف “عجلة” التصريحات واللقاءات والتسريبات التي تحاول ان تخلق مناخات من الشك والانقسام بين ابناء المجتمع الواحد، مثلما تحاول ان “تجيّش” تيارات معينة ضد تيارات اخرى.. وتضع بالتالي “بؤر” صراع “وهمية” واعداء وخصوما للبلد بذريعة الاختلاف في المواقف السياسية أو الاتجاهات الايديولوجية.
مهما كانت “تحفظاتنا” على اساسيات العملية الانتخابية، ومهما كانت رغبة البعض في نجاحها واقناع الناس بالمشاركة فيها، فان بلدنا اهم من الانتخابات، وبوسع الذين يخوضون معاركهم مع الصناديق او ضدها ان يخرجوا من “طوابق” توظيف الممنوعات الوطنية لاثبات مهاراتهم أو رغباتهم أو اجنداتهم، فأسوأ ما يمكن ان نقدمه في هذه المرحلة هو ان نأخذ “الناس” الى ميادين المواجهة بدل ان نقنعهم بالصواب، وان نختطف بمثل هذه “الخفة” اصواتهم وارادتهم بدل ان نحترمها وننأى بأنفسنا عن “الصيد” في المياه الخطرة التي يفترض ان نتوافق جميعاً على انها تمثل “المحرمات” الوطنية، بحيث لا يجوز العبث بها او تجاوزها من اية جهة أو طرف.
لا نتردد أبدا، من التحذير مما يمارسه البعض، سواء كان من اطراف رسمية تخوض في الانتخابات بمنطق الهجوم المنظم على كل من يخالفها في الرأي او الاتجاه، أو كان من اطراف اخرى تسعى الى توظيف “المقاطعة” لحساباتها او تعتمد منطق “التخويف” من خصومها وتطلق حملات لتشويههم، بدون ان تقيم وزناً لاخلاقيات العمل السياسي وأصول وتقاليد الخصومة السياسية، فالتحذير -هنا- واجب، لأن أي انتخابات نظيفة لا يمكن ان تحتمل مثل هذا الاستقواء والاستحواذ، او هذا الاقصاء والضرب “المتعمد” الذي لا ينظر اصحابه لأبعد من يوم الثالث والعشرين من الشهر القادم، فيما سيكون ثمنه بعد ذلك باهظاً أكثر مما يتصورون.
بصراحة اكبر، معظم الناس في بلدنا “متدينون” بالفطرة، ولا يقبلون ان يعبث احد بهذا “التدين” او ان يختزله في زوايا سياسية، صحيح ان ثمة اختلافات سياسية واستقطابات انتخابية، وصحيح ان ثمة من يشهر “بديله” لاقامة تحالفات تساعده على جذب الاصواب المقترعين، لكن الصحيح ايضا ان “الناخبين” اذكى مما نتصور، وهم الاقدر بالتالي على فرز خياراتهم ومعرفة من يستحقون اصواتهم، فلنترك لهم إذن فرصة “الاختيار” وندع لهم الحكم على التجربة.. وانا واثق تماماً بأن “الدين” سيكون حاضراً في المشهد، وبأن البعض الذين سيتدافعون الى “تنحيته” سيكتشفون بأن محاولات “ضرب” المحسوبين عليه “حتى لو كانت بحجة مواقفهم السلبية من الانتخابات” لن يكون لهم نصيب من النجاح.
لا ندافع عن اي “تيار” سياسي، ولا نريد ان ننتصر لأي طرف مشارك او مقاطع، ولكننا ضد هذه “القسمة” غير المشروعة وضد هذه “السيناريوهات” التي تدفع باتجاه فرض “العزلة” والاقصاء والتخويف على طرف، أي طرف، وضد اي محاولات التصنيف على اي أساس.. ضد ذلك كله لأننا نعتقد بأن سلامة بلدنا هي الاولوية، ووحدة مجتمعنا هي الغاية، والحفاظ على ثوابتنا الدينية والوطنية هو الخط الأحمر.
أعرف ان ثمة من ينتقد “التعميم” هنا، وثمة من يسأل عن التفاصيل، لكن اعتقد ان من يتابع ما يطفو على سطحنا من تصريحات وممارسات يدرك تماماً ما أقصده، فالبعض يريد ان يستبيح كل “المحرمات” والمحظورات الوطنية لكي يثبت بأن مفتاح نجاح الانتخابات بيده.. وبأن الغاية تبرر أية وسيلة، حتى لو كانت الوسيلة هي العبث بنواميس البلد ومكوناته!.
(الدستور)